غني ياشعبي بلبوءات الأطلس الجميلات والشامخات
غني ياشعبي بلبوءات الأطلس الجميلات والشامخات
عبد السلام المساوي
لبوءات الأطلس الجميلات ….يصطحبن انتماءهن لمواجهة الصعاب..لمجابهة المثبطات ، لعناق الأمل….ودائما يحملن الراية…وفي ذهنهن إنتصارات ونجاحات….وعلى كتفهن مهام ومسؤوليات….فهن يكرهون الخسارة …
بنات المغرب الجميلات في المقابلات المصيرية يملأن الفراغ….إن الزمان الفارغ يعدي الناس بفراغه….وحين يكون الشعور هامدا والإحساس ثابتا….يكون الوعي متحركا….وعي بأن الانتصار هو انتزاع الممكن من قلب المستحيل….ولكن حيث توجد الإرادة …حيث توجد لبوءات الأطلس ويكون الطموح….تكون المبادرة ويكون التحدي ….وتكون المقابلات المصيرية….تكون الطريق المؤدية إلى النتائج…..وتقول الأسود :” لا تهمنا كولومبيا ولا نعيرها اي اهتمام ”
منذ بداية البدايات ….كشفت لبوءات الأطلس عن طاقة تمتلك قدرة الصمود …وفي المقابلات الحاسمة يظلن دائما ودوما متمسكات بطموح النجاح والتأهل…بإرادتهن واصرارهن ينسجن نسيجهن المميز …وتغادر ألمانيا المونديال، وتغادر كوريا ، ويبقى المغرب شامخا بجميلاته …تأهل تاريخي لثمن نهائي لمونديال السيدات بأستراليا …
إنجاز تاريخي …فتح عربي لمونديال السيدات ولأول مرة …
جميلات المغرب حضور رياضي قوي …حضور ينشدهن كل يوم ويذكرهن ويتصاعد في تناغم مع سمفونية فريق اسمه لبوءات الأطلس الأطلس…..هو اصلا تأسس ضد الهزيمة ….ضد الخسارة …ضد الإنحناء…
تحية لجميلات المغرب على النجاح والتحدي…..على الصمود والإصرار……على ” تمغربيت “…..على المضي في الطريق…منتخبنا أملنا وفرحتنا…
الإبداع مغربي …المستحيل ليس مغربيا…منتصبات القامة ينتصرن …
الفن إبداع ، والإبداع إنتاج للجمال…
مباراة القرن ؛ مباراة تاريخية بامتياز رياضي واستحقاق جمالي …مباراة تاريخية بكل المقاييس الكونية والمعايير العالمية….
مباراة الجنون ؛ ومن الجنون ما أمتع وأفرح ..ومن الجنون ما أسعدنا …وجعلنا نعيش لحظة ليست كاللحظات …لحظة اسطورية جعلت الزمن بين قوسين….معامل الزمن هنا يساوي الصفر …
مباراة ليس لها مثيل ؛ ومن قبل ومن بعد …مباراة المتعة والإنتشاء….مباراة التأهل…
مباراة سمفونية ؛ سمفونية ابداع بأنغام أطلسية ، وبروح وطنية مغربية…
ما أبدعته جميلات المغرب ، هنا وهناك ، سينشدهن كل يوم ، سيذكرهن ويغنيهن مدى خلود كرة القدم …
غني يا شعبي ؛ غني للجمال والابداع ؛ غني للبوءات الأطلس ؛ وغني للمغرب ؛ بلد التحدي ؛ بلد المعجزات …بلد الأمن والسلام….
مباراة المتعة ؛ مباراة اللذة الانطولوجية ؛ مباراة الفخر والاعتزاز…مباراة التأهل
مباراة نباهي وسنباهي بها فرق كرة القدم العالمية …
فاز المنتخب الوطني للسيدات وانتصر المغرب…
واهم من يعتقد أن الكرة جلدة منفوخة مدحرجة على عشب أخضر، إنها تعبير عن قيم قد لا تنجح المدرسة في ترسيخها.
