أزريع، الشطاطبي، بلعربي….وجوه أضاءت العمل النقابي المغربي
سياسي.كوم : رضا الاحمدي
في حلقة اليوم من بصمات سياسية وحقوقية ونقابية لشخصيات اضاءت المشهد من تاريخ المغرب المعاصر..نتوقف عن لحظة مهمة لرجالات بصموا العمل النقابي المغربي، اجتمعوا لسنوات في نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل…وتفرقوا اليوم على واجهات مختلفة منهم من احترف العمل الحقوقي المؤسساتي ومنهم من ما زال يناضل في النقابات..
الصورة التي تنشرها “سياسي.كوم ” يظهر فيها عبد القادر ازريع وعلال بلعربي عضوي المكتب التنفيذي ل”ك دش” ومصطفى الشطاطبي عضو السكرتارية الوطنية الذين اشرفوا بمعية لحصيني محمد اول الرئيس للفريق الكونفدرالي بمجلس المستشارين، على اشغال المؤتمر التأسيسي للنقابة الوطنية للطاقة للمعادن الذي انعقد ابان حكومة التناوب التي ترأسها عبد الرحمان اليوسفي يومي 17.18 ابريل 1999.بالمدرسة الوطنية للصناعات المعدنية بالرباط، وقتها كان وزير الطاقة والمعادن الاستقلالي المرحوم يوسف الطاهري الذي تعامل بشكل ايجابي مع المؤتمر وقدم له دعما لوجستيكيا وماديا..
ففي سنة 1997 ترأس عبد القادر الزاير المسؤول عن دائرة التنظيم اجتماعا ضم الحصيني محمد ومبارك المتوكل ومصطفى الشطاطبي بالمقر المركزي بالدار البيضاء خصص للتفكير في عقد مؤتمر تأسيسي لقطاعي الطاقة والمعادن مع البحث عن السبل الكفيلة بانجاحه عبر وضع استراتيجية تنظيمية محددة الاهذاف بقطاع يعرف صعوبات لكونه يجمع بين القطاع العام وشبه العام والخاص.
هكذا تم تكليف السيدين احصيني محمد ومصطفى الشطاطبي للاشراف على التحضير لهذا المؤتمر لمدة سنة ونصف، بقطاع يضم وزارة الطاقة والمعادن ومندوبياتها والمكتب الوطني للأبحاث والمساهمات المعدنية والمكتب الوطني للأبحاث البترولية والمدرسة الوطنية للصناعات المعدنية بالرباط ومدرسة المعادن بمراكش والطاقات المتجددة ومناجم الفحم بجرادة ومناجم اميضر بتنغير ومعامل مسالك جليجة للرصاص وتوسيت بوجدة وجرف الملحة بالمحمدية واونا بالدار البيضاء ومنجم الحمام بالخميسات وغيرهم. …
بالفعل كانت هناك صعوبات للجمع بين هذه الأطراف التي كانت تمثلها فروع نقابية متنافرة في ما بينها، لا من حيث التوجهات السياسية فحسب بل ايضا من حيث طبيعة المهام ذاتها…
ان هذا التنوع والاختلاف دفع احصيني والشطاطبي لاستعانة ببعض الاطر النقابية المتواجدة بالرباط بتدليل الصعاب من بينهم العلاوي واليوسفي والنعمان ورفقي والرداحي والحرسطاني وبناني ومحمود الاشرفي….
عبر هؤلاء ومن خلالهم تم عقد جمع عام لجميع اعضاء فروع النقابية بالدارالبيضاء وتم تشكيل لجنة تحضيرية موسعة شرعت للتحضير للمؤتمر تحت اشراف الحصيني والشطاطبي وبتنسيق مع الزاير والاموي….عملت على تقريب وجهات نظر عبر صياغة مشاريع مقررات وهكذا تم تحديد تاريخ المؤتمر ومقاييس انتخاب المؤتمرين الذين فاق عددهم 200 مؤتمر كان العنصر النسائي حاضرا بكثافة وكانت جميع الفئات ممثلة…
ساد المؤتمر نقاش هام، فالظروف التي انعقد فيها كانت القوانين المؤطرة للقطاع قديمة تعود للعهد الاستعماري وهي قوانين احتكارية متجاوزة خاصة قطاع المعادن الذي يؤطر القطاع بالنسبة للترخيصات والاستثمار والبحث المعدني واستغلاله، نجد في المقابل ايضا قوانين البيئة متجاوزة ، ففي ميدان الثلوت واستغلال الفوسفاط كان دور الوزارة ينحصر في المراقبة. ..
هكذا كنا نجد مستوى الاسثثمار ضعيفا جدا والبحث الميداني يشكو هو الآخر، فعدد العمال انخفض الى النصف، فمن بين 70 الف عامل تقريبا بقي 35 الف عامل.
فالمؤتمر اذن انعقد والعمال يعانون من مشكل الصحة والسلامة والعقد محددة الأجل والطرد والامراض المهنية وحوادث الشغل التي كان بعضها مميث وانعدام الاستقرار الوظيفي والحماية الاجتماعة…
فكان على المؤتمر ان يستحضر معاناة الشغيلة عبر نقاش بناء بين كافة الفاعلين في القطاع من اجل تبادل الخبرات والتجارب والبحث عن حلول وبدائل ووصفات علاجية للاورام التي يعاني منها القطاع إغناءا للتقرير العام التوجيهي.
فالصورة اذن تعكس نجاح المؤتمر في جلسته الختامية بانتخابه لجنة إدارية من 47 عضو ومكتب وطني من 15 عضو كاتبه العام محمد بناني وامين ماله محمود الاشرفي.