الاحزاب الحداثية ..حان دوركم فأين نجدكم؟!
سياسي/ رشيد لمسلم
باقتراب موعد الانتخابات بدأت الأحزاب السياسية في وضع تصوراتها حول الترشيحات وتسطير البرامج القادرة على إستمالة الكتلة الناخبة والإستجابة لحاجيات الشعب والوطن.
بدأ العد العكسي في محاولة لكسب ونيل اكثر المقاعد تمثيلية داخل المجالس المنتخبة والمؤسسات التمثيلية الإقليمية والجهوية والوطنية .
وبعد ممارسة الحكم من قبل الحزب الاسلامي الحاكم ( العدالة والتنمية) الذي قاد المغرب الى مديونية كارثية وفشل في تأثيث المشهد الاجتماعي وكرس ثقافة المناصب بعيدا عن الكفاءة اللازمة والمطلوبة في مغرب متقدم بملكه وشعبه.
مما اصبح يستدعي اليوم خروج الاحزاب الحداثية والتقدمية من سباتها العميق وكي لا تبقى ادوارها منحصرة فيما يسمى ” تشبت غريق بغريق” وتتحمل مسؤوليتها التاريخية ولاسيما ان الظروف السياسية اصبحت مواتية لخوض الانتخابات من ابوابها الواسعة في ظل المتغيرات الطارئة حول مدونة الانتخابات التي سيتم اعتمادها في الاستحقاقات المقبلة.
ترى اين سنجد هذه الاحزاب الحداثية والتقدمية اليوم؛ هل في انشطتها وندواتها وسياسة القرب مع المواطنين والمواطنات؟ ام في نوعية الترشيحات التي ستقدمها للناخبة والناخب المغربي؟ ان من خلال ما ستسطره من برامج قادرة على اكتساح الساحة السياسية والشعبية وخلق مصالحة حقيقية مع المواطن؟ أم في تغيير منظومة التعاطي مع الفعل السياسي وتطوير آلاتها التنظيمية باستقطاب النخب الجديدة التي إبتعدت عن الممارسة السياسية واعتزلت الميدان بشكل رافض لكلاسيكية المنهجيات الحزبية المبتعدة عن هموم الشعب.
المغرب اليوم الذي يمشي في خطى متقدمة وواعدة أصبح في حاجة إلى أحزاب سياسية قوية حداثية وتقدمية قادرة على تعزيز المكتسبات الديموقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية بما يليق ومستوى هذا الشعب العزيز.
في انتظار ذلك وفي انتظار مشاركة انتخابية واسعة وما ستفرزه صناديق الاقتراع ، نتمنى ان تخرج هذه الاحزاب من سباتها وتتماهى مع سياسة البلاد والترافع عن قضايا الطبقات الشعبية من اجل مغرب حداثي متقدم قوي ومتماسك في مؤسساته الانتخابية في إطار من الحكامة الجيدة وفي تنافس شريف يعكس الصورة الحقيقية لنساء ورجال السياسة المتشبعين بالمصداقية والروح الوطنية الصادقة.