حكومة بثلاثة وجوه
محمد الطالبي
عقد قادة التحالف الثلاثي المشكل للأغلبية الحكومية ندوة صحفية، موحدة في الزمان والمكان والعنوان، ومنقسمة في المواقف والمخرجات، وذلك بعد لقاء دام لساعات طوال.. لكن الغريب أن مكونات التحالف كان لها مثلا ثلاثة آراء في قضية تشغل بال المغاربة وتكدر حياتهم اليومية، ألا وهي قضية التعليم العمومي. فزعيم التحالف عزيز أخنوش اختار مسك العصا من الوسط وطرح نفسه ضمانة للحوار الذي وعد به بإشراك الوزير بنموسى ووزير التشغيل، وكان الضمانة هي شخصه، وليس المؤسسات والتعاقدات والوفاء بالوعود المبرومة. أما الطرف الثاني، فكان نزار بركة الذي طالب بمزيد من الحوار وحلحلة المشكلة مع النقابات، في لا موقف واضح، بل شعارات فقط. لكن المثير هو ممثل حزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي وزير العدل والحريات، الذي اختار التصعيد وتهديد النقابات والمضربين، معتبرا أن المضربين أقلية. وقال «إذا خرج أربعون ألف أستاذ في مظاهرة، فهناك 280 ألفا تريد الحوار، وعلى النقابات أن تتحمل مسؤوليتها وأن يكونوا أوفياء معنا».
وأضاف بلغة تحد واستفزاز «لماذا تراجعوا عن الاتفاق الموقع مع وزير التربية الوطنية؟». وتوعد وزير الحريات ب»قلب الطاولة»، في حال عدم التفاعل الإيجابي مع الحكومة، داعيا إلى تحويل تسعة ملايير المخصصة للحوار للحماية الاجتماعية، مما يؤكد أن القرارات في ظل الحكومة ربما لا تخضع للدراسة والتحليل، ولكن للمزاجية وأحوال طقس أعضاء الحكومة.
ويظل المشكل قائما إلى إشعار آخر ملايين الاطفال خارج المدارس وتهجير قسري نحو القطاع الخاص وهو ما ليس له علاقة بالنمودج التنموي