المستشارون في التوجيه واللكمات القاضية الأربع…
المستشارون في التوجيه واللكمات القاضية الأربع…
حمزة الشافعي (تنغير-المغرب)
أربع لكمات في “آن واحد”، وفي أماكن ممنوعة (خطوط حمراء) في ملف المستشارين في التوجيه التربوي، كانت جد قاضية، لأنها عجلت بإسقاط “الجسد المطلبي” المتكامل والمنطقي والمشروع لهذه الفئة من موظفي قطاع التربية والتعليم. ليتم تبعا لذلك، إعلان المستشارين في التوجيه التربوي إلى جانب أطر التدريس بكل أصنافهم كأكبر المتضررين من مشروع المرسوم رقم 2.23.819 بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي التربية الوطنية.
- اللكمة/الضربة القاضية الأولى: الإجهاز مجددا على الحق في تغيير الإطار بالأقدمية من مستشار في التوجيه التربوي إلى مفتش في التوجيه التربوي، بعدما تم الإجهاز عليه مسبقا في نظام 2003، رغم التكوين المركزي بمركز التوجيه والتخطيط التربوي لمدة سنتين.
- اللكمة/الضربة القاضية الثانية: عدم تصنيف المستشارين في التوجيه التربوي ضمن هيئة التفتيش والتأطير والمراقبة والتقييم باعتبارها الهيئة التي تتناسب مع أدوارهم التأطيرية والتتبعية والتنسيقية والبحثية أو ضمن هيئة مستقلة تأخذ بعين الاعتبار الهوية المهنية لمجال التوجيه التربوي وخصوصياته ومحوريته ضمن مخططات وبرامج ومشاريع الوزارة الوصية.
- اللكمة/الضربة القاضية الثالثة: عدم منح المستشارين في التوجيه التربوي التعويضات المستحقة والمماثلة للأطر التي لها نفس المسار المهني (تكوين أساس كأساتذة إضافة إلى سنتي تكوين تخصصي في المجال المهني).
- اللكمة/الضربة القاضية الرابعة: إعادة تصنيف المستشارين في التوجيه التربوي ضمن هيئة سبق وأن غادروها بمحض إرادتهم (هيئة التربية والتعليم) وإضافة مهام جديدة لا علاقة لها بتكوينهم ومجال اشتغالهم (أنشطة الحياة المدرسية والأنشطة الموازية)، مع غلبة النظرة التقنية للمهام الأصلية للمستشارين في التوجيه التربوي.
لا شك إذن، أن الاحباط والخيبة والإحساس بالقهقرة ستكون متلازمات صعبة وحتمية deterministic للشخصية الوظيفية/المهنية للمستشارين في التوجيه التربوي، الذين كانوا ينتظرون، بكل براءة، من الوزارة الوصية، ومن النقابات التعليمية الأربع المحاورة، أن تنصفهم أسوة بأغلبية الهيئات والأطر الأخرى، لكن للأسف، فهو الأمر الذي لم يتحقق، بعد المصادقة على مشروع المرسوم الجديد.
بذلك، تكون منظومة التوجيه التربوي الوطني ككل، قد دخلت منعطفا تاريخيا جديدا سمته الردة والنكوص، وهو ما يتطلب من ممارسيه practitioners الحقيقيين ومنتسبيه “العضويين” organicوضحاياه المباشرينvictims direct (المستشارين في التوجيه التربوي) تغيير وتجديد أشكال واستراتيجيات الفعل الميداني والنضالي والترافعي والتفاعلي-العلائقي والإبداعي (الكتابة) لتحصين “الذات التوجيهية/الارشادية”، وإبداع/خلق أنماط مبتكرة من “الحضور الفلسفي/الوجودي” philosophical/ontological presence(ing)لهذه الفئة المقبلة على الانقراض والخفوت والأفول “الرمزي”symbolic ، والمهددة وب “جدية” بالظهور التقني المبتذل في فضاءات الاشتغال.
“(…)
لا تقل أنك لم تسمع
أنين تلك الصخرة،
وهي تروي بلون أحمر منفجر
بعضا من مشاهد لحظة الهطول
(…)” ] 1[
] 1[ مقتطف من قصيدة “هطول” (حمزة الشافعي)، مجلة شرمولا الأدبية، العدد 9، ص 95، 2021، مدينة قامشلو، سوريا. رابط تحميل المجلة:
file:///C:/Users/pc/Desktop/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%B4%D8%B1%D9%85%D9%88%D9%84%D8%A7-kovara-sermola-9.pdf