المحرشي يتجه ل” شراء” حزب سياسي
سياسي: ر/ سليم
يبدو أن البعض من قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، بعد فترة الأمين العام السابق بنشماس، لم تجد لها مقعدا في قيادة الجرار في عهد وهبي، ويبدو أن “أيتام” الياس العماري، وجدوا أنفسهم خارج الحزب الذي أسسوه في مرحلة معينة، لكن البام تبدل عليهم وتحولت عجلات التراكتور إلى عجلات طاحنة تريد ان تحرت أرضا لم تعد ب” زريعة” فاسدة.
ووجدت وجوه حزبية بالبام، وكائنات سياسية معروف عنها الترحال السياسي سابقا، وجدت نفسها في عزلة قاتلة، مع ضياع غطاء سياسي في الانتخابات المقبلة، ومعها قد تضيع ” المصالح والمنافع”..
وان كان العماري رحل وترك حزب البام يخوض جدلية الصراع والبقاء، ورحل رئيس الفريق المستشارين بنعزوز بعد فضيحة” غياب الأموال”، وبعد التخلي عن بنشماس في مؤتمر خرج به وهبي فائزا، يبدو ان بعض الكائنات تريد ان تحصل على المزيد والبحث عن حزب جديد.
وعلمت” سياسي” أن القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس هيئة المنتخبين التي كانت تمنح” التزكيات”، انه العربي المحرشي الذي يتحرك على اكثر من واجهة لتأسيس حزب جديد، او الدخول في حزب أخر، بعد رفض بعض قيادات أحزاب صغرى السماح له بالاستحواذ على الحزب ب” المال والنفوذ”…
” الفيلسوف” المحرشي الذي درس الفلسفة في الإعدادي في زمن لا نعرفه، يتحرك على اكثر من واجهة، ومنها لقاءه برؤساء وأمناء بعض الأحزاب الصغيرة والتي لا حضور لها، او التي تعتبر “دكاكين” سياسية، قابلة ان تغير جلدها وقادتها.
ويحاول المحرشي التحول الى”مناضل يساري”، واختار ان يهاجم أمينه العام وهبي بتقرب وهبي من حزب العدالة والتنمية، تحول المحرشي الى ” مناضل يساري” بطعم يميني إقطاعي،و يغامر بمحاولة ” شراء” حزب صغير….
وقالت مصادر” سياسي”، ان المحرشي، صاحب الثروة ” الغريبة”، يحاول ان يحصل على حزب اليسار الأخضر، الذي اختار الدفاع عن البيئة والمناخ، في زمن ما زال الدفاع عن الممارسة السياسية والدفاع عن الانسان قضية رئيسية في أجندة غالبية الأحزاب، فالحزب اليسار الأخضر رغم ان لا حضور له، لكن المحرشي لا يريد هدر الزمن السياسي وما يتطلبه تأسيس حزب جديد من وقت طويل وجمع توقيعات بالآلاف…لكنه يريد ” شراء” دكان سياسي، مع الدعوة الى عقد مؤتمره الوطني الاستثنائي والإعلان عن قيادة جديدة، مع احتمال ان يلتحق المحرشي رفقة تابعيه ومريديه، ومن فقدوا مناصب لهم من ريع الحزب، او من شعر ان لا تزكية سوف تمنح له في الانتخابات المقبلة؟ ويؤكد المحرشي لبعض قيادات غير الممثلة في البرلمان ان وجوده في حزبهم سيمنحهم الثمثيلية في البرلمان، مبرزا ان مقعده مضمون انتخابيا في دائرة وزان، مع امكانية التحاق منتخبين آخرين..
فهل تعرفون من يكون هذا البرلماني والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة الذي يريد الانشقاق وتأسيس حزب يجمع تفرتيت الأحزاب المجهرية المتناثرة هنا وهناك؟
كتب رشيد نيني: ان الجميع يعرف أن العربي المحرشي بدأ حياته المهنية يضرب البرشمان في وزان، قبل أن ينتقل إلى مدينة سلا لمزاولة نفس المهنة.
في سنة 1998 صدر في حقه حكم ابتدائي جنحي عن المحكمة الابتدائية بمدينة سلا بتاريخ 07 يناير في الملف الجنحي التلبسي عدد 21/ 98/1، القاضي بإدانته بخمس سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5000 درهم، بعد متابعته بتهمة النصب والاحتيال على أحد المواطنين بادعائه القدرة على التدخل لدى مسؤول كبير في وزارة العدل من أجل كسب قضية كانت معروضة على القضاء مقابل الحصول على مبلغ قدره 16 مليون سنتيم، وذلك بعد اعتراف المحرشي أمام الضابطة القضائية بالمنسوب إليه.
