سي أوجار ! التاريخ ليس أمرا نافلا
سي أوجار ! التاريخ ليس أمرا نافلا
عبد السلام المساوي
إن التاريخ ليس أمرا نافلا مثلما حاول أوجار وعديد من الجهلاء اقناعنا بذلك ، وأكد لنا جميعا أن حزبا هو الاتحاد الاشتراكي الذي يستند على مرجعية تاريخية هو حزب سيجد بالضرورة في المستقبل مكانا له بين من سيصنعون المغرب القادم ، وعلى العكس من ذلك من صنع من عدم سيظل رهين ذلك العدم غير قادر على تقديم أي إضافة لوطنه .
لقد سجل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قدرته على البقاء كبيرا في المشهد الحزبي المغربي رغم الضربات الكثيرة والعديدة التي تلقاها الحزب مرات ومرات ، وجزء كبير من تلك الضربات كان تحت الحزام ، ولم يكن نقيا تماما …أكد الاتحاد الاشتراكي ويؤكد أنه قوة سياسية أساسية وضرورة حزبية في بلدنا ، ورقم وازن في أجندة البلاد .
” البطل ” أوجار كسر الطقس وخرج عن النص ونسي نفسه …
وقف ” الزعيم ” أوجار على الخشبة ليعيد كتابة تاريخ المغرب ، تاريخ الأحزاب والنضالات والتضحيات السياسية…
مع أوجار اكتشفنا ان حزب الأحرار ، في زمن عزيز أخنوش ، هو الحزب الذي حرر المغرب من الاستعمار ، هو الحزب الوطني الوحيد ، هو الحزب الذي ناضل من أجل الديموقراطية والحداثة ، هو الذي قدم التضحيات الجسام ؛ سجون واغتيالات واختطافات واعدامات ، في سنوات الجمر والرصاص !!! ولذلك علينا ألا نصدق ، في نظره ، أوراق هيئة الانصاف والمصالحة التي شهدت بالفاتورة الضخمة التي قدمها الاتحاد الاشتراكي ثمنا لنضالاته الوطنية والديمقراطية !!!
ما علينا فأوجار بشرنا اليوم بانه حزب الأحرار مستعد لانقاذ البلاد من البؤس ومن كل المآسي ، فجاء متأبطا لسانه ليخبرنا بأن أحنوش هو المنقذ ، وحده المنقذ ، وحده ” الزعيم” ، وحده ” الرئيس ” …
مع هذا ذلك نشفق على أوجار فرغم تضخم أناه وانتشائه بكونه ” زعيما”، ما زال رهين التيه والشرود
منذ مدة وهو يتفقد ذاته ان كان فيه أثاث الزعامة ويستحق منصبا …فخرج علينا بالتهجم على الاتحاد الاشتراكي وقيادته …
لكنه للاسف لم يخلق لهذا الدور ….فالاتحاد الاشتراكي عصي على الصغار والأتباع والكئيبين ….
يحاول ان يكون شعبويا وديماغوجيا ، الا انه يفشل في ذلك ..
فيحاول ان يكون ديموقراطيا ، الا انه يفشل في ذلك …
يسعى إلى أن يكون مناضلا ، لكن يبدو وكأنه يمثل ، ويفتعل هذا الدور ، ولا يؤمن به في قرارة نفسه …
ومهما بذل من مجهود ، فلا أحد يصدق انه مناضل …
وكلما جرب ان يبدو حقوقيا وينتفض ، تفضحه صورته التي كونها الناس عنه …
لن يهتم به أحد مهما لغا …لن يسمعه احد مهما رفع صوته….
عبثا يريد تبييض صورته وسيرته
وكان الحل هو المزايدة على قيادة حزب وطني تاريخي
وكان الحل هو التهجم على الاتحاد الاشتراكي….
وها نحن نحمد ربنا اناء الليل وأطراف النهار على هذا المكروه السياسي العظيم ، وعلى هذا الابتلاء الحزبي العابر …
وها هو الآن تخلص من حزب إداري وتحول الى حزب يقود الحكومة ، ويريد البقاء على رؤوسنا الى نهاية الزمان ، ويريد البقاء رئيسا الى ان ينقرض ….
تراه يتصور انه يستطيع الاساءة الى الاتحاد الاشتراكي بهلوساته وهراءاته وخبائثه…
لا نعتقد ذلك ، ولا نظنه . فمن قلب عنادنا الاتحادي الصميم ، يسرنا ان نبشره ؛ الاتحاد الاشتراكي قاطرة اليسار ورافعة النضال ، بالأمس وغدا ….في المشاركة ” المغرب أولا ” وفي المعارضة ” المغرب أولا ”
وكفى الله خلقه الآدميين شر الاضطرار إلى التمييز يوميا بين المناضلين والتافهين …
ان هذا البلد العظيم يستحق ما هو أجمل بكثير من كل هؤلاء التافهين ….