واهم من يعتقد أن الكرة أفيون الشعوب، إنها تعبئة للنضال من أجل الوطن، إنها ترسيخ للقيمة الأولى المؤسسة لأي فعل مجتمعي هي قيمة الانتماء التي أصبحت قيمة إنسانية في زمن فوضى العولمة، بعدما كانت تحصيل حاصل زمن سيادة الفكرة الوطنية إبان النضال من أجل الاستقلال وبناء الدولة الوطنية.
يكفي أن تنتصر في مباريات كأس العالم لتصبح قوة عالمية يهابك رجال السياسة والاقتصاد ويدين لك الشعراء بقوافي المديح وينسحب من أمامك الشعراء الصعاليك الذين رابطوا لسنوات أمام مقرات إقامتك .
لنواصل الحلم المغربي الجميل .
اللبؤات الأطلسية الجميلة لم انتصرن ، جميلات المغرب تأهلن إلى ثمن نهائي مونديال أستراليا …أنتن بطلات ، أنتن نساء المغرب من كسرن الطابوهات …بكن نعتز ونفتخر …أنتن المغربيات مناضلات من أجل الحرية والمساواة والكرامة…
من كان يعتقد يوما أن كرة القدم النسائية ستشغل الناس ، وأن مدرجات الملاعب ستختنق بالمشجعين والمشجعات ؟
من كان يظن يوما أن الأمهات سيشجعن بناتهن على لعب الكرة ، بدل التنقيب على عريس ” يسترهن ” من عوادي العنوسة ؟
من كان يصدق يوما أن حسناوات سيرثن مهنة تشجيع ” لبؤات الأطلس ” ، ويخلفن ” ظلمي ” المدرجات ؟
أين اختفى أولئك الذين صاحوا في وجه اللاعبات ” مكانكن المطبخ ” ؟
الكلمة اليوم للجنس اللطيف الذي يحكم الكرة ، ويناضل بالأقدام من أجل المساواة بين الجنسين في الأهداف وفي ضربات الترجيح .
المغاربة الذين فرحوا لانتصارات اللبؤات ، تحركهم محبة هذا البلد ، والرغبة في رؤيته منتصرا فقط ، فائزا وكفى ، مرفوع الرأس لا غير ، قادر على منح المنتسبين إليه المكتوين بلوعة عشقه القدرة على التلويح بالأيدي في كل مكان إعلانا للجميع أننا من هاته الأرض ، وأننا فخورون بهذا الإنتماء ، بل إننا مكتفون به ، وغير راغبين في غيره على الإطلاق .
كل مرة نقولها ، وسنرددها مجددا : على الذين لا يحبون المغرب إلا عندما تكون مصلحتهم مؤمنة سالمة غانمة أن يتأملوا فرح المغاربة البسطاء ، العاديين لوجه المغرب ، بكل صدق وبكل إيمان .
لبؤات الأطلس الجميلة إنتصرن …إنتصرن للقيم الجميلة…
وعندما تحضر مشاعر الحب تحجب ما عداها من التفاصيل ، لا سيما عندما يكون حبا حقيقيا متبادلا : حب اللبؤات لقميصها ووطنها ، حب الجماهير المغربية لبناته اللاتي أبلين البلاء الحسن ، حب الملك / الأب لأبنائه وبناته في كل ربوع المملكة …
لبؤات الأطلس الجميلة انتفضن على الخيبة ، وكما تعلمون فالخيبة ليست فشلا …نعم تعثرن ضد ألمانيا ، لكن ها هن يعدن بإرادة أقوى وطموح أقوى ، وينتصرن على كوريا الجنوبية وكولومبيا …
لدينا هاته القلوب الشجاعة التي تزأر حين الحاجة إليها .
لدينا هاته الرئات التي لا تتعب حين نداء الوطن عليها .
