عمت صباحا عمر
جواد شفيق
أربعون سنة واثنتان من الغياب، والحرقة نفسها، الأسئلة ذاتها:
– من اغتالك أو أمر باغتيالك ؟
– من استلذ استباحة دمك (نا)؟
ألوحده وبجرة تعصب إيديولوجي خطط وقرر «مصطفى خراز» الإسكافي الأمي، أن يصفي عمر المهندس، المحامي، القائد السياسي والنقابي والصحافي؟
– لماذا، وأنت الذي قاومت كل النزوعات والنزعات البلانكية والثورجية؟
– لماذا، وأنت الذي قاومت منذ قرارات 30 يوليوز 1972 ازدواجية القيادة واللغة والخط ؟
– لماذا، وأنت الذي قاومت موضة أممية نتاج حرب باردة، وانخرطت في هندسة استراتيجية «جديدة» عابها عليك وعلى حزبك اليساريون واليسراويون هنا و هناك؟
– لماذا، وأنت الذي اخترت النضال الديمقراطي، المؤسساتي، السلمي، مادا يديك ويدي حزبك لخصومكم وجلاديكم، وآثارهم ما تزال على أجسادكم، ولم تكن أنت شخصيا قد غادرت سجون و أقبية و معتقلات الاستبداد إلا قبل مدة (منتصف 1974)، ولم يكن قد مر على مؤتمر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الاستثنائي إلا برهة؟
– لماذا، وأنت الذي لم تغرك دعوات الابتزاز وانحزت إلى الأطروحة الوطنية عندما طرحت قضية الصحراء المغربية؟
– لماذا غدرا قتلوك بسكين فقير معدم كنت مبدئيا حليفه ومحاميه وصوته؟
– لماذا الاغتيال بعد استراتيجية الوضوح وليس زمن «اللخبطة و التيه»، وقد كان بإمكانهم «قانونيا» أن ينفذوا فيك أحد حكمي الإعدام اللذين صدرا فيك؟
– لماذا ذاك التحالف الهجين العجيب بين الظلامية والرجعية لوأد صوتك، ضمير الحرية، العقلانية والديمقراطية؟
– لماذا حوكمت حلقات الظلامية «الرثة» وحدها، و وقع التواطؤ لستر الجزء الأكبر من جبل الجليد، جهابذة الظلاميين، وعتاة الرجعيين، حلفاء المستبدين؟
لماذا ولماذا؟
وما لا نهاية من اللماذا؟
عمرك يا عمر ميتا أطول من سنوات عمرك حيا،
وكلما طال الغياب، تعمقت وتعملقت
داخلنا الأسئلة،بحثا عن الحقيقة حقيقة من قتل عمر حقا؟
عم صباحا عمر،
لروحك السلام،
عهد على مقاومة النسيان
ودوام السؤال،
لا نامت أعين القتلة.
الرباط 18 ديسمبر 2017