المغاربة يستنجدون بالملك محمد السادس لحمايتهم من غلاء الأسعار
المغاربة يستنجدون بالملك محمد السادس لحمايتهم من غلاء الأسعار
سياسي: الرباط
في الوقت التي تتواصل فيه أسعار المواد الاساسية في حياة المواطن المغربي في منحى الارتفاع، وخروج اصوات فئات واسعة من المجتمع المغربي في المطالبة بوقف هذه الارتفاعات، مع صمت الحكومة وفشلها في تقدم حلول ناجعة وقريبة من آهات المواطنين، أصبح الوضع العام جد صعب، بتراجع مؤشرات الثقة في الفاعل السياسي والاقتصادي والحكومي… وهو ما جعل الأمر يتجه الى احتقان اجتماعي وصلت مؤشراته الى مراحل متقدمة وقابلة للانفجار في أي وقت قريب، خصوصا مع شهر رمضان حيث يقبل الطلب والعرض على المواد الاستهلاكية، وذلك نتيجة مواصلة أسعار اغلب المواد الغذائية والنباتية والحيوانية والسمكية إرتفاعها في كل الاسواق .
الحديث اليوم في كل المدن والقرى المغربية سوى عن ارتفاع الاسعار بطريقة خطيرة أثقلت جيوب المغاربة، وهو ما جعل العديد من المواطنين يخرجون لاحتجاج مع المطالب بتدخل أعلى سلطة في البلاد، بعد فشل الحكومة والوزارات المعنية في التواصل مع الرأي العام الوطني، وبروز الصمت المطبق من كل المسؤولين والسلطات، مع تقديم بعض التبريرات التي أصبحت واهية ولم تقنع غالبية المغاربة، وتنقص من الاحتقان الاجتماعي.
وارتفعت اصوات الحناجر بضرورة تدخل الملك، باعتباره رئيسا للدولة وأميرا للمؤمنين الضامن لاستقرار البلاد، وحامي المواطنين من كل المضاربات واللوبيات والسماسرة بعد فشل الحكومة في التدخل في محاربة هذه السلوكات التي جعلت جيوب المغاربة تعاني الأزمة.
وأظهرت وقائع ارتفاع الاسعار، غياب الوسطاء والمؤسسات الدستورية والمنتخبة في الدفاع عن مصالح المواطنين والمواطنات، فبعد صمت الحكومة، وغياب الاحزاب، وسكوت المعارضة، وتراجع النقابات والجمعيات في الترافع والدفاع عن القدرة الشرائية، أصبحت الأصوات ترتفع في كل القرى والمدن ولدى كل الطبقات الاجتماعية، في المطالبة بتدخل عاهل البلاد لحمايتهم من جبروت الاسعار.
فإستقرار الأمن الغذائي والسلم الاجتماعي ، رهين ما توفره الحكومة من مواد أولية ودعم المنتوجات ومراقبة الاسواق مع تقديم استراتيجيات تنموية في القطاع الفلاحي والزراعي، لكن يبدو، ان الحكومات المتعاقبة فشلت في جعل الفلاحة المغربية قاطرة التنمية والضامنة للأمن الغذائي، لكن ظهر العكس، في كون البرامج المقدمة لم تكن رهن انتظارات المغاربة، وهذا ما رصدته تقارير المجلس الاعلى للحسابات، حيث اثبتت فشل المخطط الاخضر، الذي لم يصون كرامة الفلاح الصغير، الذي ما زال يعاني اليوم، خصوصا مع الجفاف حيث ارتفعت اعداد المهاجرين من العالم القروي الى المدن للبحث عن فرص شغل بديلة بعد افلاس فلاحتهم وتربية المواشي.
وفي الوقت الذي كان على الحكومة ورئيسها النزول من البرج العاجي، والتقرب من المواطنين والضرب بيد على حديد على كل المضاربين وتجار الازمات ومن يقوم برفع الزيادات او تخزين المواد من اجل الاحتكار، يبدو ان الحكومة لم تكن في مستوى التطلعات، وتركت المساحات شاسعة للمضاربين والسماسرة، كما تركت المواطنين عرضة للقلق والتذمر والسخط على الحكومة والوزراء والسياسيين والنقابيين، ليطالبوا بكل احترام من تدخل الملك محمد السادس باعتباره ” أب” لكل المغاربة وهو الوحيد الذي يمكنه تخلصهم من ” تجار الازمات” وفشل السياسيين، وضعف الوزراء.
ان الواقع السياسي والاجتماعي اليوم ينذر بأزمة خانقة اقتصادية واجتماعية، وقابلة للانفجار في كل لحظة، لكون شرائح واسعة من المغاربة أصبحوا لا يقدرون على شراء “كيلوغرام” واحد من ” البطاطس، الطماطم، البصل، الفلفل…” وأصبحوا لا ينظرون الى ” اللحوم والسمك والدواجن..” لارتفاعها المهول والمرتفع والخطير…
انها صرخة اليوم من ” الفقراء والغلابا” من المغاربة الذين كانوا يستحسنون لمبادرات التضامن والمبادرة البشرية …الا انهم اليوم لم يجدوا في موائدهم اللحوم والاسماك والفواكه..” وهذا غير مقبول في المغرب، باعتباره بلد فلاحي وزراعي ومتنوع الانتاج..الا ان الحالة اليوم تنذر باحتقان اجتماعي وقد تصل الى سخط عارم في حالة عدم تذويب الأزمة والنقص من ارتفاع الاسعار.
كما ارتفعت اصوات في المطالبة بإقالة الحكومة، او تعديل وزاري لكون العديد من الوزراء في حكومة اخنوش، أبانوا انهم ليسوا بكفاءات ولا أطر، ولم يقدموا اي شيء في قطاعاتهم الوزارية، وتركوا الفراغ والتخبط في العديد من القضايا الاجتماعية والاستهلاكية في غياب الرقابة والحكامة.
فالمتتبع للأصوات التي ارتفعت مؤخرا في كل القرى والمدن المغربية في الاستنجاد بالملك محمد السادس، لكون هو من يسمع لآهات المجتمع، ولنبضات اصوات المحتجين، وهو القادر على حمايتهم من لوبيات الفساد وتجار الازمات، ومن يحاول النيل من الاستقرار الاجتماعي والأمني المغربي.
ان الحكومة في دار الغفلون، والوزراء في سبات عميق، والسلطات تمارس رقابة موسمية، والاسواق تُغلي، والأصوات ارتفعت، وأسر دمرت، وعلاقات اجتماعية في أزمة، وتجار حائرون قلقون…فالى متى هذه الصورة القاتمة التي تؤطر الحالة الاجتماعية اليوم بالمغرب؟ في الوقت الذي ينتظر ان يكون تدخلا ملكيا حكيما وشافيا، وحاسما لصون كرامة المغاربة؟