لدينا عرق الجبين المغربي ، الصرف ، المحض ، الحلال الذي يسيل وديانا عندما يقول له المغرب ” حي على رفع الراية خفاقة بين الأمم ” .
يهب الفتى ، يلبي النداء ، وفي الفم وفي الدم منه يثور الهوى دما ونارا .
ينادي إخوته في كل مكان أن هيا ، لتلبية نداء العلا والوصول إليه سعيا ، من أجل أن تشهد الدنيا ، كل الدنيا ، أننا نحن القوم الذين نسمى المغاربة لا نحيا هنا إلا بشعار واحد : الله والوطن والملك .
من الرباط إلى البيضاء وطنجة ومراكش ومكناس والداخلة وأسا الزاك وعيون الساقية الحمراء ، إلى وجدة والرشيدية والسعيدية ، ومن الريف الرائع إلى تخوم سلاسل جبال الأطلس الشامخ ، انفجر شلال الفرح …
الأكيد أنه ما زال في جعبة هذا البلد الضارب في التاريخ ما يقدمه للعالم…
شيء ما تحرك في دواخلنا يومه الخميس .
هذا الشيء يسمى تمغربيت الأولى التي تقطننا دون أي استثناء… .
” تمغربيت ” هوية لوحدها وانتماء لوحده وانتساب لوحده ، فيها تجتمع هاته الفسيفساء التي تشكلنا نحن المغاربة جميعا ، يهودا ونصارى ومسلمين وديانات أخرى ، وعربا وأفارقة وأندلسيين وأمازيغ وقادمين اخرين من كل مكان على هاته الأرض لكي نصنع منذ قديم القرون والعقود الأمة المغربية ، وهي نسيج وحدها ، وهي تفرد خاص واستثناء مغربي خالص …
يومه الخميس تبوريشة مغربية أصيلة وأصلية ، ذكرت كل واحد منا وكل واحدة بشيء ما داخله يقول له إنه مغربي ويقول لها أنها مغربية ….
هناك تشابه بين حقل السياسة وحقل كرة القدم …الفرجة في كرة القدم تخفي سياسة أخرى : سياسة رياضية ، سياسة تدبير الرقعة ؛ سياسة الهجوم والدفاع .
ما فعلته لبؤات الأطلس الجميلة يومه الخميس أمر جلل يستحق كثيرا من الكلام ..
الأساسي في الحكاية الكروية / الإنسانية أن تتوفر على حمض نووي أو ” أ دي ان ” خاص بك يميزك عما وعمن عداك .
في هاته نستطيع أن نقولها بكل افتخار بالمنتخب النسوي المغربي …
نقولها بالصوت المغربي الواحد …لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد ، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا ، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وابائنا وأمهاتنا ، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق .
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار ، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء الا للمغرب .
وهذه لوحدها تكفينا ، اليوم ، وغدا في باقي الأيام ، إلى أن تنتهي كل الأيام ….
لا بد من الانطلاق من كون الأمر يتعلق بوطن . والوطن هنا ليس مجرد رقعة جغرافية لتجمع سكني ، بقدر ما يعني انتماء لهوية ولحضارة ولتاريخ .
منذ قديم القديم نقولها : هذا البلد سيعبر الى الأمان في كل الميادين بالصادقين من محبيه وأبنائه الأصليين والأصيلين …
لا نستطيع ان نعدكم بأن المغرب سيتوقف عن تقديم الدروس المجانية وعن اطلاق الصفعات الحضارية نحو أولئك الذين يتخيلون كل مرة واهمين أنهم أكبر من هذا البلد الأمين ومن هذا الشعب الأمين …
الكرة إمرأة…إنهيار أساطير تفوق الرجل على المرأة…
إنهيار أوهام دونية المرأة …هن نساء مغربيات ، مواطنات ووطنيات ، عاشقات للمغرب ، عاشقات للجمال …
بنات المغرب بكن نعتز ونفتخر ، بكن نباهي العالم ، أنتن رمز الحداثة والتنمية …
بنات المغرب متفوقات في الدراسة ( نتائج الباكالوريا شاهدة ) ، متفوقات في الرياضة ….المغرب بخير ما دمتن الرائدات …المغرب أولا …المغرب بنسائه أمهات رجاله ..
