عفوا سيدي الرئيس ماكرون، لقد أخطأت العنوان!
عفوا سيدي الرئيس ماكرون، لقد أخطأت العنوان!
حميد المرزوقي
منذ أكثر من سنة وبالأخص بعد انتخابه للعهدة الثانية لرآسيات فرنسا، درج الرئيس إيمانويل ماكرون على انتقاء المناسبات بعناية خاصة وأحيانا بسداجة رؤساء الدول الذين يفتقدون للحنكة السياسية والتجربة، للاساءة للمغرب سواء بمبادرات شخصية من قبيل التصريحات و الاستجوابات الصحفية أو من خلال بعض التقارير المنجزة من منظمات غير حكومية تدين بالولاء لقصر الإليزيه، أو برامج تلفزية لقنوات فرنسية موالية لدولة فرنسا العميقة كقناة فرانس 24، وهنا لابد أن نذكر بما قام به الرئيس الفرنسي من تدخلات مكشوفة وشطحات لا تليق بمستوى رؤساء دول تحترم نفسها ماضيها، في مونديال قطر لكرة القدم لوقف المسيرة الموفقة للفريق الوطني المغربي لكرة القدم…، كثيرة هي المبادرات التي تناوبت فيها أجهزة الدولة الفرنسية او الاتحاد الأوربي الرامية إلى المس بمصالح المغرب وتقزيمه، لكن كلها انكشفت بفضل يقضة الديبلوماسية المغربية والفعاليات المغربية الداخلية والخارجية وحنكتها، التي ما أن تستشعر بمحاولة مناورة أو مؤامرة تحاك ضد مصالح المغرب حتى ينبري لها الدبلوماسيون المغاربة او المواطنون من أي موقع يشغلونه ليلقنوا السلطات الفرنسية دروسا في حب المغرب والوطنية الصادقة، وكما يقول المثل، “رب ضارة نافعة” فقد كان لمؤامرات دولة فرنسا ورئيسها الفضل في إذكاءها لحماس ووطنية المغاربة لمواجهة هذه التطاولات اوتلك، وصدها كي لا تحقق الأهداف الدنيئة المتوخاة منها، كما كان لها دورا فعالا في كشف الوجه الحقيقي لدولة فرنسا الكولونيالية، وفضح مؤامراتها الخائبة، في المس بسمعة المغرب وشراكاته الدولية، التي أصبحت مع مرور الوقت تزداد تنوعا وقوة، مع قوى دولية وفعاليات لها كلمتها المفصلية، في العلاقات الدولية السياسية والاقتصادية، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر علاقات المغرب وافريقيا، وعلاقات المغرب وجنوب شرق آسيا، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، والصين وروسيا واليابان، بل وحتى علاقات متميزة فردية، مع دول أوربية كبيرة، كأنجلترا وإسبانيا وألمانيا و إيطاليا، تعتبر في هذه الظرفية بديلا لعلاقات المغرب مع الاتحاد الأوربي الذي لا يعمل إلا بإيعاز من فرنسا ورئيسها الذي فشل في إحراز اي إنجاز دبلوماسي، وتسبب في عزلة فرنسا إفريقيا ودوليا، ورغم إصراره على النفاذ للمغرب والوصول إلى الرأي العام المغربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي على إثر رفض المغرب لإعانة فرنسا في مواجهة آثار زلزال إِغِيلْ، فقد لجأ الرئيس الفرنسي لتويتر والفايسبوك لمخاطبة الشعب المغربي الأبي لاستمالته وإقناعه بأن فرنسا معه في السراء والذراء، وهو اسلوب لا يليق بشعب المغرب العريق الذي ينتمي لدولة الإثنى عشر قرنا التي عرفت عصورا زاهية وحضارة غنية ومشعة في الوقت الذي كانت فيه دولة فرنسا تغط في نومها العميق في ظلمات العصور الوسطى، لذلك نؤكد للسيد الرئيس الفرنسي أنه أخطأ العنوان.
د.حميد المرزوقي