إفلاس منظومة أم إفلاس أمة ؟
إفلاس منظومة أم إفلاس أمة ؟
الجزء الاول (1/5)
بقلم : الدكتور سدي علي ماءالعينين ،أكادير، 2022
لا توجد دولة في العالم لا تحاول عبر مؤسساتها ضمان استمرارية نظامها و ضمان ولاء ساكنتها لذلك النظام ،كلما وجدوا فيه ما يرفعهم الى درجة مواطنين بحقوقهم وواجباتهم ،
ولا تكون كل الخطوات رغم انها محسوبة و نابعة من دراسات و تخطيط و تقديرات ناجعة دوما ،لذلك تضطر الدول الى مراجعة سياساتها لضبط توازناتها الداخلية و الخارجية ،
في المغرب ،الامر يبدو اكثر إثارة ، فنحن لسنا أمام دولة تبني حكمها بسياسات حكومات ،ولا أمام دولة حديثة خرجت من رحم حربين عالميتين او من ثورات ،
المغرب اعرق من كثير من الدول ، لكن تقلبات القرون جعلته يسقط كما غيره في احضان الاستعمار ،الذي وإن أخرجه من الإمارة التقليدية الى الدولة الحديثة ،دولة الإدارة و المؤسسات والقوانين و الدساتير ،لكنه أفقده الكثير من القيم التي كانت جوهر هويته و تماسكه .
كان على المغرب ان ينتظر قرابة نصف قرن على استقلاله ليخرج الملك الحسن الثاني للعالم في آخر أيام حكمه ليقول ان البلاد التي حكمها بالقوة و الحنية ، و بالحديد و النار ،و بالجهد و التضحية و الاصرار ، مهددة بالسكتة القلبية ، فكان لابد من التحرك لترميم ما لا يمكن محوه و إصلاحه بين يوم و ليلة ،
بعدها بسنين قليلة غادرنا الحسن الثاني ،ليفتح المغرب ادرعه لمسلسل مصالحة مع اعطاب الماضي و القطع مع سياسات كلفت المغرب الكثير من جهده و ثروته و العيش الكريم لساكنته.
حكم الملك محمد السادس برؤية بدأها بالمغرب الممكن ، ولم يقل المغرب الذي نريد ،لان حجم ما يريده المغاربة يحتاج الى امكانيات و لا تكفي الإرادات ،
تغيرت السياسات في عهد محمد السادس ،لكن كثيرا من وجوه الماضي ظلت في مكانها ،ثارة تساير العهد الجديد و منها من انخرط فيه بايجاببة ،وآخرى بقرار غير معلن عاكسته دفاعا على مصالحها .
وبعد عشرين سنة من حكم محمد السادس جاء خطاب المكاشفة ليعلن فشل البرنامج التنموي للدولة و الذي اعتمدته من بداية الحكم إلى ذلك الوقت ،
انتظروني غدا مع الجزء الثاني
فهل تعتبرون ؟