إلى أهل الغرام…
فنجان بدون سكر:
إلى أهل الغرام
بقلم: عبدالهادي بريويك
لا تقتربوا من النساء وأنت لا تملك ما تنفق، لأن الفقر عندما يدخل إلى حياة الرجل يهرب منه الحب كما يفر الطير من القفص.
فالحب لا يلتقي مع العسر، ولا ينسجمان معاً، فلكل شيء في الحياة وقود، ووقود الحب هو المال.
فالمرأة إذا تقدم لها رجل غني، تفرح وتستبشر، أما إذا كان فقيراً، تبدأ في التفكير واللجوء إلى صلاة الاستخارة.
والملاحظ أن الكثير من النساء اليوم يشتكين من العنوسة وقلة الرجال، فيقمن في اجتماعاتهن بالحديث عن نقص الرجال، ولكنهن في الحقيقة يقصدن بذلك الرجال الذين يمتلكون المال والنفوذ الاجتماعي.
وتغفل العديد منهن عن حقيقة أن دخول النساء إلى سوق العمل قد أفضى إلى تقليص فرص العمل للرجال، وبالتالي أصبحت النساء أكثر عرضة للعزوف عن الزواج.
فالعروض الوظيفية اليوم تتسابق على جذب أكثر الفتيات جمالاً وأناقة.
ثم، مع زيادة مستوى التعليم والمهارات المهنية، تصبح فرص الزواج أصعب بالنسبة للمرأة، لأن تعليمها المتقدم يجعلها تبحث عن شريك يتفوق عليها في المستوى العلمي أو المادي.
على سبيل المثال، دكتورة في الجامعة لن تقبل بالزواج من نجار أو حداد أو خياط، بينما فتاة تحمل شهادة ابتدائية قد تقبل به دون تردد.
وأنا هنا لا أود أن أستحث المرأة على التخلي عن دراستها أو عملها، بل أنا فقط أصف الواقع كما هو، بدون أي تلميع.
وفي وسط هذا التنافس، نجد النساء في سباق محموم للفوز بقلب الرجل الثري.
فالشابة العشرينية تستخدم جمالها الجسدي، بينما الثلاثينية تستفيد من شهاداتها أو منصبها الوظيفي، والأربعينية تعتمد على نضجها وحكمتها.
وكل واحدة منهن تكافح في الخفاء والعلن ضد الأخرى.
وفي الوقت نفسه، يبقى الرجل الغني، خلال مغامراته، مشغولاً فقط بجغرافيا النساء، دون أن يكترث بالرياضيات أو الفلسفة، لكنه عندما يفكر في الزواج، يصبح مهتماً بالتاريخ فقط.
وفي الختام، أود أن أذكر بأن المرأة قد لا تهتم بماضيك عندما تكون فقيراً، وتستهزئ بك في فترة نضالك، لكنها في النهاية ستقول لك بأنها تعرفك وتحبك، بعد أن تصل إلى مرحلة النجاح والتمكين.