قضية المرأة / قضية الإنسان
محمد الحنفي
توطئة :
تعتبر قضية المرأة من القضايا التي ارتبطت بوجود الإنسان مند القدم : وقد كتبت حولها الكثير من الدراسات والمقالات , ومن منطلقات مختلفة , ومتناقضة في كثير من الأحيان, ونحن في معالجتنا هده سوف لن نتعرض الى البحت فيما كتب حول المرأة من اجل تحديد الآراء والمواقف , لان دلك لن يفيدنا كثيرا فيما نقبل عليه , والذي يهمنا ان نصل اليه ان قضية المرأة لا تخص المرأة وحدها , و لا تخص الرجل وحده و لا تخص مجتمعا بعينه , إنها قضية الإنسان كما قضية الرجل وقضية الطفل وقضية العامل وقضية الشيخ ,فهي كلها قضايا الإنسان . والخطأ الذي يقع فيه الدارسون على اختلاف منطلقاتهم ومذاهبهم وعقائدهم و ألسنتهم و ألوانهم هو انهم عندما يتعاملون مع قضية المرأة يفصلونها عن المسار العام للمجتمع , والواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمدني والسياسي. و هذا الفصل هو اكبر حيف يلحق المرأة , ويلحق المجتمع , ويلحق الواقع , ويلحق المعرفة العلمية التي يمكن اعتمادها في التعامل مع المرأة نفسها .
ان التعامل مع قضية المرأة في عمقه يجب ان يكون جزءا من التعامل مع المجتمع ككل , دون تمييز بين الذكور والإناث. فالمشاكل هي نفسها , سواء تعلق الأمر بالرجال او بالنساء وسواء كان الذكور والإناث في مرحلة الطفولة او المراهقة او الشباب او الكهولة او الشيخوخة , وما يجب اعتباره في التحليل هو خصوصية مشاكل المرأة البيولوجية , وما يترتب عن دلك من خصوصية الحقوق .
فتردي الواقع يصيب المرأة والرجل على السواء,والاستغلال يستهدفهما معا, وتدنى مستوى التعليم , وانعدام الحماية الاجتماعية وضعف المؤهلات المساعدة على الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي .كل ذلك يصيب مجموع أفراد المجتمع , سواء كانوا ذكورا او إناثا . والحرمان من الحقوق المختلفة يستهدف الجميع .
وفي هده المعالجة المتأنية سنتناول بالتحليل مفهوم المرأة كجنس . وككائن اجتماعي وكانسان وكحقوق لنخلص الى مفهومها كانسان . ثم ان حقوق المرأة هي عينها حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية مع التركيز على جانب الخصوصية , ثم موقف المتنبئين الجدد من قضية المرأة باعتبارها مجرد عورة . واعتبار عملها مجرد سبب في انتشار البطالة في صفوف الرجال واستغلاله في محاربة المخالفين لهم في الانتخابات , وفي المظاهرات المختلفة , ثم سبل تفنيذ دعاوي المتنبئين الجدد , وانطلاقا من التأكد على إنسانية المرأة واعتبار عملها حقا , واحترام كرامتها, ونشر الوعي الحقيقي في صفوف النساء , وتمتيعها بالحريات العامة والفردية ثم علاقة المرأة بالتنظيم , وممارستها للعمل الحزبي والعمل النقابي والجمعوي , والحقوقي ثم اهتمام المرأة بوضعيتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والقانونية والحقوقية, ثم نظرة الإسلام للمرأة من خلال النصوص ومن خلال التشريع والممارسة انطلاقا من العادات و التقاليد والأعراف . ثم النضال من اجل المرأة الذي يكون من اجل الحقوق العامة والخاصة , اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ومدنيا وسياسيا . ثم كيف يجب ان ننظر الى المرأة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمدني والسياسي ؟ لنخلص في النهاية الى ان المرأة إنسان , والنيل من إنسانيتها لا يجب ان يخضع للمساومة , وأنها كالرجل في الحقوق و الواجبات وان ما ينقصنا هو التحرر من عقدة التخلف التي تشدنا الى التمسك بالنظرة الدونية للمرأة وان نسعى الى إنسانية المرأة بإعادة النظر في جميع القوانين حتى تتلاءم مع المواثيق الدولية من اجل تجاوز ما نحن عليه . الى ما هو افضل , تكون فيه المرأة بكافة الحقوق .