هل ينقذ فوز هيلاري كلينتون برئاسيات أمريكا عبد الإله بنكيران من مأزق تشكيل الحكومة؟
هل ينقذ فوز هيلاري كلينتون برئاسيات أمريكا عبد الإله بنكيران من مأزق تشكيل الحكومة؟
بدأ التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 بعد حملة انتخابية اتسمت بأنها “شرسة” و”مثيرة للجدل” لكل من المرشحين هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى، ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى,
وتوقعت استطلاعات الرأى الوطنية قبل ساعات من بدء سباق الانتخابات الذي ينتهي صباح الأربعاء تقدم المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، حيث اظهر استطلاع أجرته جامعة مونماوث تقدمت هيلاري بفارق ستة نقاط عن منافسها دونالد ترامب بين الناخبين المحتملين، أما الاستطلاع الذي أجرته شبكة فوكس نيوز، فقد منح كلينتون تقدم بأربعة نقاط مئوية، وكذلك الحال بالنسبة لاستطلاع “واشنطن بوست” و”إن بى سى نيوز”، الذى أكد تفوق كلينتون بنفس الفارق على الأقل.
وفي إطار الاستطلاعات، فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز العربي في واشنطن في تسع دول عربية أن 56 في المئة من العرب يملكون وجهة نظر إيجابية تجاه المرشحة الديموقراطية في انتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، بينما نال المرشح الجمهوري دونالد ترامب نحو 20 في المئة من القبول لدى المستجوبين. وأوضحت نتائج الاستطلاع تزايد نسب دعم كلينتون بين مواطني المغرب وتونس مقابل تزايد نسب دعم ترامب في العراق ومصر، والتي كانت في حدود الـ30 في المئة.
ومن بين الشخصيات المغربية التي أبانت صراحة عن دعمها للمرشحة الديمقراطية، عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المعين للولاية الثانية، والذي سبق أن صرح في برنامج حواري أجرته معه قناة “الحرة” الأمريكية، في رده على سؤال حول مرشحه المفضل في الانتخابات الأمريكية، إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب “شخص يخيفني”، مضيفا أن مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون “رغم أنني لم ألتقيها في حياتي فهي تعتبر الأنسب للعلاقات المغربية الأمريكية” وزاد قائلا “أعرف أنها صديقة للمغرب، ومن المصلحة أن تكون هي الرئيسة للولايات المتحدة”.
موقف بنكيران جاء ربما كرد جميل للموقف الداعم له الذي أبانت عنه هلاري كلينتون قبل انتخابات السابع من أكتوبر التشريعية المغربية، وعن رغبتها الجامحة في استمرار تجربة الحكومة التي يقودها عبد الإله بنكيران، وأن تعطاه ولاية ثانية من أجل استكمال ما بدأه رفقة فريقه الحكومي من مشاريع، باعتبار ان ما قدمه يمثل نموذجا ناجحا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وينبغي تقديم الدعم والسند له، لجعله قدوة تحتدى، بالنسبة للدول التي فشل فيها إدماج الإسلاميين من أجل التداول على السلطة، بعد ثورات الربيع العربي.
ليطرح التساؤل التالي: هل سيخدم فوز هيلاري كلينتون مصالح بنكيران وحزبه؟ خاصة في ظل المسار المتعثر والضبابية الذي يلف مشاورات تشكيل الحكومة المغربية، وهل ستتحرك الإدارة الأمريكية بأجهزتها القوية ونفوذها العالمي في ظل رئاسة كلينتون لدعم استمرارية بنكيران وتحفيز صناع القرار المغربي من اجل تسهيل انخراطها وتليين مواقف معرقليها؟
وهل في حال فوز ترامب ستتعقد مأمورية بن كيران؟ هذا ما سنكتشفه سويا خلال الأيام القليلة القادمة، فانتظروا إنا معكم منتظرون.
محمد ضباش