اليوتبرز حميد المهداوي: بين خطابات التقشف وأرقام الترف
فضحته نجيبة جلال على الهواء مباشرة: اليوتبرز حميد المهداوي: بين خطابات التقشف وأرقام الترف
في المشهد الإعلامي المغربي، يبرز المدعو حميد المهداوي كأحد الوجوه الجدلية التي تعشق التسول والضحك على ذقون “خوتي المغاربة” المغفلين طبعا، سواء بمواقفه أو بمداخلاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الرجل الذي دأب على الظهور بمظهر المتقشف والمتعفف، قائلا إنه لا يملك سوى شقة مشتركة مع زوجته بمدينة سلا، يبدو اليوم عاريا أمام تصريحات الصحافية نجيبة جلال التي كشفت عن وجه آخر له، مليء بالترف والممتلكات الفاخرة.
في بث مباشر مثير، فجرت الصحافية نجيبة جلال قنبلة إعلامية بتقديمها معطيات صادمة حول ممتلكات المهداوي.
وفقا لتصريحاته لدى النيابة العامة، فإن الرجل الذي يتحدث عن “العيش البسيط”، اعترف أمام النيابة العامة في قضية وزير العدل عبد اللطيف وهبي بأنه يمتلك شقتين فاخرتين بحي أكدال الراقي، حيث يصل سعر المتر المربع فيهما إلى أكثر من 20 ألف درهم، إضافة إلى شقة أخرى بشارع ابن سينا، أحدى أغلى شوارع العاصمة الرباط.
ولم يتوقف الأمر هنا، فقد أقرت الوثائق بامتلاكه شقة أخرى بحي أكدال الراقي، فضلا عن ضيعة بمساحة هكتارين بمنطقة سيدي علال البحراوي، وشقة راقية بالصويرة فضحها الناشط الاعلامي محمد تحفة، وفيلا فاخرة بحي الشبانات بالرباط، الذي يُعرف بأنه موطن النخبة السياسية والمسؤولين السامين.
السيارات أيضا لم تغب عن قائمة الممتلكات، حيث ذكرت نجيبة جلال أن المهداوي يمتلك سيارتين من نوع “رونج روفر” (واحدة له والأخرى لزوجته)، إضافة إلى سيارة ثالثة لنقل الأبناء إلى المدرسة.
أمام هذا الكم الهائل من الأملاك، تساءلت الصحافية نجيبة بمرارة: هل يمكن لصحافي مغربي عادي، قضى سبع سنوات في المهنة (يخصم منها ثلاث سنوات قضاها في السجن)، أن يجمع هذه الثروة الضخمة؟ وهل الصحافة التي يمارسها المهداوي تشبه تلك التي يمارسها آلاف الصحافيين المغاربة، الذين بالكاد يغطون مصاريفهم اليومية؟
ومن بين الأكاذيب الأخرى التي كشفت عنها نسخة الحكم التي وزعها المهداوي بنفسه على بعض الصحافيين والحقوقيين، والتي سرعان ما انتشرت بشكل واسع، ادعاؤه بأن والده كان إمام مسجد معروف.
هذا الادعاء انهار أمام الضابطة القضائية، حيث صرح المهداوي خلال التحقيق بأن والده لم يكن سوى حارس ليلي بإحدى المدارس.
تناقض صارخ يثير المزيد من التساؤلات حول مصداقية الرجل الذي يبدو أنه لا يتردد في فبركة الحقائق لتلميع صورته أمام الرأي العام.
يبقى السؤال مفتوحا: هل نحن أمام نموذج استثنائي من النجاح المهني “غير المفسّر”، أم أمام حالة من الانفصال بين الشعارات التي يرفعها المهداوي والحقيقة التي يعيشها؟ في انتظار ردود مقنعة من المعني بالأمر، يستمر هذا الملف في إثارة تساؤلات حارقة حول علاقة الصحافة بالشفافية والنزاهة.
ولم تتوان نجيبة جلال في تعرية الوجه الحقيقي لحميد المهداوي، الذي يصر على تقديم نفسه كصحافي نزيه بينما هو، وفق وصفها، مجرد يوتيوبر يستفيد من مداخيل ضخمة عبر إعلانات “أدسنس”. في خطابها، وجهت له تساؤلا لاذعا: “هل أنت مغربي بدرجة خمس نجوم؟”، معتبرة أنه لا يختلف في شيء عن يوتيوبرز آخرين مثل إلياس المالكي، و”ولد الشينوية”، و”أمي نعيمة”.
نجيبة استنكرت تناقض المهداوي الذي يظهر نفسه كـ”ولد الشعب”، بينما يصر على أن يُحاكم بامتيازات خاصة.
وأشارت إلى أن زملاءه في نفس المهنة، ممن يملكون قنوات على يوتيوب، حُوكموا وفق القانون الجنائي، وبعضهم لا يزال يقضي عقوبته السجنية، في حين يبدو أن المهداوي يسعى للتموقع فوق القانون.