10 دجنبر: اليوم العالمي لحقوق الإنسان ومطلب مجانية وتعميم الحق في ملاعب القرب
10 دجنبر: اليوم العالمي لحقوق الإنسان ومطلب مجانية وتعميم الحق في ملاعب القرب:
سمير ابو القاسم
في ظل مسار التتويج الدولي للمنتخب الوطني لكرة القدم، وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تتطلب الأخلاق فعل ما نراه صوابا بغض النظر عما يقال، فلا أحد يريد أن يهان أو أن تمس كرامته، بقدر ما يحب أن يعامل باحترام.
فحقوق الرياضيين هي أرض غير مستكشفة، حيث لا تزال هناك فجوة كبيرة بين الرغبة في تحقيق أقصى قدر من النتائج، وكرامة وحريات الرياضيين وجمهورهم. علما بأنها تساعد على كسر الحواجز في المجتمع ودفع التقدم في القضايا الأساسية للتمتع بحقوق الإنسان.
الرياضة تمس العديد من جوانب حقوق الإنسان، ومع ذلك هناك إغفال واضح لها في المعايير الدولية. علما بأنها تلعب دورا مهما في تعزيز حقوق الإنسان، من خلال مبادئ الاحترام واللعب النزيه، وتوحيد الأفراد عبر الحدود، وتجسير الانقسامات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وتعليم دروس قيمة حول عدم التمييز والشمولية والمشاركة المتساوية، وتحدي القوالب النمطية.
والرياضة حق من حقوق الإنسان الأساسية ومدرسة لترسيخ قيم العيش المشترك والتضامن وتحقيق الاندماج الإيجابي داخل المجتمع.
وإقامة ملاعب القرب هي لتقوية المساهمة الفعالة في تعزيز الرياضة المجتمعية، لأنها تضطلع بدور هام في تعزيز مواهب الشباب وصقل طاقاتهم وتشجيع الممارسة الرياضية داخل الأحياء.
وقد بدأت ملاعب القرب بالانتشار في الأحياء التي تعاني من الهشاشة، للتنشيط والتنمية. خاصة مع استحضار أهمية الدور التربوي في تأطير الشباب وتثمين طاقاتهم وترسيخ قيم المواطنة لديهم والترفيه عنهم، وتنمية قدراتهم بعيدا عن مسالك الانحراف الجارفة.
فهناك عدد كبير من الشباب استفاد بالمجان من استغلال هذه الملاعب عند انطلاقها، حتى تشكلت فرق واندمج العديد منهم في جمعيات مختلفة.
لذلك، فملاعب القرب ينبغي أن تكون مفتوحة للعموم سواء في إطار جمعيات أو مؤسسات إدارية أو أفراد.
وملاعب القرب تم إنجازها من المال العام، ولتحقيق المصلحة العامة، لذلك وجب أن تكون مجانية، بالنظر إلى أن إنجازها مرتبط بكفالة الحق في الرياضة والترفيه وبتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، خصوصا شباب الأحياء الهامشية والفقيرة.
أما إبرام الجماعات الترابية لعقود مع الجمعيات الرياضية لتسيير ملاعب القرب، فقد طرح مشاكل عدة وخلق سجالا كبيرا بخصوص فرض رسوم مقابل اللعب بالملعب العمومي بمبالغ مالية غير عابئة بالقدرة الشرائية للمواطنين.
لذلك، لا مناص من مجانية ملاعب القرب مائة بالمائة وفتحها في وجه الشباب المنحدرين من الفئات الاجتماعية الهشة، لمحاربة الظواهر السيئة والإقبال على الرياضة.