هل الاحزاب السياسية تخاصم الملك وتقدم مرشحين فاسدين وكائنات انتخابوية تمتهن الدعارة وشراء الذمم ؟
يبدو ان بعض الاحزاب السياسية المغربية لم تفهم التحولات السياسية والديمقراطية التي يمر بها المغرب، من خلال ارساء العمل الديمقراطي لانتخابات نزيهة بأحزاب قوية وقادرة على تعبئة وتأطير المواطنين وتقديم مرشحين بكفاءات عالية ونظيفة.
لكن، مع قرب كل عملية انتخابية تتقاطر اخبار عن احزاب ما زالت لم تساير التحولات ولديها يقين دائم، في دخولها للعملية الانتخابية بنفس الوجوه، وكأن الرحم المغربي لا ينتج كفاءات وأطر ونخبة جديدة، تساهم في البناء المؤسساتي وتسير شؤون المؤسسات المنتخبة.
وتقول مصادر “ سياسي” من عدة أحزاب، ان صراع الحصول على التزكيات، كشف عيوب بعض الاحزاب السياسية، التي ما زالت تدعم الفساد والريع، ودعم وجوه أشخاص متابعين في قضايا فساد موالي وتدبيري…
واكدت مصادرنا، ان بعض الاحزاب، تقوم بتقديم اغراءات، وصلت الى بيع التزكيات والمساومة في احتلال المراتب الاولى في لوائح الشباب والنساء.
كما، ان التزكيات كشفت بالواضح، غياب تأطير حقيقي لبعض من الاحزاب، التي تبحث عن أي صاحب “شكارة” من اجل تزكيته ما دامت رغبة الحزب براغماتية سياسية مرحلية.
وهذا ما يجعلنا نستحضر الرسائل القوية التي حملها خطاب الملك محمد السادس، الذي دعا في العديد من المناسبات الى ترشيد الحياة السياسية ومحاربة الفساد، ودعم الخيار الديمقراطي.
وكان الملك قد دعا ” المغاربة الى حسن اختيار مرشحيهم في الانتخابات الجماعية والحهوية في الرابع من شتنبر، معتبرا هذه الانتخابات “حاسمة لمستقبل المغرب”….وهي انتخابات افرزت النظام الجهوي الجديد، لكن سجل فساد كشفه قرارات المجلس الدستوري التي اسقطت مستشارين برلمانيين.
وقال الملك في خطابه بمناسبة الذكرى 62 ل”ثورة الملك والشعب” موجها كلامه للمغاربة “عليكم أن تحكموا ضمائركم وأن تحسنوا الاختيار. لأنه لن يكون من حقكم غدا، أن تشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدم لكم”.
واعتبر الملك ان “التصويت حق وواجب وطني، وأمانة ثقيلة عليكم أداؤها، فهو وسيلة بين أيديكم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيدا كان أو سيئا”.
وأضاف الملك ان “السلطة التي يتوفر عليها المواطن، للحفاظ على مصالحه، وحل بعض مشاكله، ومحاسبة وتغيير المنتخبين، تتمثل في كلمة واحدة من ثلاثة حروف: صوت”.
كما سبق وان انتقد الملك المرشحين في الانتخابات السابقة، معتبرا أنهم سبب في عزوف المغاربة عن التصويت. وقال “إذا كان عدد من المواطنين لا يهتمون كثيرا بالانتخابات ولا يشاركون فيها، فلأن بعض المنتخبين لا يقومون بواجبهم، على الوجه المطلوب. بل إن من بينهم من لا يعرف حتى منتخبيه”.
وأردف الملك ان المرشح “لا يعمل لحسابه الخاص”، مضيفا ان “هناك بعض المنتخبين يظنون أن دورهم يقتصر على الترشح فقط. وليس من أجل العمل. وعندما يفوزون في الانتخابات، يختفون لخمس أو ست سنوات، ولا يظهرون إلا مع الانتخابات الموالية”….فاين نحن من ذلك؟
وحمل الملك المسؤولية من ناحية ثانية لطريقة اختيار المواطنين للمرشحين، معتبرا ان “التصويت لا ينبغي أن يكون لفائدة المرشح الذي يكثر من الكلام، ويرفع صوته أكثر من الآخرين، بشعارات فارغة، أو لمن يقدم بعض الدراهم، خلال الفترات الانتخابية، ويبيع الوعود الكاذبة للمواطنين”.
كما حمل خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى 17 لعيد العرش رسائل قوية للأحزاب السياسية، معبرا أن “المرشحين يفقدون صوابهم ويدخلون فوضى كبيرة”
ومما جاء في الخطاب الملكي ” ما يدفع للاستغراب أن البعض يقوم بتصريحات تتضمن مفاهيم تمس بصورة الوطن” في ما يتعلق بالعملية الانتخابية، مضيفا في هذا الصدد “أقول للجميع كفى من الركوب على الوطن لتصفية حسابات شخصية ضيقة”.
كما جدد الملك في خطابه تجرده من الانتماء لأي حزب، وعدم مشاركته في الانتخابات فهو ” وملك لكل الهيئات السياسية ولكل المغاربة الذين يصوتون والذين لا يصوتون”، مؤكدا أنه يتعين “على جميع الفاعلين تفادي استخدام الملك في أي صراعات انتخابية أو سياسية”.
وسطر الخطاب الملكي على أهمية الموعد الانتخابي القادم فهو “مرحلة حاسمة لإعادة الأمور لنصابها” مبرزا أن “المواطن هو الأهم في العملية الانتخابية، وليس الأحزاب والمرشحين وهو مصدر السلطة وله سلطة محاسبتهم”، داعيا المواطنين إلى “تحكيم ضمائرهم واستحضار مصلحة الوطن بعيدا عن أي اعتبارات”، والأحزاب إلى “تقديم مرشحين نزهاء”، مشيرا إلى أنه “على المعارضة تقديم النقد البناء واقتراح البدائل المعقولة ،وعلى الاغلبية الدفاع عن حصيلتها”.
وحمل الملك محمد السادس، المسؤولية في الانتخابات للمواطن في اختيار منتخبيهم، مؤكدا ان المواطن هو مصدر السلطة، وله سلطة محاسبة المنتخبين….” في انتظار انتخابات 7 اكتوبر؟