التواضع السقراطي
التواضع السقراطي
عبد السلام المساوي
قسم سقراط الناس الى فئتين :
1-جاهلون ويجهلون جهلهم – الجهل بالجهل
2-جاهلون ويعرفون بأنهم جاهلون – الوعي بالجهل
والاعتراف بالجهل هو المدخل الأساسي للتعلم والمعرفة، وعتبة التفلسف .
الجاهل الذي يعرف جهله مؤهل لكسب المعرفة ، أما الجاهلون الذين يتوهمون امتلاك الحقيقة المطلقة ، ويدعون معرفة كل شيء ، فهم غارقون في الجهل ، وغارقون في سبات عميق .
إن الفلسفة تعلمنا أن لا أحد يمتلك الحقيقة ، لا وجود للحقيقة المطلقة ؛ الحقيقة نطلبها ولا نمسك بها
إن في ادعاء امتلاك الحقيقة نهاية للتفكير وموت للفلسفة ، ولن تموت الفلسفة ما دام في العالم إنسان يتساءل ، إنسان يفكر….
وهم امتلاك الحقيقة المطلقة يولد العنف والتطرف ؛ الإقصاء وعدم الاعتراف بالاخر ، تجريم الاختلاف وتحريم التفكير …والحركات اليمينية المتطرفة ، العنصرية والدينية تتوهم امتلاك الحقيقة المطلقة.
إن ما يميز سقراط – الفيلسوف عن غيره من الناس هو أنه جاهل ويعرف بأنه جاهل : ( كل ما أعرف هو أنني لا أعرف شيئا ) .
إن الفلسفة تحطم البداهة وتكسر سلطان العادة الطاغي ، وتوقظ من السبات العميق ، وتحطم الاعتقاد البديهي بامتلاك الحقيقة المطلقة .
(إن الفلسفة تعنى بالاسئلة اكثر من عنايتها بالأجوبة ) ، فالسؤال في الفلسفة أهم من الجواب ،( الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة ، بل إن كل جواب يصبح سؤالا جديدا ) .
لا جواب نهائي في الفلسفة ، لأن في الجواب النهائي نهاية للتفكير وموت للانسان .
مشكلتنا أننا لم نفكر بعد .
القديم لا يموت بسرعة والجديد لا يظهر بسرعة ، وهذا هو حالنا اليوم .
متى نفكر ؟!