العلاقات المغربية الإيطالية في لقاء حصري لراديو مدي 1 مع وزير الشؤون الأوروبية الإيطالي أميندولا
حاور مراسل راديو مدي 1، في روما الزميل عبد المجيد الفرجي، فينتشينسو أميندولا وزير الشؤون الأوروبية الإيطالي، من خلال محاور متعددة أبرزها ما بعد الأزمة السياسية الأخيرة في بلاده، ومستقبل العلاقات المغربية الإيطالية، بمناسبة الذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة الصداقة والتعاون، ومدى تجلياتها في مجالات الأمن والهجرة، والتعاون الاقتصادي، وفيما يلي نص الحوار:
معالي الوزير فينتشنسو أميندولا، ما تعليقك على سحب ماتيو رينزي زعيم إيطاليا فيفا، لووزرائه من الحكومة الإيطالية ، بالتزامن مع اقتراح خطة التعافي الوطني التي تستجيب لبرنامج الاتحاد الأوروبي، والذي تفاوضت بشأنه كوزير للشؤون الأوروبية لإنقاذ ايطاليا من تداعيات كورونا؟
الإتحاد الأوروبي أعطى الحياة لخيار كبير، يهم الاستجابة للآثار الاقتصادية لفيروس كوفيد 19 ، وهي خطة استثمارية لجميع الدول الأوروبية تهدف إلى التحول البيئي والاقتصاد المستدام ودعم رقمنة اقتصادنا، وهو استثمار كبير من شأنه أن يوحد البلاد.
إيطاليا ستلعب دورها في الأزمة السياسية، والتي صدها البرلمان من خلال منح الثقة لحكومة كونتي.
تلتزم إيطاليا في الأيام المقبلة بعمل مكثف لتنفيذ خطة، والتي ستبعث بها جميع بلدان الإتحاد اعتبارًا من نهاية فبراير، وهو ما يعني معركة ضد الآثار الاقتصادية للوباء واختيارا للتعاون من وجهة نظر طبية صحية للتغلب على كوفيد 19
كيف ترى علاقات التعاون الإيطالية المغربية بشكل عام؟ في مجالات محاربة الإرهاب؟ الجريمة المنظمة؟ الهجرة؟ و الاقتصاد؟
المبادلات بين بلدينا مكثفة للغاية: الجالية المغربية هي الثالثة في إيطاليا والأولى من حيث عدد الشركات. عام 2021 هو العام الذي تصادف فيه الذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة الصداقة والتعاون، وقد يكون فرصة لإعادة إطلاق التعاون على جميع المستويات والذي يعتبر استراتيجيًا، وقد شهد مرحلة مهمة خلال الزيارة الرسمية إلى روما العام الماضي، أكتوبر، من قبل وزير الخارجية ناصر بوريطة مع مشاورات ثنائية. من المهم للغاية تكثيف التعاون في الشؤون الأمنية. في الوقت نفسه ، يجب أيضًا تعزيز الروابط التجارية، لتنشيط إقتصاداتنا خصوصا بعد مرحلة كوفيد 19. منطلِقين بالفعل من تبادل تجاري معَبِّر، يبلغ حاليًا حوالي 3 مليار يورو، ومن التواجد القوي للشركات الإيطالية في المغرب (حوالي 400) ومن مجتمع مغربي كبير وديناميكي في إيطاليا
إيطاليا والمغرب هما بلدان معا على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويمكنهم الربط أيضا بين ضفتين، لأجل أوروبا وإفريقيا من أجل تنمية الصناعة الغذائية، الصناعة الطاقية والصناعة البديلة، وتطوير التقنيات لصالح إقتصاداتنا
بصفتكم وزيرا إيطاليا للشؤون الأوروبية، كيف تقيمون بشكل عام العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي؟
وباء فيروس كورونا، أكد على قوة ومرونة المشروع الأوروبي ، لكنه أشار أيضًا إلى كيف يجب على الاتحاد تعزيز علاقاته مع دول البحر الأبيض المتوسط وخاصة مع المغرب ، في إطار بعد أوروبي متوسطي أوسع، وخاصة من أجل تكوين علاقة قوية بين أوروبا وإفريقيا خلال هذا القرن.
في عام 2020 ، احتفلنا بمرور خمسة وعشرين عامًا على مسار برشلونة، وأكد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 في المجلس الأوروبي في دجنبر الماضي، عزمهم على وضع جدول أعمال جديد لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. وستستند هذه الأجندة إلى التعاون الوثيق في مجالات مثل البيئة والاتصال والتعليم والثقافة وكذلك الموارد الطبيعية ، مع التركيز أيضًا على التبادلات بين الناس ودور المجتمع المدني. الهدف هو تعزيز الحوار السياسي في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط بين الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي ، لتحقيق المنفعة المتبادلة والتي سيعتبر فيها المغرب وإيطاليا بالتأكيد، لاعبين في الصف الأول
إيطاليا،هذا العام لديها رئاسة مجموعة العشرين، و كوب 26 ، لكتابة صفحة تعاون ثنائي للغاية
إن دور المغرب في الإطار الإفريقي والمتوسطي جد حاسم بالتأكيد، وله هذا الدور أيضا لتجاوز الأحداث السياسية، التاريخية وتقريب المسافات بين القارتين
إنه الوقت المناسب، كما يظهر المغرب، لنتجه نحو سياسة التعاون، السلام والتنمية المشتركة
المصدر ميدي1 تيفي