وزراء يغادرون دون تقديم الحصيلة
محمد الطالبي
أضحى التعديل الحكومي أمرا واقعا ومسألة وقت لا غير، إذ بات من المؤكد أن وجوها ستغادر، وستأتي وجوه أخرى، نساء ورجالا .
لكن الملاحظ أنه، ورغم تجاوز الحكومة منتصف الولاية، فإنها لم تقدم للرأي العام تفاصيل حصيلتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وكل تفاصيل ما جرى في سنوات تسييرها للشأن العام حتى الآن.
للأسف كل ما استطاع التحالف الافتخار به هو التأكيد على الوحدة، وعلى قوة التحالف وعبارات فضفاضة تمتح من منسوب الخوف على المال، لأن الحكومة نفسها تعرف أن ما بني على باطل فهو باطل .
المشهد الحكومي مترهل جدا وسلة الإخفاقات في تنزيل التوجهات الكبرى للدولة واسعة، خاصة في مجالات التعليم والصحة والقضية الاجتماعية أو ما سمته الحكومة الحماية الاجتماعية، لأن ملايين المغاربة مغيبين، وحتى الأوراش الطارئة أصيبت بالعطل، مثل الزلزال والفيضانات، ولم يتم التعامل معها بالجدية اللازمة وتدبير الحلول الناجعة والسريعة .
كما أن مسلسل ضرب القدرة الشرائية للمواطنين مستمر ، لكن الحكومة ورئاستها لم تقل للمغاربة كيف ستتجاوز الأمر، ولم تقدم خارطة طريق تمكن من تقييم أداء السياسات العمومية بشكل عام، وفي كل قطاع على حدة، حتى نتمكن من رسم صورة لأداء الحكومة بشكل عام ولشاغلي المناصب الحكومية قطاعيا، بل حتى تمكن الوزراء من فرصة الدفاع عن أدائهم وحصيلتهم، لأننا أمام مشهد سيختفي بعده وزراء دون محاسبة ودون تقديم حصيلة، ودون حتى إنصاف لما يكون قد قدموه .
عن الاتحاد الاشتراكي