هذه هي صحة الملك محمد السادس
سياسي: رضا الاحمدي
يبدو ان حال بعض ما يسمى بالتقارير أصبح يثير شفقة من يكتبها تحت الطلب السياسوي والبراغماتي والاستفزازي خصوصا لما يتعلق الأمر بصحة رئيس دولة او مسؤول كبير او حتى ملك البلاد..
وهذا حال ما اثار انتباه الكيير من المتتبعين للمشهد السياسي والاعلامي لما نشرته بعض المواقع الالكترونية، خصوصا بعد صدور ما سمي اعتباطيا ب” تقرير يكشف عن الحالة الصحية لزعماء دول المغرب العربي لتونس والجزائر والمغرب,,,لصاحبيه النائب عن الحزب الاشتراكي، جان غلافاني، والنائب عن الحركة من أجل الجمهورية، غي تيسيي…”
النائبان لم يجدا من فكرة وتقرير يعدانه سوى كتابة افكار متناثرة وغريبة وكأنهم أطباء صحة عامة او نفسنيين، في حين هم مجرد سياسيين من حزب اشتراكي يعرف ما يكنه للمغرب ودول شمال افريقيا،،، من نظرة استعلائية واستعمارية.
ورغم ان صحة رؤساء الدول والملوك تبقى أمرا شخصيا لكل رئيس، خصوصا وان الكل يعلم ان رئيس الدولة الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة يقوم بشكل دوري بالعلاج سواء في الجزائر او خارجها، ويتم ذلك بقصاصات اخبارية تخبر عن صحته، رغم انه مقعد على كرسي…ورغم ان الملك محمد السادس وفي حالات سابقة اخبر الشعب المغربي بحالته الصحية التي قد تصيبه كأي انسان، وتم اخبار المغاربة بذلك. ولاقى تعاطفا كبيرا من قبل الشعب المغربي وتعدد الدعوات بالشفاء لملك المغرب…..وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى مساحات للتعاطف والتآزر والكثير من الأدعية بالشفاء لملك البلاد……لكن يبدو ان كاتب ما يسمى بالتقرير، هو مجانب للحقيقة، وهو تقرير سياسي وليس بملف طبي، ولم يكشف عن معطيات قد تكون ممكنة.
كاتب ما يسمى بالتقرير الغريب، يكن عداء واستعلاء ونظرة استعمارية ضيقة، من خلال التدخل في شؤون بلدان شمال افريقيا، وكأن فرنسا ما زالت مستعمرة لها، وقال ان فرنسا قلة من الحالة الصحية لكل من بوتفليقة والسبسي والملك محمد السادس..وهو أمر وصفه اكثر من متحدث ل”سياسي”، في القول ان صحة الملوك والرؤساء، تبقى أمرا شخصيا ومن أحس بالمرض يعالج كأي انسان…والقدر بيد الله سبحانه وتعالى,,,
فما معنى ان يكتب برلماني فرنسي/ تقرير سياسوي/ صحي…؟
الجواب يبقى مبسطا، وهو أن الحديث عن الصحة يتطلب مختصين في المجال، كما ان وضع الاستقرار السياسي والأمني بالمغرب، وتحركات الملك الدائمة للعمق الافريقي…قد تضر بمصالح فرنسا وغيرها، وهو ما يجعل بعض السياسيين الفرنسيين يخرجون حقدهم على الوضع الاعتباري والمتقدم الذي يشهده المغرب في الحاضر والمستقبل..لملك يتحرك على أكثر من واجهة لتحقيق التنمية والاستقرار والأمن لمستقبل الشعوب التواقة للحرية والكرامة..
كما يأتي ما يسمى بالتقرير وما يعيشه اليسار الفرنسي من تصدع، نتيجة قرب الانتخابات الرئاسية، والتي تريد ان تلعب على أوراق ضائعة في اطار السياسة الخارجية لفرنسا….
