الجزء الثاني 2/2
مدونة الأسرة : بين جماع الأسِرة وحسن السريرة ونقاش الموائد المستديرة .
وجهة نظر : الدكتور سدي علي ماءالعينين ، أكادير ،دجنبر2024 .
اما المدونة فالمشرع و القاضي و حتى الحقوقي و المواطن المغربي الواعي ، يدرك ان المدونة تصلح للمدن ،اما القرى فلا زال العرف ساريا ،و وحده توثيق الزواج هو ما يربط الزوجان بالمدونة ، لان العادات و التقاليد و عرف العشيرة و القبيلة كلها تسن تشريعات ولو تعارضت مع المدونة ، الطلاق يتم بالتراضي و الزواج يتم بطقوس تكون العائلة و القبيلة هي الضامن للحقوق و ليس مدونة الاسرة .
ما هو في حكم المؤكد ، ان مؤسسة الزواج في تراجع مهول ،وحتى تدبدب الاقبال على الزواج تقابله الارقام المرتفعة للطلاق ،
كما ان العلاقات الرضائية لا تحتاج ان تشرع في المدونة مادامت شائعة منتشرة ،وربما إحداث اوراش للتربية الجنسية سيكون انجع لمنع تفشي الولادات خارج مؤسسة الزواج بسبب الجهل وقلة الوعي و تغليب الغريزة .
الشريعة حلالها وحرامها واضح وبين وموثق ،ومخالفته إما فيها عقاب دنيوي من الدولة او فيها ذنب يليه عفو او عقاب او ثوبة او تمادي .
والحياة بين الزوجين تحت سقف واحد ، يصعب الحكم عليها بقوانين من الخارج ، اللهم اذا كان لابد من وضع كاميرات مراقبة للحكم على سلوك يقع في مكان ليس به شهود .
اما ما يتدرع به البعض من نشوز في الفراش يؤدي الى الطلاق ، فأسِرة الزوجية تختلف بإختلاف الطباع و الخلفيات الثقافية قبل الخوض في القدرة من عدمها ، فزوجات يعشن دور “العاهرات ” لازواجهن ، واخريات يحولن العلاقة الى مشهد تحت رقابة الفتاوي و الشيوخ بين هذا يجوز وهذا لا يجوز ، ناهيك عن فضاءات المنازل الضيقة التي لم تعد تعطي للزوجين فسحة القيام بعلاقة زوجية مريحة …
ازواج “اولاد حلال” يقدرون و يحسون بثقل المسؤولية و آخرون”اولاد الحرام “, يرون في الزوجة ملكية يضطهدونها او يدوسون على حقوقها بلا وازع اخلاقي وتتحول علاقتهم الزوجية الى شذوذ و اغتصاب و سادية احيانا اخرى ، والكارثة ان زوجات يقبلن بهذا الوضع واخريات ينتفظن دون قدرتهن على كشف السر و فضح المستور …
زوجة تنفق على زوجها من إرثها و بسخاء شريطة ان يرضى عنها !!! حالة نفسية لا تجد تفسيرا مجتمعيا آليا لها ، واخرى تسرقه و تخزن لاهلها او لنفسها وساعة ان اجتمع لديها كنز دفين تطلب الطلاق و تبحث لها عن بعل جديد تنفق عليه ما سرقته من سابقه !!!!!
المدونة هنا لا تستطيع ان تجد نصوصا تطابق السلوك البشري ، لذلك يجتهد القضاة بتحويل صراعات بين الزوجين الى الجنائي او المدني بدل قاضي الاسرة !!!!
في الاخير ، الناس /المواطنون يدبرون علاقاتهم وفق إمكانياتهم والمدونة هي قانون لا يحتاجونه الا اذا الدولة تدخلت في شؤونهم لتصحيح اعوجاج او ضمان استقرار .
لكن المؤكد ان الزواج في تعقيداته اصبح اكبر من ألف مدونة . ويكفي ان الزواج ببعض البوادي المغربية يحلل ما حرم الله و يحرم ما حلل باسم الجماعة و العشيرة و القبيلة و العائلة .
ويكفينا ان نستوعب كيف لفتاة وصلت سن ولوج الإعدادية وهي مجتهدة و متفوقة ، وعندها علامات البلوغ فيقوم والدها بمنعها من اتمام الدراسة و في نفس الوقت يرمي بها في احضان رجل له عنده مصلحة او قرابة …. والبقية تعرفونها !!!! اما المدونة و القاضي و الإذن فكلها امور لا تعني أسرا بالبوادي ، وبعد الإنجاب توضع الدولة امام الامر الواقع !!!!
في المحصلة ، الزواج اكبر من الحلال و الحرام لانه ميثاق غليض ، اكبر من مسموح وممنوع لانه نظام علائقي متشعب .
الحل : اصلحوا المجتمع قبل ان تشرعوا علاقاته ، فبصلاح المجتمع يصلح الفرد والعكس صحيح .
فهل تعتبرون ؟