العبدي: الحكومة انشغلت عن كورونا بالهاجس السياسي المصلحي
سياسي. الرباط
هاجم رشيد العبدي رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، الحكومة في اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، في المناقشة العامة لمشروع قانون مالية 2021 معتبرا أن أولويات الحكومة في أزمة كورونا طغى عليها دائما الهاجس السياسي المصلحي.
واعتبر العبدي أن لا حاجة إلى دلائل ولا إلى أمثلة على ذلك، « فهي موجودة بالعشرات، بل إن أكثرها وضوحا وإثارة للاستغراب ما نعيشه منذ أسابيع من نقاش أقل ما يمكن أن يوصف به أنه يستهتر بمشاعر المغاربة، ففيما تزداد أوضاع المواطنين سوءاً تفاقمت حدتها مع الجائحة لدرجة أن شريحة واسعة فقدت مصدر قوتها اليومي، لم تجد الحكومة وأغلبيتها أفضل من ملء ساعات النهار، وحتى الليل، بصراع بئيس حول القوانين الانتخابية بتفاصيلها المملة التي لا ترقى حتى إلى الاهتمامات الهامشية للمواطن البسيط فأحرى إلى اهتماماته الأساسية » على حد قول رئيس نواب البام.
واعتبر نفس المتحدث، مساء يومه الإثنين، أن كلامه هذا لا يجب أن يذهب في اتجاه أن لا يجب « الخوض في القوانين الانتخابية، بل أنه من غير المقبول من موقع المسؤولية الحكومية أن يخلو النقاش العمومي كليا من القضايا الجوهرية والمصيرية، ونحن نشاهد التطورات الحساسة لقضيتنا الوطنية الأولى، والارتباك الخطير للوضع التعليمي الذي يهدد جيلا كاملا من أبناء المغاربة، والبوادر الواضحة للاحتقان الاجتماعي بفعل تسريح العاملين بالجملة، والنتائج المخيفة لسنة فلاحية جافة، والوقوف على حافة الهاوية التي يقودنا إليها ارتفاع المديونية ».
وأضاف العبدي أن عشرات القضايا الأخرى، لم تسعف في أن « تطغى على الساحة الأنانيات الحزبية ولغة حساب المقاعد في الانتخابات المقبلة ، إذ لا صوت يعلو فوق صوت الوزيعة، ثم بعد ذلك، وبدون خجل ولا حرج، يأتي من يتحدث عن العزوف ونفور الشباب من السياسة ».
وأضاف رشيد العبدي أن التقييم العام لتسع سنوات من التدبير الحكومي يقف على أن الوعود الانتخابية غير المسبوقة انتهت « إلى الخلاصة الرهيبة التي كشفتها الجائحة، وهي أن ثلثي المغاربة يعيشون بالاقتصاد غير المهيكل وهذه مصيبة بكل المقاييس تختزل وحدها الإجابة الشافية على السؤال التقليدي: لماذا عجز المغرب عن اللحاق بالبلدان الصاعدة؟
وهاجم العبدي بشكل غير مباشر الحزب الذي يقود الحكومة مضيفا أن « تسع سنوات من التدبير الحكومي ومن الضجيج والكلام الغليظ والتهجم الدائم على المعارضة وكأنها هي المسؤولة عن التدبير، وفي النهاية اكتشفنا أن مستشفياتنا لم تصمد أمام بضعة آلاف من المرضى في بلد ال36 مليون نسمة ».
وفي نفس السياق استرسل نفس المتحدث بالقول أن تسع سنوات من التدبير الحكومي والتباهي بالقاعدة الشعبية والقوة الموهومة لنكتشف أن اندماج التعليم في منظومة التكنولوجيا الرقمية يوجد في وضعية بدائية لم يرق حتى إلى مستوى تفاعل المراهقين مع التيكنولوجيا، ما جعل حكاية التعليم عن بعد نكتة مضحكة، بل مبكية في الحقيقة ».