أغيثونا … أغيثونا
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين.اكادير، مارس 2025.
الزلزال قضاء و قدر ، لكن إبقاء المواطنين تحت الخيام البلاستيكية كل هذه المدة هو الكارثة التي تتحالف فيها الطبيعة مع المسؤولين لتصبح الامطار قضاء و قدر ،و تصبح مخيمات المتضررين وصمة عار في جبين كل مسؤول .
كيف يحس المرء بدفء فراشه بمنزله وهو يتابع برامج التفاهة في رمضان ،وغيره من ساكنة الخيام لا يملكون حتى ضوء الإنارة ؟
كيف يتزين رواد المساجد و يتفننون في تلاوة السور و الآيات ،و غيرهم لا يجد حتى رقعة صغيرة تصلح ان تفرش فيها سجادة الصلاة بسبب السيول و انجراف التربة و الارض المبلولة و السقف المهتز .
لماذا نقسو على بعضنا و نرمي بالمسؤولية على غيرنا ؟
لماذا نستطيع بناء مساجد و متاحف و ملاعب في وقت قياسي ، و ننبث العمارات بعشرات الطبقات في رمشة عين ، لكننا عاجزون و متماطلون و متهاونون في بناء منازل للمتضررين ؟
أين الخلل ؟ ومهما كان الخلل ، فإن لا شيئ اليوم يبرر هذا الوضع ،ولا شيئ اليوم يسمح لأحد أن يدجن كلمات لتبرير هذا التأخير في حل هذه الوضعية الإنسانية المأساوية .
ليس مقبولا من وزير ان يقول ان التأخير راجع إلى قلة اليد العاملة في دولة تعاني من بطالة تجاوزت 28٪،
وليس مقبولا ان يصرح وزير ان بلادنا تحتاج الى أربعين ألف متطوع للمونديال ،في حين أن الحكومة لو فتحت باب التطوع للمواطنين للذهاب الى المناطق المتضررة ،لبنيت المنازل في وقت قياسي !!!
وما العيب في الاستعانة بالشركات الأجنبية عندما تعجز المقاولات الوطنية على إنشاء هذه البنايات مادامت التوجيهات الملكية واضحة والاعتمادات موجودة و صندوق دعم ضحايا الزلزال فيه الخير و البركة.
كل المبررات المعلنة لا ترقى إلى فهم ما يحدث ،فلا وضعية العقار يجب ان تكون عائقا مادام من حق الدولة نزع الملكية ، و لا جشع المضاربين الذين يريدون الإستفادة بدون وجه حق على حساب الضحايا ،فلنبني الدور و بعدها نبث في اللوائح .
لماذا تدفعوننا للتشاؤم و تكرسوا لدينا هذا الاعتقاد المخيف بأن أرخص شيئ في هذا الوطن هو الإنسان ،و أن هناك جبهة تتكون وتكبر تعاند الإرادة الملكية ،و تمنع وصول عطف ورعاية جلالة الملك الى رعاياه القابعين تحت الخيام وفي ظروف صعبة و مأساوية .
نحن امام وضعية أشبه بالزلزال ،فالزلزال يذهب بالارواح في ثواني ،و هذا الوضع يعذب فيه المواطنون وسط معاناة كانوا يعتقدون أنها ستدوم لشهور لكنها أصبحت تقاس بالسنوات ؟!!!!!
مشكلتنا اننا يمكن ان نغرق فضاءات التواصل الاجتماعي بالتضامن مع غزة ، وحتى التعاطف مع الرئيس الاوكراني او التباهي بإمتلاك طائرات إف 35 الامريكيه ، و ان نعلي اصواتنا مطالبين بإطلاق سراح الطفلة ملاك او محاسبة من ترك البالوعة مفتوحة قبل أن تبتلع طفلة من حضن والدها ،
لكننا بالكاد نسمع عن اصوات هنا وهناك تطرح مبادرات لمواساة هؤلاء المواطنين العزل تحت الامطار و السيول في قمم الجبال وتحت الثلوج.
يا لها من قسوة المسؤولين وياله من صبر المواطنين :
عبيد الصنك المعبود يا قلوب الحجر
قلوب طايشة مليانة ب لغدر
سلسلتو لقبور . . . ها الحق . . . وها المنكر
الخز للصخر من هم لبحر شكا
والرياح العاصفة هجرات البرق والرعد
ما بين صخرة جامدة وعوافي زاندة. . .
ل صهد الريح هامدة
هذا ب مهمازه ينغز . . . هذا ما يرد عليه
لا دوا يداوي
حسبت عشرة وعشرة عرفتها شحال تساوي
القرن العشرين هذا
عايشين عيشة الذبانة ف لبطانة
راه الفرق عظيم بين التفاح والرمانة
واش من فرق بين أنت . . . وأنت . . . وأنا ؟
ناس الغيوان