ضحايا زلزال الحوز تحت غزارة الأمطار و الثلوج : هل غابت الإنسانية عن الدولة الاجتماعية؟

ضحايا زلزال الحوز تحت غزارة الأمطار و الثلوج : هل غابت الإنسانية عن الدولة الاجتماعية؟

عبد الواحد زيات

العدل أن يكون ضحايا زلزال الحوز في منازلهم ، لكن الظلم و التراخي و الاستهتار وغياب الإنسانية أبقى العديد من الضحايا في خيام مرقعة مهترئة تحت غزارة الأمطار و الصقيع و تساقطات الثلوج و الغيس و التكرفيس ، هل الدولة الاجتماعية تسمح بهذا الوضع لمواطينيها ؟ المفروض أنهم يحتاجون عناية و اهتمام أكبر ، هل من المعقول ترك نساء و شيوخ و أطفال صغار وشباب يعيشون ظروف البؤساء؟ .
عار عليكم ، عار أن تغيب حتى الرحمة في هذا الشهر الفضيل .
الحكومة في وضع الصامت و و وكالة تنمية الأطلس الكبير في وضع الغائب.
حتى من لديهم قلوب من حجر لن يتركوا ضحايا زلزال في العراء، لكن للأسف الحكومة تملك قلب من إسمنت لم تكلف حتى نفسها من أجل إعلان حالة الطوارئ لتقديم حلول أخرى تخفف عنهم ظروف التكرفيس التي يعيشونها مع هذا الطقس الذي يتميز بالأمطار الغزيرة و الثلوج .
وكيف أن المجلس الحكومي المنعقد اليوم لم يستحضر وضع العديد من ضحايا زلزال الحوز وهم في العراء و تحت الأمطار الغزيرة و الثلوج و الصقيع ،لم تتخذ الحكومة أي مبادرة مستعجلة من أجل التخفيف من معاناتهم في هذه الظروف حتى خيامهم المهترئة لازالت يقينا لديهم، أنها بيوتهم التي أضحت بديلا عن وعود الإعمار المتأخرة جدا و التي تمشي بسرعة السلحفاة .
كان من المفروض أن تحضر الإنسانية و واجب المسؤولية من طرف الحكومة في هذه الظروف تجاه ضحايا زلزال الحوز الذين يواجهون مصيرهم تحت غزارة الأمطار و الثلوج وتحت خيام مهترئة، هل تستطيع الحكومة أن تعقد مجلسها الحكومي في العراء و تحت غزارة الأمطار و في منطقة منكوبة ولو لفترة ساعة فقط ، عليهم أن ينتقلوا بخيالهم ويعيشوا ه‍ذه الأجواء في سماء ملبذة بالغيوم مصحوبة بزخات مطرية غزيرة و رعد و برق وثلوج وغياب المأونة و التدفئة وغيرها .
سيصاب أعضاء الحكومة بنزلة برد شديدة و بانهيار عصبي وتقديم استقالاتهم من المسؤولية .
إن ترك ضحايا زلزال الحوز في هذه الظروف الصعبة جدا ، هو بمتابة استقالة للحكومة من مسؤوليتها السياسية و الدستورية ، و أنها بمتابة حكومة تصريف الأعمال في المدن الكبرى أما في الهوامش و القرى فهي خارج التغطية و سواء كانوا الناس في العراء أو يعيشون ظروف الغلاء فالحكومة تنتظر أن تكون حكومة المونديال وليس حكومة حل المشاكل لانها تفكر في حجز مقاعد الفرجة في المنصة الشرفية لمشاهدة مباريات نجوم كرة القدم 2030 وليس لسماع ألم ومعاناة ضحايا زلزال الحوز أو غيرهم وهم في العراء و الغيس تحت أقدامهم و المطر و الثلوج على رؤوسهم صبرا آل الحوز .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*