الزيارات الملكية لإفريقيا جعلت المغرب مثالا فريدا للتعاون جنوب-جنوب
قال الخبير الهندي في الشؤون الإفريقية، سوريش كومار، إن الزيارات الملكية المتعددة إلى إفريقيا جعلت المغرب مثالا فريدا للتعاون جنوب-جنوب.
وأبرز كومار، في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء بنيودلهي، أن الزيارات التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى عدد من البلدان الإفريقية تشكل نموذجا جديدا للوحدة والتنمية بين دول القارة السمراء.
وأشار الخبير الهندي إلى أن جلالة الملك دعا القادة الأفارقة إلى أن يأخذوا مصيرهم بأيديهم، مضيفا أن جلالته أكد أن إفريقيا ليست في حاجة للمساعدات الإنسانية، بقدر ما تحتاج للشراكات ذات النفع المتبادل، وتعزيز التضامن بين الشعوب الإفريقية واحترام السيادة الترابية للدول.
واعتبر كومار، الذي يعمل أيضا أستاذا بشعبة الدراسات الإفريقية بجامعة نيودلهي، أن الزيارة، التي سيقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى السنغال وكوت ديفوار والغابون وغينيا بيساو، ستشهد إجراء محادثات مع رؤساء هذه الدول والتوقيع على اتفاقيات ثنائية وإطلاق مشاريع للتعاون ذات الصلة بالتنمية البشرية، وتبادل الخبرات وتعزيز الشراكة الاقتصادية.
وفي هذا الصدد، أكد الخبير الهندي أن هذه الزيارة تأتي بعد نحو سنة من زيارة قام بها جلالة الملك في فبراير ومارس 2014 إلى كل من مالي وكوت ديفوار والغابون وغينيا كوناكري، بهدف تعزيز السلام والاستقرار في إفريقيا، والتأكيد على تجذر علاقات المغرب مع حلفائه.
وفي معرض إشارته إلى أن نيودلهي ستحتضن الدورة المقبلة للقمة الهندية-الإفريقية في أكتوبر المقبل، شدد كومار على أن الهند ينبغي أن تأخذ في الاعتبار الدور المهم الذي يضطلع به المغرب في القارة السمراء، لاسيما غرب إفريقيا، من خلال البحث عن آلية مناسبة للانخراط مع هذا الجزء من إفريقيا واتخاذ المغرب كشريك.
وفي هذا الصدد، أفاد كومار، نقلا عن مدير مديرية الشرق بوزارة الشؤون الخارجية الهندية أنيل وادوا خلال مائدة مستديرة نظمت مؤخرا بنيودلهي في موضوع (الهند والمغرب: ضرورة التعاون)، بأن الموقع الجغرافي للمغرب جعله بمثابة نقطة انطلاق ليس فقط بالنسبة لأوروبا ولكن أيضا بوصفه همزة وصل مع بلدان منطقة المغرب العربي والساحل وإفريقيا جنوب الصحراء.
ولاحظ الخبير الهندي أن وادوا عبر عن إعجابه، خلال زيارته الأخيرة للمغرب في دجنبر المنصرم، بجهود المغرب في نشر قيم الاعتدال والتسامح الديني، من خلال انخراطه بقوة في تكوين أئمة عدد من بلدان المنطقة، مشيرا إلى أنه من المهم بالنسبة للهند والمغرب العمل سويا من أجل تعزيز التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
وأبرز كومار أن المغرب تمكن، في السنوات الأخيرة، من الاضطلاع بدور أساسي باعتباره داعما للتطور السياسي والاقتصادي والثقافي في القارة الإفريقية، وذلك من خلال التوسع المتواصل لمؤسساته المالية في أنحاء من القارة، وانخراط المقاولات المغربية في عدد من القطاعات التي من المتوقع أن تشهد نموا قويا في السنوات المقبلة، مثل الفلاحة والاتصالات والمستحضرات الصيدلانية والتصنيع والتنمية القروية والتعاون الصناعي والتجارة والتعدين والنفط والغاز والصحة وغيرها.
وأبرز الخبير الهندي أن جزءا من هذا التطور يشمل التكوين من أجل تقوية القدرات البشرية في هذه البلدان، موضحا أن المغرب قام بدور رئيسي في تطوير التعليم، إذ أن 10 آلاف طالب من إفريقيا جنوب الصحراء يتابعون تعليمهم في الجامعات المغربية مع استفادتهم من منح دراسية.
وعلى الصعيد الأمني، أشار كومار إلى أنه، بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، أخذ المغرب على عاتقه مهمة تحقيق الاستقرار في مالي، من خلال مجموعة من المبادرات الثنائية، شملت تدريب الجيش المالي على عمليات مكافحة الإرهاب والتمرد، وكذا عبر وساطة تروم تنفيذ هدنة سياسية بين سلطات باماكو والمتمردين الطوارق في شمال مالي.
وأضاف الخبير الهندي أن المغرب، سعيا منه لمواجهة انتشار الإيديولوجيات المتطرفة، وافق على برنامج لتكوين 500 إمام مالي وفق المبادئ المعتدلة للمذهب المالكي، مشيرا إلى أن هذا البرنامج امتد إلى العديد من البلدان الإفريقية الأخرى مثل تونس وغينيا كوناكري وكوت ديفوار والبلدان التي تطلب ذلك، ما أكسب المملكة زخما في مكافحة شبح التطرف الإسلامي الذي يهيمن على إفريقيا.