د.حميد المرزوقي
كم كان رائعا فريق الوداد البيضاوي وجمهوره في استقبال شبيبة القبائل الجزائري.
أجرى الوداد البيضاوي مقابلة إياب جميلة برسم الجولة السادسة من المجموعة الأولى لعصبة الأبطال لموسم 2023 بعد أن كان قد انهزم بإصابة لصفر في مقابلة الذهاب التي أجريت بالجزائر حيث تعرض فيها فريق الوداد لعدة استفزازات في رحلته للجزائر واستقبل في مطارها استقبالا مقززا بفعل التحقيقات البوليسية من طرف أجهزة الأمن و المخابرات الجزائرية تم خلالها حجز كل معدات التصوير التي كانت بحوزة الفريق المغربي، ولعل أكبر مهزلة سجلتها مختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية هي عدم احترام المنظمين لأبسط البرتوكولات الرياضية وأهمها رفع العلم الوطني الجزائري دون العلم الوطني المغربي وهو ما أثار حفيظة الوفد المغربي الذي احتج بشدة على المنظمين الذين عوض أن يستجيبوا لطلب المغرب و يرفعوا العلم الوطني المغربي قاموا بتنكيس العلم الجزائري مما كان له وقع سلبي على كل المتتبعين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه إلى تعرض لاعبي الوداد لضغط رهيب من طرف الجمهور الحاضر للمباراة تخللته فقرات وترديد شعارات عنصرية لا تمت بصلة للروح الرياضية وهو مامكن فريق شبيبة القبائل من إنتصار صعب على فريق الوداد بإصابة لصفر في الوقت الذي كان جليا التفوق التقني لفريق الوداد على شبيبة القبائل وقد تأكد هذا بوضوح في المقابلة التي أجريت بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء كما تأكد أن المغرب بلد الفعل وليس القول حيث أعطى الدليل مرة أخرى إن كان الأمر يحتاج لدليل أن اليد الممدودة التي عبر عنها جلالة الملك في عدة خطابات ملكية سامية ليست شعارا وإنما واقعا عبرت عنه كل أطوار اللقاء الرياضي بين الفريقين المغربي والجزائري بل امتد ذلك حتى للاستقبال الأخوي الذي خصص للوفد الرياضي الجزائري بالمطار والظروف الملائمة التي وفرت له من إقامة وتداريب وصولا للملعب حيث احترم فيه كل البرتكول الرياضي المعمول به في المقابلات الرياضية التي تجرى ضمن بطولات الفيفا والكاف من قبيل رفع العلم الوطني للمغرب والجزائر وتمكين الجمهور الجزائري لدخول الملعب بالمجان، وهنا لابد من الإشارة إلى المستوى العالي الذي ظهر به جمهور الوداد والتيفوات التي رفعت في مدرجات الملعب إلى جانب خريطة المغرب كاملة من طنجة إلى لكٓويرة وهي صور تعبر كلها عن نضج الجمهور الودادي ووطنيته العالية وتشبثة بالثوابث الوطنية المغربية، وبذلك عزف فريق الوداد وجمهوره سيمفونية خالدة رصعت تاريخ الكرة المغربية بالمكرمات والمفاخر بعد أن كان له التفوق بثلاث إصابات لصفر مما أهله لتربع صدارة المجموعة الأولى ب13 نقطة مقابل ترتيب فريق شبيبة القبائل في الرتبة الثانية ب10 نقط، وقد اسدل الستار عن هذه المقابلة المغاربية في جو رياضي بديع ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه إلى إكرام وفادة الفريق الجزائري إلى أن غادر بلادنا في ظروف أخوية تنم عن عدم وجود أي مجال للغل والحقد في قلوب المغاربة وأن دَيْدَنُهُمْ هو التسامح والإخاء وتكريس القيم الرياضية النبيلة، فما أروع الوداد وجمهور الوداد ومزيدا من التألق و الإشعاع القاري والعالمي للكرة المغربية.
د.حميد المرزوقي