سنصبر وفق ما يسمح به الصبر المغربي الجميل ، بعدها ….
سنصبر وفق ما يسمح به الصبر المغربي الجميل ، بعدها ….
عبد السلام المساوي
هذه السنة تزامنت ليلة إصدار مجلس الأمن لتقريره السنوي مع وقوع انفجارات بمدينة السمارة استهدفت مدنيين وأحياء سكنية ، وهي وقائع توجد تحت طائلة بحث قضائي ، وهو ما يفرض علينا الكثير من التريث إلى حين استكمال الأبحاث وآنذاك لكل حادث حديث .
وحتى البلاغ الذي صدر عن الانفصال وتناقلته وسائل الاعلام الجزائرية يتحدث عن استهداف ثكنات عسكرية ، في حين أن الذين تم استهدافهم مدنيون عزل .
المؤكد أن المغرب لن يتسامح مع أي طرف قام بهذا الفعل الإرهابي ، وسيحدد التاريخ والكيفية التي سيرد بها على هذا الفعل الشنيع ، كما وقع مع التدخل العسكري في معبر الكركرات ، لكن بعد أن تستكمل الأبحاث القضائية .
ولا شك أن من قام بهذه السقطة الإرهابية غير المسبوقة ، في حق مدنيين آمنين ، سيؤدي الثمن باهظا بعدما تنجلي الأمور وتظهر نتائج التحقيقات القضائية .
فالمغرب كما أكد ذلك مرارا ، لن يتسامح مع أي شكل من أشكال المس بسيادته ولن يتساهل مع التصرفات الإرهابية المبيتة التي يراهن عليها خصوم الوحدة الترابية للمملكة في الداخل والخارج لضرب طمأنينة المغاربة .
عندما يتعدى جار السوء الحدود ( وطبعا هذا الكلام كله في انتظار نتائج التحقيق الذي أمرت به النيابة العامة لمعرفة كل ملابسات المقذوفات المتفجرة التي مست السمارة السبت ) ، فإن كل مغربية ، وكل مغربي ، هنا داخل أرض الوطن ، وفي كل أنحاء العالم سيردد بحزم هادئ وصارم : إلا المغرب ، أيها الملاعين .
ولن ندخل هنا في سرد بطولات ربما لا يعرفها الجيل الجديد ، وهي حقيقية ، سطرتها قواتنا المسلحة منذ حرب الرمال بداية السيتينيات ، وحتى انشاء الكيان الانفصالي الوهمي ، وطيلة كل المعارك التي شهدتها صحراؤنا ، لكننا سنكتفي بالقول أننا كنا نحارب ميليشيا من المرتزقة سلحتها دول نفطية عديدة قربنا ، ودعمتها دول من أوربا الشرقية سابقا ، وتلقت على يد أبطالنا الدرس تلو الدرس في كل المعارك التي خاضتها ضدنا ، إلى أن اقتنعت هي ومن خلقوها أن سبيل النجاة الوحيد من بين أيدي الأسد المغربي هو استجداء وقف نار وهدنة إنسانية ، والجلوس خلف الجدار الأمني ، في انتظار ما لم يتحقق ولن يتحقق أبدا ، لأن وحدة هذا البلد الترابية أمر مقدس ، دونه الموت فعلا .
سيكون الحساب عسيرا مع من سولت لهم أنفسهم التطاول على حياة المغاربة .
هذا البلد لا يرتكب خطوات غير محسوبة .
هذا البلد دولة وهو يعرف أنه يواجه عصابة تمولها وتدعمها ” بعض الأطراف ” .
هذا البلد متأكد أن تلك الصحراء جزء منه وأنه جزء من تلك الصحراء .
لذلك لا إشكال اطلاقا . سنصبر وفق ما يسمح به الصبر المغربي الجميل ، وبعدها نمر الى السرعة القصوى كما وقع في الكركرات ، نحن قررنا أن وحدتنا الترابية تستحق التضحية لأجل اليوم مثلما ضحينا لأجلها بالأمس ومثلما سيعلن القادمون بعدنا أنهم سيضحون لأجلها في قادم الأيام .
نقولها بالصوت المغربي الواحد : الصحراء مغربية …الصحراء عنوان هويتنا وكينونتنا ، في الحاضر والماضي والمستقبل ، بالأمس واليوم وكل الأيام …لنا نحن هذا الوطن الواحد والوحيد ، وهاته البلاد التي ولدتنا وصنعتنا وصنعت كل ملمح من ملامحنا ، والتي تجري فيها دماء أجدادنا وابائنا وأمهاتنا ، والتي تجري دماؤها في مسامنا وفي العروق .
نفخر بهذا الأمر أيما افتخار ، ونكتفي أننا لا ندين بالولاء الا للمغرب . وهذه لوحدها تكفينا ، اليوم ، وغدا في باقي الأيام ، إلى أن تنتهي كل الأيام ….الصحراء جزء منا ونحن جزء منها …الصحراء مغربية.