إلى المهداوي الذي لم يخلق مثله في البلاد….
سياسي/ رضا الأحمدي
إلى المهداوي الذي لم يخلق مثله في البلاد
تحية الحق والكرامة، وبعد
فإني أتابع كغيري من بنات وأبناء هذا الوطن العزيز، حملاتك المغرضة وإمعانك الأعمى في التشهير بأحد قيادمة المحاماة، الأستاذ عبد الفتاح زهراش، طاعنا في ذمته المالية والأخلاقية تارة، ومتطاولا على أسرته وأهله تارة أخرى، لابسًا جُبّة الحمل الوديع بعد ترتيب للمادة لتخدم حُكما أصدرتَه في حقه بالوأد المعنوي.
وقد استدرجَك العدل الإلهي لكي تنحدر أخيرا إلى تحويل الرجل موضوعا للكوميديا، في مشهد كنت تبدو فيه في غاية التراجيديا، حتى إنك سخرت من شيبته التي أرجوه جلّتْ قدرتُه أن تكون له في الفلاح والصلاح.
أيُّ درًكٍ أسفلُ هذا الذي أنت فيه يا حميد؟
أما عن مهنته التي يتشرف بها مدافعا عن المكلومين وصوتا للعدالة التي تُتقنُ يا حميد شنقَها على منبرك الذي لن يكون يوما ما “بديلا”، فذلك شرفٌ قضَتْ عدالةُ السماء أنك لستَ أهلاً لحملِه. فهل تُنازِع أحكمَ الحاكمين في قسمته؟
(الله أعلم حيث يجعل رسالته) صدق الله العظيم
ولئن كنت مُصِرا على أن تنزع عن أكتافه أربعين عاما، لبس فيها بذلة المحاماة بكل نخوة وشرف، وقدم فيها صوته المبحوح فداءا للعدالة والقانون، فإني لا أرى في إصرارك هذا أي ضرر عليه، لأن المحاماة بيت عامر بنقبائه وقيادمته، والقول الفصل لهم لا لغيرهم، خاصة إن كان من منزوع الشرعية وغير المستحِق للأهلية.
أ لم تحصُل يا حميد على اثنتين من أصل عشرين في امتحان أهلية المحاماة يا أبا شِبرٍ في العلم؟
أما عن ترافعه عنك ومؤازرته لك يوما ما، فهذه حجةٌ له ولسيتْ حجةً عليه.
وهي كذلك دليل سلامة النية وصفاء الطوية، لأنه كان يعدك يومها صاحب مَظْلَمة، أما وقد تبيَّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، فلن يكون الأستاذ زهراش أولَ من سيكتوي بنارِ جعْل المعروفِ في غير أهلِه كما لن يكون الأخير.
ووضْعُ الندى في موضِع السيف بالعُلا…. مُضرٌّ كوضْعِ السيفِ في موضع الندى
وها أنت اليوم يا حميد، تعُدٍّ أنه أهدى إليكَ لوحةً فنيةً كحُجةٍ عليه، وتُقدمه دفعا في مواجهته، وليس هذا منك بغريب، لأنك لم تتمثَلْ يوما قول النبي الأكرم: تهادَوا تحابوا.
ومتى كنتَ يا حميد صاحب ذائقةٍ نافدةٍ إلى روح الجمال، حتى تعرف قدر هديته إليك؟
ومن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ….. يجدْ مُرّا بهِ الماءَ الزُلالا
ثم لماذا تُمعنُ يا حميد في نسبته أمام “خوتي المغاربة” إلى جهات أو مؤسسات رسمية على نحو لا يوجد إلا في ذُهاناتك وعُصاباتك، طمعا في تصويره ذلك السوبرمان؟
فليكن لك ما تريد يا حميد، وها أنا أبوح لك بسِر كتمه عنك الأستاذ زهراش على امتداد السنين: نعم، هو حقا تابع لجهات هي مؤسسات هذا الوطن ومقدساته وثوابته، ثابتٌ على العهد والوعد، فلِمنْ يا تُرى تَدينُ بالولاءِ يا حميد؟
ولتعلم أن استقواءك بالكلمة وشططك في استعمال سلطة التعبير وتزييفك لوعي متابعيك، لهُو أشد أنواع الاستبداد الذي تمارسه على أرضٍ تأكل غلتها وتسب ملتها، أو كما يقول حكماء هذا الشعب: بات تاكل مع الديب واصبح تبكي مع السراح.
ولست أنوي في هذا المقام أن أنتصرَ لكرامة الرجل التي لن تنقص بتشهيرك أو تهكمك ولن تزيد بمدح مادح أو ثناء شاكر، لأن من خاض معارك العدالة وسَبَر أغوارَها، لا يهابُ الافتراء ولا ينال منه الازدراء، خاصةً إنْ كان من حاقد يُردد اسم شخص كما فعلت مع الأستاذ زهراش بين كل جملتين كأنه على عتبات الهذيان.
وعن لجوئه إلى القضاء في مواجهتك، فذلك عربون تمدُّنٍ وحضارة، دفاعا عن حياة خاصة تنهشُها أنت ومعاونوك الأرذلون، واحتكاما إلى مؤسسات ُيكِنُ لها كل التقدير، في الوقت الذي جعلت فيه من قناتك الرقمية منبرا يروم تقويض صرحها وصوتا يطمع في رسم مشهدٍ كالحٍ مظلم لكل نقطة ضوء في زوايا هذا الوطن العتيد.
وإن كنتَ يا حميد تأمُلُ في مُساجَلته لك بالقانون، فتلك “أضغاث أحلام، ولست أظن أن الرجل بتأويل الأحلام من العالمين، لأن المناظرة لا تكون إلا بين الأقران يا حميد، وأنت لا في العير ولا في النفير كما قال قائلهم.
وشوف هو فين وانت فين، يبان ليك الفرق يا مسكين.
أكتبُ إليك يا حميد، وقد جاوزتَ كل حدود المعقول في استرخاص عرض الرجل ، وفي التعريض بأسرته، تحريضا على الكراهية وتجييشا لمشاعر الإساءة. لذلك فإني أهمس بها في مَسْمعك: احذر أن يكون خصيمك في عِرضه وأهله يوم الحساب.
إلى ذلك الحين، اذكُرْ مع الذاكرين، أنك صاحب اثنتين من عشرين.
والسلام على الحق والإنصاف اللذان أنت منهما بريء