swiss replica watches
الفساد المستشري … عجز في المجتمع يسري !! – سياسي

الفساد المستشري … عجز في المجتمع يسري !!

الفساد المستشري … عجز في المجتمع يسري !!

 

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين. اكادير ، اكتوبر 2024.

مؤلم إحساسك بالعجز امام موقف او ظرف او مسألة استعصى عليك حلها، او معادلة تشابكت عليك خيوطها ، لكن بالإصرار و التضحية تسعى بكل قوتك ان تكسر هذا الإحساس .

لكن مابالك بمن حياتهم كلها عجز في عجز ، كيف لك ان تتخيل احساس المرء و هو يحس بالعجز عن تحقيق ضروريات الحياة ، و القوت اليومي ، و قليل من المال “لدواير الزمان “,

مابالك بمن ولدوا ووجدوا انفسهم وفق قوانين البلد خارج منظومة الأسرة و لا خيار لهم حتى إن كونوا شخصيتهم ان يمحو نظرة المجتمع اليهم وهو يحملهم ضريبة خطأ او قرار لم تكن لهم يد فيه.

وبنفس المنطق تغادر المرأة بيت اهلها حيث تعيش معززة ومكرمة وحتى مدللة ، وتذهب لتكوين اسرة ، لكنها تعود بعد مدة بين الطويلة و القصيرة مرفوقة بالابناء الى بيت اهلها مطلقة او ارملة .

وما بالك بمن خانته الايام وانقلب من ثري الى فقير ، ومن منصب الى عزل ،ومن مجد الى أفول …

مابالك بكل هؤلاء الذي يكون عندهم العجز رفيقا بنيويا فيهم وفي حياتهم .

تسعى الدولة قصارى جهدها كي تضمن لنفسها البقاء و الاستمرارية ، فإن حلت الحرب دفعت بالشعب الى القتال و” الاستشهاد” في سبيل الوطن ، وإن حلت ازمة مالية نزلت الدولة على الشعب بسياسة التقشف حتى لا تختل حساباتها ،

فماذا يحدث عندما تصاب الدولة بالعجز؟

المواطن هو اول من يدفع الضريبة و الحساب سواء باستمرار الدولة او سقوطها .

وحده الحسن الثاني الذي خرج يوما قبل رحيله الى دار البقاء يعلن ان البلد مهدد بالسكتة القلبية ، وهذه جرأة تحسب للمغفور له ، وتلك واحدة من عدة قرارات جريئة .

لكننا لم نسمع يوما رئيس حكومة يخاطب الشعب بان البلاد والدولة مهددة او لديها مشاكل مستعصية،

لم نسمع رئيس حكومة يقول ان البرامج المعلنة قد لحقها تعديل وفق تقلبات الاوضاع والمناخ وحتى الوبرصة و العملات .

لم نعتد في بلادنا من الدولة ان تشاركنا محاولة البحث عن حل لاختلالاتها ،لكنها مع الاسف تضغط على المواطن وهي تحاول حلها وذلك بان تجعل المواطن ضحية لها !!!

كلنا فاسدون ،هذه المقولة ليست مجرد اطلاق كلام ،ولكنها حقيقة تبدأ من الطفل في المدرسة الى ميزان بائع الخضر في السوق او على ناصية الشارع حتى الوزير على ابعد تقدير ،

ومن يرد العيش بدون هذا الفساد المستشري يجد نفسه تلقائيا خارج المنظومة ، وعليه مقاومة كل من حوله او الاستسلام عبر الانخراط او الانكماش .

لا يمكن ان نقدر حجم الفساد ماليا ،لانه قبل ان يكون معاملات مالية فهو قبل كل شيئ معاملات اجتماعية ، وحين تنهار قيم المجتمع يصعب ترميم البناء حتى بعد استعادة المبادرة المالية و تحصينها من الفساد .

إن ما يتهددنا اليوم ليس هو الفساد المالي فحسب ولكن ما يتهددنا اكثر هو ان الجشع و الغدر و التزوير و شهود الزور و الرشوة و المحسوبية و المضاربات و التحايل على الضرائب و الغش في المنتجات و التلاعب بالاسعار و السندات و الميزانيات ، كلها اصبحت لغة المعاملات ودستور السائرين في طريق النجاح ولو على حساب جتث المواطنين .

منظومة الفساد لم تعد تستثني احدا ، من الغفير الى الوزير ،و مع التساهل في المتابعات و الانتقائية في الملفات و تعثر المتابعات بسبب طول حبال الجلسات في المحاكم ، يصبح الحرامي متقمصا لكل الادوار من السفيه الى الفقيه ، ومن حراس الوطن الى صانعي ثوب الكفن .

وخدوا مني هذه الحكمة ، المرء يعطش، اذا لم يسقيه محيطه فيبحث عن ماء ولو كان ملوثا.

ولما يجوع الانسان يبحث في فتات الناس ويرتكب الحماقات حتى يجد ما يأكل

فلا تدعوا المواطنين يحسوا بالعجز ،لان ذلك الاحساس هو ما يقودهم الى الفساد ، و الحرمان هو ما يدفع المواطن ان يشرب ماء ملوثا ، وهو ما يدفعه ان يرتكب الحماقات من اجل لقمة العيش ،

فهل تعتبرون ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*