إلى حامي الدين أقول: قادمون وقادرون
بقلم: المريزق المصطفى
قرأت ما كتبته اليوم بإحدى الجرائد التابعة لجوقتك الإسلاموية من كلام يستمد مرجعيته من قاموس الحيوانات الضالة التي لا يعتني بها أحد، فوجدت في تلميحاتك فاتحة (وليس افتتاحية) خطة تخريبية لمحاولة إرباك المسار الديمقراطي المغربي وإغراء الشطر المتنور منه بالدماء والدموع بعدما تبين أنك واحد ممن يصنعون طريقه الثاني..
والجدير بالذكر أن البنية الإسلاموية التي تشتغل من داخل منظومتها، تضم شققا يسكنها دعاة العنف والنسف وقطع الرؤوس، وفي الطابق العلوي منها واحد من فروع التعاونية المتورطة في اغتيال محمد.
فأنت تعرفني و أنا أعرفك جيدا، وتعرف أن زمن من صنعوك قد ولى وأن البام ليس منبوذ كما تشدقت، بل واحد من من يصنعون التغيير في وقت تعصف رياح عاتية بعالمك الوهمي المدر للدخل التكفيري والاستبدادي.
إن ما كتبته في جريدة جوقتك الإسلاموية بمفردات متغطرسة، لا تعبر إلا عن الدناءة والخسة وجور السياسة الظلامية التي تريد قتل نور الشمس/نور ناضلت من أجله أجيال نسائية وطلابية وتلاميذية و شبابية وعمالية وفلاحية و مهنية، في الوقت الذي كنت و من سبقوك تخططون لقتل الأبطال و النوابغ والكوادر والنخب العالمة والمثقفة.
إن الضمير العالمي يتذكر سلسلة الاغتيالات في المغرب و في المشرق و الأعمال الإجرامية و الإرهابية التي ذهب ضحيتها صناع التنوير و الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان.
نعم الشعب المغربي يعرف كل الجحور التي خرجت منها وأمثالك، نعم يعرف من مول لك الالتحاق بعصابة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وهذا لن أسكت عنه مهما كان الثمن.
فأنت تعرفني و أنا أعرفك جيدا، تعرف من يريد نهج طريق التحكم في رقاب المغاربة باسم الله و النبي، تعرف جيدا من يتاجر في الأعراف و التقاليد باسم الإسلام، تعرف جيدا من يتاجر في الفقراء و ذوي الاحتياجات الخاصة و المهمشون والمستضعفون باسم فتاوي التخويف و التهديد و الوعيد والوعد بدخول الجنة.
أنت تعرف أننا قادمون و قادرون على جعلك و أمثالك في حديقة مع من تعشقونه من تماسيح و عفاريت حتى يتسنى لكم الفوز بأصواتها لأنها لا تعرف لغة ” أنا زوين و بوحدي نضوي لبلاد.. لكن ما خلاونيش”.
لقد أكد الخطاب الملكي الأخير على سمو الأخلاق السياسية والابتعاد عن التنابز ونشر الاتهامات الرخيصة و وقف السب والقذف، لكن يظهر أن السيد حامي الدين له قراءته الخاصة للخطب الملكية وللسياقات السياسية والاجتماعية التي يعيشها المغرب في ارتباطه مع جيرانه ومحيطه الدولي.
إن ما يكتبه وينشره حامي الدين، يحرضنا على الاستمرار في متابعته بالمنسوب إليه، ويزيد من قناعة الترافع عن المساواة التعددية الثقافية و المجالية، ويعزز أطروحتنا المكرمة والمهتمة بسكان الأهالي الغارقين في الجهل والفقر والمرض والبطالة.
أنت تعرف أننا قادمون وقادرون ومناضلون في أي زمان ومكان، نحلم بجبالة بني زروال والريف والأطلس والصحراء والشرق والغرب والوسط، لنظهر العمق العنصري والعبودية السوداء لمخططاتكم الرجعية والماضوية والسلفية، ولنلفت الانتباه للمبادئ التي قامت عليها الفاشية والنازية، ولنقول لكم أن دفاعنا مستميت من أجل مغرب العلم والثقافة والمساواة، وأن أساس الهوية التي ندافع عنها اليوم، هو الالتزام المشترك والمتبادل بين كل أفراد المجتمع من أجل الحق في الثروة الوطنية.
إن المغرب أكبر من أن يكون مجرد رخصة للسياقة، المغرب في حاجة لكل بناته وأبنائه لاسترجاع كل ما ضاع منه باسم المقاومة والنضال التحرري وليس باسم الدين.