الغوغاء و الذئاب.
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين.اكادير ، مارس2025.
في اللعبة السياسية هناك شعب و مواطنون وهناك حاكم و احزاب وهناك وطن و امجاد ،
دور الحاكم ان يحمي الوطن و الشعب ،و دور الاحزاب ان تستقطب المواطنين لتكون هي من يمثل الشعب امام الحاكم .
وفي الدول الواعية والمدركة لامجادها يكون المواطن واعيا بمسؤولياته في من يختاره ليكون ممثله ، و وعي المواطن يبدأ و ينتهي بحماية صوته من اي مساومة او شراء او حياد سلبي بإسم المقاطعة .
الأحزاب هنا تصبح مثل العطار ، كل يعرض بضاعته ،وعلى المواطن ان يدرك بوعيه اين تكمن مصلحته واي التوابل تصلح ان تكون في صحنه …
ولا شيئ يفسد الصحن اكثر من المال كالملح الزائد و المفسد ،
كلما دعيت للقاء حزبي يحضره بعض العشرات من المناضلين ، وضعت نصب اعيني عمل أحزاب أخرى توزع تحت جنح الظلام قففا على المواطنين بدافع ظاهره الإحسان و باطنه شراء و رهن و إفساد ،
فكيف لهذا السباق ان يستقيم بين احزاب تخاطب في المواطن وعيه الذي يبدو انه في سبات عميق ، او تخاطب بطنه و الذي يبدو ان الجوع ارهقه بسبب السياسات اللاشعبية لمن يمدوهم بالقفف !!!
هنا تصبح اللعبة السياسية محسومة ، و يصبح المال هو من يشكل صورة المشهد الذي يعكس إرادة المواطن الذي إختار مكرها او عن طواعية ان يغلب بطنه على وعيه .
لن نركب موجة الافلاطونية ونقول ان من يجتمعون ولو بقلتهم في المقرات الحزبية سيلتحق بهم المواطنون يوما ما عندما تزول غشاوة البطن و يرى البصر الوعي الذي ينير بصيرته .
كتب التاريخ لا تقول بهذه الأحلام الوردية ، لأن الميزان إذا إختل لا يمكن للسلع ان تتناقل بين دفتي الميزان لإحقاق العدل ،و لكن وحده صاحب الميزان الحاكم العادل من تعود له القدرة ان يعيد الميزان الى طبيعته و بعدها فليتنافس المتنافسون ،
لابد للحاكم ان يضرب بيد من حديد كل من يمس بخيار الحرية و الديموقراطية و إحترام الإرادة الشعبية ،
ولم يعد مقبولا تحميل المواطن مسؤولية اختياراته تحت طائلة التجويع و الإحسان بعيدا عن إقتلاع اسباب الجوع و الفقر من جذوره .
إن اللعبة السياسية سميت باللعبة لأن لها قوانين تضبط المنافسة و تضمن تكافؤ الفرص و المساواة و الإحتكام الى صناديق الإقتراع ، و لكن ما نعيشه اليوم يبرز كيف إن اللعبة هناك من يخل بقواعدها و يتلاعب بقوانينها و يرهن اللعبة بين يديه يديرها على مقاسه ليعلن في نهايته فوزه .
الذئاب توغلت ، و المواطن اصبح فريسة لها ،
فهل تعتبرون ؟