وأحيل الملف على محكمة الاستئناف بالرباط بتاريخ 25 فبراير سنة 1998، وصدر في حقه القرار الاستئنافي عدد 8871 بتاريخ 6 أكتوبر 1998 في الملف عدد 1979/98، يقضي بتأييد الحكم الابتدائي مع تخفيض العقوبة الحبسية إلى سنتين حبسا نافذا مع إقرار الباقي، وبررت المحكمة قرار تخفيض العقوبة الحبسية بالظروف الاجتماعية للمتهم المحرشي، لكونه يعمل خياطا بسيطا ومتزوجا وأبا لأطفال، وتم تأييد هذا الحكم برفض طلب النقض من طرف المجلس الأعلى للقضاء في قراره رقم 3/3395 بتاريخ 17 نونبر 1999 في الملف الجنحي عدد 22600/98، وبرر المجلس قراره بكفاية وقائع النازلة بكل تفصيل التي استندت عليها المحكمة لإصدار الحكم وتعليله، وكذلك اعترافات المحرشي في محاضر الضابطة القضائية وعلى حالة التلبس، وبناء على ذلك أصبح الحكم الصادر في حقه حكما نهائيا، وأصبح يحوز قوة الأمر المقضي به.
بعد أربع سنوات من صدور الحكم النهائي في حقه، بدأ المحرشي مساره السياسي والانتخابي أثناء مشاركته في الانتخابات الجماعية التي جرت بتاريخ 12 شتنبر سنة 2003، وانتخب رئيسا لمجلس جماعة “سيدي أحمد الشريف”، بناء على شهادة مدرسية مشكوك في صحتها، تفيد بأنه تابع دراسته في السنة الأولى إعدادي بإعدادية تسمى “خالد بن الوليد” بجماعة “سيدي رضوان” التابعة للنيابة الإقليمية سيدي قاسم، وكان مسجلا تحت رقم 16585، قبل أن يغادر المؤسسة في 30 يونيو 1986، لكن وثائق صادرة عن وزارة التربية الوطنية ومندوبيتها بإقليم وزان، تؤكد أن إعدادية “خالد بن الوليد” لم يكن لها وجود في الواقع سنتي 1985 و1986، وهو الموسم الذي تقول الشهادة المدرسية إن المحرشي درس بها سنته الأولى بسلك الإعدادي، ولم تفتح أبواب تلك الإعدادية إلا بعد سنة 1988، ما يعني أن الشهادة المدرسية التي أدلى بها المحرشي تتضمن معلومات خاطئة لا تمت بصلة إلى الواقع.
وفي إطار التجديد الثاني لثلث أعضاء مجلس المستشارين على إثر نتائج القرعة المجراة بتاريخ 9 يوليوز 2003 جرى يوم 6 أكتوبر 2003 الاقتراع الخاص بانتخاب ثلث أعضاء مجلس المستشارين، وفاز العربي المحرشي بمقعد برلماني ممثلا للجماعات المحلية باسم حزب العهد، ثم انتخاب برلمانيا بمجلس المستشارين سنة 2009 عن حزب العهد الديمقراطي قبل اندماجه بحزب الأصالة والمعاصرة، كما ترأس المجلس الإقليمي لمدينة وزان لولايتين، ومازال يترأسه حاليا، كما انتخب نائبا لرئيس غرفة الفلاحة لجهة الشمال باسم حزب الاستقلال، وبعد التحاقه بحزب الأصالة والمعاصرة، وأصبح عضوا بالمكتب السياسي ورئيس الهيئة الوطنية للمنتخبين، وتحكم في عملية توزيع التزكيات على المرشحين على عهد ولي نعمته إلياس العماري في الانتخابات الجماعية والبرلمانية الأخيرة، ومنها تزكية ابنته وئام التي دخلت إلى مجلس النواب رغم أنها كانت لا تزال تتابع دراستها بجامعة الأخوين.
لذلك فالذين يتابعون هذا الوجع داخل الحزبين وينتظرون أن يتمخض عن مولود ما عليهم سوى أن يؤجلوا فرحتهم لأن الأمر يتعلق بحمل كاذب…انتهى كلام رشيد نيني