تقول سيمون دي بوفوار : ” إن المرأة لا تولد امرأة ولكنها تصبح كذلك ” ، وتماشيا مع الخطاب الديبوفواري ، يمكن القول أن الرجل لا يولد رجلا ذكرا وإنما يصبح بالثقافة كذلك ، والتحديد الذي يعطيه رايلي لمفهوم الذكر والأنثى إنما هو بالأساس يعتمد المتواليات من النعوت التي تنسب إلى كل منهما ، وفقا للثقافة : المهد ، البيئة ، الأسرة ، السياسة …الثقافي هو الذي لطف ما سمي ويتسمى الجنس اللطيف وهو الذي أوجد الخشونة لدى الجنس الخشن ، أما الطبيعة فلا يبدو أنها جنسوية ، أي تفاضل بين الجنسين .
وبعبارة أخرى فالطبيعة لم تنتصر للرجل ضد المرأة ، ولكن الرجل ، انطلاقا من وعيه الفحولي للعالم ، هو الذي ذكرن الذكر وذكرن المعرفة وذكرن العلم وذكرن السياسة …وفي المقابل أنثن الطبيعة وأنثن المرأة وانثن العاطفة وأنثن القلب ” كلنا يلعب لعبة الذكر والأنثى ، لقد تعلمناها من المهد .”
إن التشريط الثقافي ، حسب لغة هيرسكو فيتس، هو الذي يمسرح الحياة بعد توزيع الأدوار ، وفق معايير سلوكية حفاظا على مصالح المتحكمين في قواعد اللعبة وواضعي شروطها ، ومن يفعل ذلك غير الساسة ؟ وكل من لا يلعب لعبة الاسلاميين ” يفرد أفراد البعير المعبد ” فينسب للشرك والمروق حينا وإلى الهرطقة حينا آخر وإلى الفساد والخيانة حتى …
المحافظون التقليدانيون يتصورون أن كل شرور الكون تأتي من النساء ، وأن الحل هو عزل النصف الآخر من المجتمع في انتظار منعه وسجنه في المنازل قريبا !
هاته العقلية المتخلفة ، والتي لا ترى في المرأة الا الوعاء الجنسي الصالح لتفريغ المكبوتات ، والتي نتصور كل مرة أننا تخلصنا منها والتي تظهر لنا في هاته الومضات او ” الفلاشات ” المرعبة ، هي عقلية تعيش معنا وتحلم لنا بمجتمع على مقاسها وهواها ، تضع فيه النساء قرب اللأ طفال وقرب المتخلفين عقليا، وتؤمن أنه يحق لنا أن نضيف إليهن عبارة ” حاشاك ” كلما ذكرناهن .
وهذه العقلية لها مشكل مع نصفها السفلي الذي لا تستطيع له اشباعا ولا تعرف له ترويضا سويا ، ولا تملك أدوات التحكم العاقلة فيه وهو ما ينعكس على نصفها العلوي ويصعد لها مباشرة إلى المخ ، ويدفعها دفعا نحو هاته التخيلات المرضية .
مشكلتنا مع هؤلاء المتخلفين ستدوم طويلا بسبب عدم القدرة على التحكم في عضو من أعضاء جسدنا يعوض العقل في التفكير ، ويدفعنا دفعا كل مرة إلى النزول إلى هذا الحضيض ، ومناقشة ما اعتقدنا ونعتقد وسنظل على الاعتقاد ذاته أن البشرية السوية والحضارة السليمة قد تخلصت منه بشكل نهائي وتام ، بأن وجدت السبل السوية للتعايش معه وفق الحرية الفردية ومسؤولية على ما يرتكبه ويقترفه ويقوم به في حياته دون مساس بالآخرين .