المعصورة دم
فنجان بدون سكر:
المعصورة دم :
پقلم عبدالهادي بريويك
إننا شعب ما خلقنا أو وجدنا عبثا، وما وجدنا للاستعباد تحت شعار الاستحمار والاستبلاد.
أقلام صحفية ظاهرها نعمة وباطنها نقمة، تغلف الباطل بالحق، وتغلف الظلامية والجهل بحرية التعبير، ذاك التعبير المشدود إلى تبعية المال، ويصبح التحرير، تجريح، والمكاشفة والبحث عن الحقيقة مجرد ضرب من ضروب الخيال تحت شعار لكل مقام مقال، أو اقلام تشتغل تحت الطلب ..
إننا شعب ماوجدنا لنستعبد النساء إلى قمة درجات الاستحلاب، في ظل صحافة استباحت كل شيء ، وتحولت من سلطة رابعة ذات رقابة حماية حقوق المجتمع والمؤسسات والمقدسات، إلى صحافة البيع والشراء في القيم، وآلة من الآليات المسخرة للهدم والهجوم والرعونة، مقابل الذي قد يأتي أو لا سيأتي من تحت الطاولات والمفاوضات والمساومات المسكوت عنها.
إننا شعب نحارب سيادة مثل هذه المظاهر التي إن تركناها على عواهنها ، فإننا نخون الوطن ونخون إنسانيتنا .
فبعض الصحافة الوطنية ولا اقصد التعميم ، باتت تخفي المرامي الحقيقية وراء أقنعة أكثر نبلا، لتمرير سموم الأفكار ، لا سموها ، تمرير الأكاذيب وتنميق الأخطاء مقابل صكوك الغفران ..من صانعي الثروة، وصانعي الفقر في نفس الان، مادامت الحكمة تقول كل كومة من تراب بجانبها حفرة.
إننا شعب حر وأبي، نسعى دوما إلى التنقيب عن مثل هذه الأفعال والسلوكات المنحرفة كي نخرج الاكاذيپ والضلالة من غلافها المزيف …حتى نهتدي للحقيقة ..تلك الحقيقة التي قاوم من أجلها آباؤنا وأجدادنا وسلفنا الصالح ..من أجل وطن سعيد ..وطن يعيش فيه الجميع على قدم المساواة، وطن تحترم فيه المواقف ، وطن تتمتع فيه صحافنها بالمصداقية المطلوبة ..لا بصناعة الصدقة المحلوبة.