صرخة الفاعل السياسي اليساري الدكتور المريزق المصطفى: نريد وطن الحرية من دون سلطة بدائية
الدكتور المريزق المصطفى في حوار:
كيف تابعتم قضية الأساتذة المتدربين و معركتهم ضد “المرسومين المشؤومين”؟
المغرب يعيش وضعا مأزقيا حقيقيا مرتبطا بقضية التربية و التعليم،و هو ما يجب الاعتراف به رسميا و علنيا. كما يجب أن نتفق جميعا و بدون مزايدة سياسوية على أن قطاع التربية و التكوين بكل أسلاكه بات مصنف ضمن الحلقة الضعيفة التي تتلقى الضربات و الهجومات من طرف كل من يهاب كل نخبة ينتجها التعليم.
و ما تعنت الحكومة و تصميمها على ممارسة العنف ضد “نخب المستقبل” و محاولة تمرير المرسومين المشؤومين إلا دليلا قاطعا على الجهل المركب الذي يعاني منه كل مسؤول عن قضية “أساتذة الغد”.
لقد تابعت بحزن شديد هذا الملف الذي أصبح اليوم قضية وطنية و قضية رأي عام و طني و دولي، و قضية سياسية و حقوقية و إنسانية و نحن في فترة المراقبة النهائية العادية للدورة الخريفية للموسم الجامعي 2015/ 2016، و كنت طوال أيام الإمتحانات أتخيل طلبتي في الفضاء العمومي يطالبون بحقهم في الثروة الوطنية من أجل الحياة و الدماء تنزف من جسدهم من الرأس حتى أخمص القدمين.
فهل أصبح الأساتذة المتدربين يخيفون الحكومة إلى هذا الحد؟
يبدو في اعتقادي، و أتمنى أن أكون مخطئا، أن هناك مؤامرة حقيقية ضد النخب الصاعدة من طرف كل من يخاف من المستقبل، و هناك من يدفع “نخب المستقبل” إلى التطرف. لقد قال صاحب روح القوانين و مؤلف روح الشرائع، مونتيسكيو ” إذا لم يسمع داخل دولة ما صراخ نتيجة نزاع، فتأكدوا أنه لا توجد حرية”.
ما المطلوب إذا؟
إن التعليم في بلادنا هو إدانة كبرى لفساد عام.
لقد و صل السيل الزبى، و كما قلت في مناسبة سابقة، إن قطاع التكوين و التعليم قنبلة موقوة في بلادنا، و لا يمكن فصل التعليم عن باقي القطاعات الأخرى.
المطلوب عاجلا ندوة و طنية في الموضوع يشارك فيها كل الفاعلين، و في المرحلة الثانية، يجب طرح خلاصات الندوة للنقاش العمومي الذي يجب ان يتوج باستفتاء شعبي حول التعليم الذي نريد. و تحية لكل الضحايا و لكل من يساندهم. أخيرا، و أقولها جهرا، لا نريد الهروب من وطننا مرة ثانية بحثا عن الحرية. نريد وطن الحرية من دون سلطة بدائية