swiss replica watches
مدرب المنتخب : هشام الدكيك : القدوة. – سياسي

مدرب المنتخب : هشام الدكيك : القدوة.

مدرب المنتخب : هشام الدكيك : القدوة.

 

بقلم الدكتور سذي علي ماءالعينين.

أكادير ،شتتبر،2024.

لم تكن كرة القدم منذ اول مقابلة رسمية تنافسية مجرد رياضة ، بل يمكن القول بلا تحفظ انها بعد كل هذه السنين اصبحت اشبه ب “ديانة ” لها اتباع و مريدين ،و مجازا اقول كأن لها من تراهم في رتبة الانبياء !!!!
هذه هي كرة القدم التي لا تعترف بالحدود واللغات ،لكنها ترسم للعالم صورة عن شعوب لولى الكرة لما سمع بها احد .

ولك في البرازيل خير مثال .
اذكر في 1994 ،وانا مسمر امام التلفاز اتابع تغطية كأس العالم ، صدمت عندما كان مراسل التلفزة الوطنية يجوب شوارع امريكا ويسأل المارة عن المغرب ،وعلامات الاستغراب على وجوههم وهم يسمعون الإسم لأول مرة ،رغم ان المغرب اول دولة اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الامريكية.
ولنكتشف في هذا المونديال وجود شعب الطرابيش الحمر ، امريكيون يحملون اسم المغاربة ويضعون الطربوش الاحمر المغربي و يقولون ان اصولهم مغربية .
مع تعاقب الحكومات المغربية بادر المغرب بتقديم ملف ترشحه لتنظيم كأس العالم ، لكنه يلقى ثارة سرقة الاصوات وثارة زعيما من حجم مانديلا ،و تخاذلا عربيا سجل بمداد الخزي .
رغم ما حققه منتخب 86 في البرتغال ،و في فرنسا وحتى في روسيا ،
ورغم ما حققته العاب القوى الوطنية من تعريف بالمغرب في المحافل الدولية بإعتراف من المغفور له الحسن الثاني .
إلا ان المغرب كان وجهة مجهولة لكثير من دول العالم وخاصة السواح منهم .
ضخ المغرب الملايين للدعاية السياحية للمغرب وتحركت المعارض في كبريات مدن العالم ، و تكلفت مكاتب للإعلانات للتسويق للمغرب .
ورغم ذلك كان حلم العشرة ملايين سائح بعيد المنال.
وجاءت مشاركة المغرب في كأس العالم بقطر ، لتتحول شوارع وملاعب قطر الى معرض مفتوح للمغرب والثقافة المغربية ،
لم يكن الامر فقط بسبب الإنجاز الغير مسبوق الذي حققه المنتخب بإحتلاله المرتبة الرابعة ،ولكن ايضا بسبب الجماهير التي حجت الى قطر وقدمت للعالم صورا رائعة عن شعب متحضر ،محب لكرة القدم، منفتح على الثقافات ،متقن لكل اللغات ،و لطيف ،خدوم ،متسامح ، دينه معتدل ،واقتصاده متصاعد، و طباعه توحي بالمعاشرة و المصاحبة …
سنتان بعد المونديال يصل المغرب الى حلم 10 ملايين سائح .
إنها كرة القدم التي انجزت ما عجزت عنه وكالات السياحة و شركات الاعلانات و المعارض الفاخرة ،
نعم ،كرة القدم جعلت العالم يحفر في ذاكرته وطنا وشعبا ومنتخبا اسمه المغرب .
حتى منتخبنا في الكوديفوار وهو يقصى من المنافسة ،حصد احترام الافارقة ليس كمنتخب ،ولكن كمغرب ،كثقافة، و كبلد بدأ يدرك الافارقة فضله عليهم …
ليكرر المنتخب الاولمبي ما حققه اسود المونديال ،و يحتل المرتبة الثالثة عالميا بباريس.
اليوم في كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة او الصالة ، يخطو المنتخب خطوات هادئة وعسيرة ليقدم المغرب للعالم من ابعد نقطة في العالم هناك في اوزبكستان ، حيث ابناء الوطن من صانعي المحتوى و الصحفيين يقدمون لهذه البقاع صورة عن المغرب ابلغ من كل مكاتب الدعاية والاشهار .
لكن هشام الدكيك يقدم شيئا آخر اعمق من كل ما تحقق سابقا ، هذا الرجل يقدم نفسه قدوة لكل مسؤول يتحمل مسؤولية شأن من شؤون بلادنا .
كان هذا الرجل وحيدا ،وآمن بالمشروع ،وقاتل وضحى ودرس وبحث ،وبرمج وخطط،
هشام الدكيك ليس مجرد رقم من ارقام تصنع اليوم مجد كرة القدم الوطنية ضمن منظومة متكاملة ، لا …، هشام شكل ثاني ، لانه انطلق من لا شيئ وانجز اكثر منا كان منتظرا منه .
نريد مسؤولين على رأس مؤسسات الدولة يستمدون القدوة من هشام ، نريد وزيرا للثقافة مشبع بحب الفنون و وزيرا للرياضة شغوف بالمستطيلة ،ونريد وزيرا للداخلية محب للحرية و الامان ، ووزير عدل يدرك ان العدل اساس الحكم ، نريد وزيرا للفلاحة لا يتنفس الا من تراب الحقول ،ووزيرا للإسكان لا يغمض له جفن الا اذا كان كل الشعب تحت اسقف بيوتهم و لا مواطن واحد في العراء …
امثال هشام الدكيك كثيرون بيننا إذا اعطيت لهم الفرصة ،و إن كانت هناك ارادة ان نسير ببلادنا الى القمة …
لكن مع الاسف ،استحوذ السطحيون والتافهون على المشهد ، واصبح هشام الدكيك مجرد وصلة اخبارية في نشرة المساء .
يحتاج اولادنا الى القدوة في الايمان بمشروع و النضال من اجله وبعد تحققه ،رعايته و التمتع بانجازاته .
هذا ما يقدمه رجل بكل تأكيد يمشي في الطريق السيار “اوطوروت “، نحول العالمية ، لكن الفرق انه ليس “مهبول”
فهل تعتبرون ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*