إلى أحمد الشرعي: كلك إسرائيلي وكلي مغربي فمن شرع لك الحديث باسمي؟
إلى أحمد الشرعي: كلك إسرائيلي وكلي مغربي فمن شرع لك الحديث باسمي؟
بقلم أبو أمين
نشر رجل الأعمال احمد الشرعي بجريدة إسرائيلية مقالا يتحدث فيه باسم المغاربة تحت عنوان “كلنا إسرائيليون”، فمن شرع له ياترى تمثيل المغاربة والحديث باسمهم دون استفتاء ولا ترخيص شعبي ولا برلماني ولا حتى حكومي؟
والحقيقة التي يجب كشفها علنا، هي أن هذا الشخص، بفعله هذا، أساء للمغاربة، ملكا ودولة وشعبا، واساء لجوهر القضية الفلسطينية، والأدهى من كل هذا، أنه أساء للإسرايليين الذين انتسب إليهم دون علمهم.
وإذا لم نوقفك عند حدك يا أحمد يا شرعي، فغدا ستطلق العنان لطيشك وتهورك، وستقول علنا لا قدر الله: كلنا صهاينة! حتى وان افترضنا أنك اصبحت وحدك الصهيوني لا غيرك في هذه البلاد الشريفة.
فما الذي يربطك بالشعب المغربي، خارج البطاقة الوطنية، حتى تتحدث باسمه وانت تعلم أن ملك البلاد هو ممثلنا بصفته وشخصه، ويوم حمل على صدره شارة “كلنا فلسطينيون” واجتمع مع الرئيس الأمريكي والشارة على صدره، ففقد فعلها لرمزيتها ولكونه هو رئيس لجنة القدس، ثم إن فلسطين دولة عربية ومسلمة، وإلى اليوم لازال الملك يسارع إلى دعم القضية الفلسطينية، كلما دعى الداعي لذلك.
حقيقة ان بعض قادة فتح ومنظمة التحرير خذلونا، وحقيقة أن حماس نفسها تحشر انفها في قضيتنا الوطنية علما ان المنطق يفرض عليها ان تنشغل بهمومها، وتصلح ذات البين مع اهلها في الضفة الغربية، وبالرغم من كل هذا، فعلاقاتنا مع فلسطين يقيدها التاريخ والواجب والمسؤولية التي ظل يحملها ملك البلاد.
وبما أن امثالك اصبحوا يتكلمون باسمنا، فلتعلم علنا، أي بالصوت العالي، أنني لست اسرائيليا، ولست حماسيا نسبة لحماس، ولكنني مغربي واعتز بمغربيتي، ولا أرغب في جنسية غيرها، مهما كان المقابل. وبالتالي،
فما هكذا تؤكل الكتف يا أحمد ولا هكذا تورد الإبل يا “شرعي”، وليس لي ما أقوله للإسرائيليين من موقعي الإعلامي هذا، سوى ان يوقفوا مجازرهم في حق اهل غزة المدنيين، الذين لا حول ولا قوة ولا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا بين مطرقة حماس وسندان اسرائيل وفساد بعض قادة منظمة التحرير.
اما ما اقوله لقادة حماس الذين ينعمون في عز أحسن الفنادق في قطر فهو ما قلناه سابقا، ونعيده اللحظة على مسامعهم، ان كانت لهم آذان يسمعون بها: إن الاسلوب الداعشي الذي سلكتموه في العملية العسكرية الاخيرة سيؤدي ثمنه المدنيون الأبرياء غاليا لأن الإسرائيليين لا يميزون بين الراكب والراجل، ولأنهم حصلوا، في حين غرة، على تعاطف الدول الغربية. وبفضل اسلوب حماس الأرعن في قتل المدنيين، فقد أهدوا، للأسف، السيف لإسرائيل كي تقطع به رؤوس الجميع بهمجية قد لا تقل على تلك التي فعلوها في المجزرة اللعينة “صبرا وشاتيلا”.
فقد أحسنتم الفعل بالدفاع عن حقوقكم الشرعية بكل الوسائل بما فيها المقاومة بالسلاح، ولكنكم أساتم الفعل باسلوبكم الداعشي في حق المدنيين، وهو ما يرفضه العالم بأكمله.
وبالعودة الى رجل الإعلانات وفرص آخر ساعة أحمد الشرعي، فإننا نود استفساره عن سر انحرافه وعصيانه ضد الموقف المغربي الرسمي حول ما يقع في غزة.
ولعله يعلم ان موقف الواضح والموضوعي، لا يوافق أبدا على قتل المدنيين من الطرفين اي من الإسرائيليين وعناصر حماس، بل إنه يعلم ان مثل هذه المواقف الكبرى لا يمكن ان تصدر إلا عن ملك البلاد، فلماذا انبرى احمد الشرعي بعيدا عن هذه المواقف الواضحة؟ بل لماذى انحرف عن الموقف الوطني الرسمي، وركب عناده مدعيا انه يمثل المغاربة جميعا بقوله: “كلنا اسرائيليون”.
انني اعرف، انا كاتب هذه السطور، أنك لا تتقن الكتابة، وبالتالي فإنك لم تكتب حرفا واحدا من كل ما قلته، بل أنك لم تفهم ما وقع عليه باسمك، فانا اعرف تاريخك من بدايته حتى توقيعك لهذا المقال، ولذا فلا أنت بكاتب، ولا انت بواع بما كتب باسمك، ولا هم يحزنون، ولكنك وقعت المقالات من باب التباهي والوصولية لا غير.
فأنت توقع مقالات بالفرنسية والجميع يعلم أنك لا تتقن لغة موليير، وتوقع باللغة الانجليزية وأنت جاهل لأبسط قواعدها، وتوقع مقالات باللغة الاسبانية وحتى الروسية والجميع يعرف ان لا علاقة لك بهذه اللغات كلها سوى “السنطيحة” و “شوفوني” وما يجلب لك ذلك من مال مع رجال الأعمال و”اصحاب الحال”، الذين يعرفون جيدا أنك أمّي بجميع اللغات، لا فرق بينك وبين إلياس العماري سوى “الود..”.
إن في إسراىيل يهود مغاربة، وفي المغرب يهود اسرائيليون، وكلاهما مرحب به وبانتمائه، ما داموا يفتخرون بانتسابهم للمغرب، فلماذا قفزت فوق الجميع، وانتسبت الى دولة لا تنتمي اليها، وجودا ولا تاريخا ولا جنسية؟ إنها البلادة، بل إنها الدرجات الدنيا من البلادة، ان يتنكر المرء لنسبه وجنسيته ويسعى طالبا جنسية لم يمنحها إياه احد.
واخيرا، فلتعلم ان ما قمت به ليس شرعيا يا احمد “الشرعي”، ولتعلم انه، بخصوص قضية فلسطين، فكلنا مغاربة وراء امير المؤمنين رئيس لجنة القدس..والسلام.