وداعا للنفس المريضة ، الأمارة بالسوء…اهلا بالنفس الراضية المرضية .

وداعا للنفس المريضة ، الأمارة بالسوء…اهلا بالنفس الراضية المرضية .

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين

 

إن المصالحة مع النفس هي مفتاح الإطمئنان ، والرضى بقدر الله هو جوهر وجود الإنسان :

أنت تريد ،

وأنا اريد ،

والله يفعل ما يريد ،

فهل لنا أن نعترض على ما يريد الله ،ونحن نعلم ان كل ما يفعله الله خير ؟

أم أن ما نريد ،نريده في الحين و اللحظة غير آبهين بما علينا فعله كي نصل الى ما نريد ؟

كيف نقايض الله في امورنا وكأنه خلقنا لنكون مانريد وليس ما خلقنا عليه وما هو يريد ؟

تعلموا أن تعملوا بحب بلا تفكير في المناصب و الترقيات ،

وتعلموا ان يكون سلوككم في الحياة هو العطاء بلا حساب ،

فأنت حين تساعد فردا من اسرتك او تلقي التحية على جارك او تجبر خاطر غريب على قارعة الطريق ،فأنت لا تعطي لأحد من هؤلاء ،ولكن الله هو العاطي ،

وإختيار الله لك ان تكون من ينوب عنه في العطاء هو فضل وكرامة من كرامات المولى عز وجل .

هناك من يقضي ليله على ضجر ، يطير النوم من عيونه بسبب امر او خبر ،

و يتيه تفكيره بين ما حصل وسيحصل ،

وبين ما جرى و سيجري

و بين ما وقع و سيقع ،

فماذا لو فكر هل سيصبح ام لن يصبح ؟

وماذا لو خشي ان يغمض عينيه ولا يستطيع فتحهما بعدها عميا او موتا ؟

بين كثير مما قرأت ،و كثير مما سمعت ، وبين مئات و آلاف الكتب التي تصفحت او بعضها الذي قرأت ،لم اجد فيها قولا يناسب ما نحن بصدده غير قول منسوب للخليفة الموعود بالجنة ,الراضي المرضي عنه, الصحابي الذي كان سند الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وسند رسالته بعد مماته ،

كان قاضيا خبيرا وقد اشتهر بعدله وإنصافه للناس من المظالم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وكان ذلك أحد أسباب تسميته بالفاروق، لتفريقه بين الحق والباطل.

إنه عمر بن الخطاب الذي انقل لكم هذا الكلام او القول او الحديث المنسوب إليه يلخص كل ما عرضناه سابقا :

قال عمر بن الخطاب: مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ, عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ وَذَلِكَ لأَنِّي لا أَدْرِي الْخَيْرَ فِيمَا أُحِبُّ أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ.

 

إذا كانت اركان الاسلام خمسة ، فإن اركان نيل النصر على النفس الأمارة بالسوء ،و نيل شرف تملك النفس المطمئنة ،الراضية و المرضية ،تستوجب اتباع القواعد الخمس التالية حسب ما ارى و ما خرجت به من حربي على نفسي ،فبها تعلو علو الدرجات ،و بها تسمو الى ما فوق سبع سماوات :

1- عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ،

2- إن تعلمون الغيب تختارون الواقع ،

3- كل ما يفعله الله خير ،

4- قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ،

5- إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا

فهل تعتبرون ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*