والحال انه مثلا في المغرب، يتم اخبار الشعب المغربي بكل ما يرتبط بالمؤسسة الملكية والتي هي صلة وصل دائم بينها وبين المغاربة، تاريخيا وحضاريا وانسانيا ودينيا…
فالملك محمد السادس، وكما تبين في مراحل سابقة، ورغم إصابته برجليه، قام بالتحرك وتدشين العديد من المشاريع في مدن مختلفة وهو يضع” عكاز”…والصور أوضحت ذلك..
كما ان الملك محمد السادس الانسان يفهم معنى صحة الانسان، وقام بعيادة قياديين سياسيين مثل عبد الرحمان اليوسفي وامحمد بوستة…وزار ضحايا حادثة سير بمراكش مؤخرا…وتبرع بالدم في اكثر من مناسبة,,
كما ان حشر البرلماني الفرنسي نفسه في صحة بوتفليقة والقائد السبسي والملك محمد السادس…هو تطفل من سياسي فرنسي ترك ملفاته السياسية والاجتماعية وما تعيشه فرنسا من مشاكل، وحضر أنفه وتحول الى طبيب يفهم في صحة الأشخاص.
ورغم نفي النائب الفرنسي الاشتراكي “جان جلافاني” أن يكون قد كشف عن أي معطيات متعلقة بصحة الملك محمد السادس، في تقرير حول حالة الدول المغاربية، شارك في إعداده….يبقى الأمر جد مريب.
وشدد جلافاني في تصريح له حول هذا الموضوع، على تكذيب كل ما نقل عنه في هذا الصدد، وقال: “أنا لست طبيبا، ولم أستشر أي طبيب، وأكذّب التأويلات التي طالت كلامي، كما أني لا أحمل أية معلومات ولم أقدم أية معطيات حول صحة ملك المغرب”.
ومما جاء في بيان صدر أمس الخميس 26 يناير، عن لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، التي ترأسها “اليزابيث جيجو”، أن “النائب الفرنسي قدم أمام اللجنة “بيان حقيقة صريح” بخصوص هذا الموضوع”.
وأوضح النائب الاشتراكي أن “الملك أطلعني عن طريق محاميه الخاص، وبأسلوب يخلو من أية خشونة، أن ما تضمنه التقرير من معلومات قد أقلقه إلى حد كبير، لكني أوضحت له بأن تقريري وما تضمنه من آراء ينطوي فقط على عبارات الثناء في حق هذا الملك ونظامه”.
وأوضح النائب الاشتراكي أن “الملك أطلعني عن طريق محاميه الخاص، وبأسلوب يخلو من أية خشونة، أن ما تضمنه التقرير من معلومات قد أقلقه إلى حد كبير، لكني أوضحت له بأن تقريري وما تضمنه من آراء ينطوي فقط على عبارات الثناء في حق هذا الملك ونظامه”.
وكانت هذه الهفوة الديبلوماسية من جلافاني، وزير الفلاحة الفرنسي الأسبق، والذي يشغل حاليا منصب نائب الحزب الاشتراكي بمنطقة “هوت بيرينيه” الفرنسية، قد أثارت غضبا عارما في الدول المغاربية خاصة في وسائل الإعلام، بحسب ما نقله موقع “روسيا اليوم”، الأمر الذي تسبب في غضب جلافاني، الذي أوضح في لقاء له بمجلة “أفريكا مانادجر” أنه “نسي بأن الكاميرات كانت في وضعية تشغيل يوم أدلى بتصريحاته، التي لم يكن يقصد نشرها على العموم.
وكان جلافاني الذي عاد إلى فرنسا بعد انهائه لمهمة ديبلوماسية استمرت ستة أشهر بعدد من الدول المغاربية، قد قال في أحد تصريحاته، إن “من بين الأخطار التي تهدد استقرار دول تونس والمغرب والجزائر، يوجد الوضع الصحي لقادة هذه الدول الذين يوجد من بينهم من هو كبير السن أو مريض”.