يسجل الرأي العام ، الوطني والدولي ، ان حزب الاتحاد الاشتراكي دخل ويدخل ،بالأمس واليوم وغدا ، التاريخ من أبوابه الواسعة …المغرب استثناء بفاعلية الاتحاد الاشتراكي …المغرب رقم وازن ومتميز في العالم العربي بعنوان ثورة الملك والشعب….
الاتحاد الاشتراكي عقدة تسكن أوجار وصناعه ، عقدة ترقد فيهم وتستيقظ في كل مناسبة وفي كل محطة مفصلية من مسار بلدنا التواق الى الديموقراطية والحداثة …
أوجار مجرد ديكور وممثل فاشل في مسرحية يخرجها أسياده …
ليس صدفة ولا عبثا أن يحقد أوجار على الاتحاد الاشتراكي …يخاف من الاتحاد الاشتراكي …يخاف من الشرعية والمشروعية …يخاف من التاريخ الممتد في الحاضر والمستقبل
المغرب لم يكن أبدا بلد التافهين …
المغرب بلد أمير المؤمنين .
ان تكون قائدا سياسيا شجاعا ، جريئا ، واضحا …يجب أن تكون ابن المدرسة الاتحادية ؛ ابن المهدي وعمر وعبد الرحيم واليوسفي …قادة اسطوريون ، مواطنون وطنيون …أسسوا لمدرسة سياسية مغربية مناضلة مستقلة تمام الإستقلال عن الشرق والغرب …انهارت أحزاب في مصر والشرق وأحزاب في اوروبا …وبقي الاتحاد شامخا وصامدا يزعج أخنوش ومريديه ….
لا سياسة في المغرب بدون الاتحاد الاشتراكي …وهذه عقدة أوجار ورئيسه والتابعين وتابعي التابعين…
للتاريخ صناعه ؛ إنهم الاتحاديات والاتحاديون في تناغم مطلق مع جلالة الملك ؛ أما أوجار وصناعه فهم مجرد عابري سبيل …
والنزاهة الفكرية موضوعة فوق طاولة النقاش ، ايضا ، إذ كيف يمكن أن تحدثني بأقاويل متناقضة ، وكيف يمكن أن تقنعني بسلوك يتناقض مع شعاراتك الانتخابية ، دون أن تكون قمت بالضروري من المراجعات والقراءات النقدية لذلك العبور من الاخلاقوية الى الانتهازية…
وليست حكاية التناقضات في لغو الكلام وحدها ما يدفع إلى التحليل النفسي والفكري والأخلاقي لظاهرة الشخصيات في شخص وهبي ، ففي مسار رئيس أوجار كثير من التمزقات الداخلية للانعتاق من التلف ….
أوجار يستبلد المغاربة ، يكذب عليهم ويعتبرهم بدون وعي ولا ذاكرة ؛ يشوه الحقائق ويؤول تاريخ الاتحاد الاشتراكي تأويلا سيئا ، تأويلا قذرا ؛ انها عقدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي ترقد في شعور ولا شعور أوجار وأصحابه .
الاتحاد الاشتراكي هو الذي واجه الرصاص في زمن الجحيم وهو يبني المغرب في زمن الانتقال والتحول ؛ الزمن الذي أسسته حكومة التناوب وجذره وأكده الملك الحداثي محمد السادس ؛ قاطرة القوى الحية الديموقراطية ببلادنا….
لماذا تحاسبون أوجار على عدائه للاتحاد الاشتراكي؟!
شيء واحد ليس من حق أوجار نسيانه ، انه وحينما كان الاتحاد يناضل ويضحي ويتحدى السجون والمعتقدات ، يتحدى الاختطافات والاعدامات ، كان أوجار وأمثاله يفضلون الاعتكاف في المنازل ، ويتصيدون بانتهازية قذرة المناصب والمواقع ….
أكد الاتحاد الاشتراكي ، انه ليس حزبا مناسباتيا …ليس حزبا ميتا ينبعث او يبعث في موسم الانتخابات …حزب حي في التاريخ …حزب النضال المستمر …حضور فاعل في كل زمان ومكان .. حزب وطني , حزب يضع مصلحة قبل وبعد مصلحة الحزب …
حزب استثنائي ، امن واختار في مؤتمر استثنائي الاختيار الصعب والصحيح …حزب استثنائي ، كان وما زال وسيبقى يمارس السياسة بأخلاق ووطنية …بشكل مختلف عن كل الاحزاب …الديموقراطية منهج وهدف وليست مجرد انتخابات …والوطن دائما وأبدا…
والاتحاد الاشتراكي الذي قهر سنوات الرصاص لن تزعجه ألاعيب الصبيان وتفاهات أوجار، الاتحاد الاشتراكي لن تشغله سفاسف الاشباح …انه منشغل بعظائم الأمور …انه صاحب قضية …