قبل جواب المغاربة على “استحمارهم” …. فرار جماعي للمنتخبين من شركة حزب الأحرار بعد اكتشاف الوعود الواهية
سياسي/ الرباط
يتضح أن حزب الأحرار لن ينتظر يوم الاقتراع 8 شتنبر المقبل كي يرى بأم عينه رد المواطنين على محاولة “استحمارهم” من خلال الوعود المغرية الأخيرة التي يوزعونها شمالا وجنوبا، بل بدأ منتخبوه في الجماعات والبرلمان من الآن يجيبونه وينتفضون في وجه قياداته، و انطلاق عملية الفرار الجماعي من الحزب بعد افتضاح كذب كل وعود الإغراءات التي كان قد أطلقها مند شهور وهو يجلب الناخبين من كل الأحزاب.
فهذه الوعود الكاذبة “يضيف المصدر”، تمثلت في وعود بمنح المرشحين مبالغ مالية تقدر ب400 مليون سنتيم لتمويل الحملات الانتخابية، لمرشحي البرلمان، وحوالي 50 مليون سنتيم لمرشحي مجالس الجهات، وما بين مليون و خمس ملايين سنتيم لمرشحي الدوائر المحلية، غير أن عدد كبير من المنتخبين الذين جلبهم الأحرار من أحزاب أخرى، اكتشفوا أن هذه الوعود ليست إلا وهم من خيال أعضاء مجلس إدارة شركة « التجمع الوطني للأحرار » ليقرروا اليوم الانسحاب في هجرة جماعية من حزب الأحرار .
لذلك يتضح أن صحة « الحمامة » ليست بخير، حسب مصدر مطلع ل”سياسي”، والذي أوضح أن الصراعات الداخلية على مستوى مختلف الجهات، بين مناضلي الحزب و”الوافدين الجدد ” في مختلف الجماعات، تؤثر وبشكل كبير على الحزب الذي تحول من حزب سياسي إلى مقاولة أو شركة مساهمة تضم رئيس مجلس إدارة وباقي المناضلين مستخدمين.
إن حالات الانسحابات بالجملة التي تقع اليوم داخل الأحرار في مختلف الجهات بعدما لم يجدوا ما وعدوا به، لم تقتصر فقط على مرشحي الدوائر المحلية والجهوية، بل وصلت إلى قيادات وازنة، وعدد من المؤسسين من بينهم الحاج عبو والابن محمد عبو الذي سبق أن تقلد منصبا وزاريا باسم الحزب واليوم يغادره بمعية أخرين بسبب تسيير مقاولاتي يشتغل بمنطق مالك الحزب والباقي مجرد مستخدمين.
في غضون ذلك، باتت هذه الأزمة ترخي بظلالها على عدد من منتخبي الحزب بالبرلمان، الذين أصبحوا يعيشون في عزلة تامة بعد فقدان عدد من المرشحين بالجماعات الترابية، مما يجعل نجاحهم في انتخابات 8 شتنبر على كف عفريت علما أن الانتخابات المقبلة ستلعب على جزئيات تتمثل في الارتباط الوثيق بين الاستحقاقات الجماعية والتشريعية على اعتبار أنها تجريان في يوم واحد.
أما الشق الثاني من الوعود الكاذبة، فهي التي يتباهى بها رئيس مجلس إدارة الحزب عزيز أخنوش أمام الشعب مؤخرا من رفع خيالي للأجور وتعويضات سمينة، والتي شعر الشعب بأنها وعود تستصغر ذكائه وتستحمره، مما جعله يشرع في رد الفعل سلبي اتجاهها، ومن تم باتت تعني شيئا واحدا فقط، أن “السحر انقلب على الساحر”، حيث كيف يأتي اليوم حزب تحمل مسؤولية حكومية طيلة سنوات، و كان مكونا لحكومات تعاقبت ولم تطبق يوما ما جاء به أخنوش اليوم من وعود ؟
كيف يمكن لحزب عارض مشروع الحماية الاجتماعية عبر وزير لاعتبارات ماكرواقتصادية، يأتي اليوم ويقول للمغاربة سنخصص مبلغا شهريا ونرفع من أجرة بعض الموظفين و و و ؟ إن الوعود الأخيرة المغرية التي أطلقها حزب الأحرار، تركت مفعولا عكسيا وأصبحت هذه الاغراءات المالية و”الرشاوي” محط سخرية الجميع على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هناك من شبه عزيز أخنوش بعادل إمام في فيلم « مرجان أحمد مرجان » وهو يقوم بالحملة الانتخابية. أمام الكراسي الفارغة، المغاربة يرفضون “استحمارهم” من لدن عزيز أخنوش ومقربيه مسيري الشركة الحزبية للتجمع الوطني للأحرار.
إلى ذلك، فإن حزب التجمع الوطني للأحرار وهو الذي يقول على نفسه أنه سيتصدر الانتخابات، وهذا طبعا طموح مشروع، غير أن الطموح دائما يجب أن يكون معقلنا حتى لا يكون وقع الصدمة قوي، فقد قام هذا الحزب باستقطاب شخصيات من أحزاب أخرى، عفى عنها الزمن ولا حظوظ انتخابية لها، بل أكثر من ذلك، أصبحت عبئا على انتماءاتها السياسية السابقة ولا تمتلك قاعدة فتم طردها، كما أن هذا الهروب الجماعي للمنتخبين الصغار والكبار بعد اكتشاف أن جل الإغراءات المالية واهية، مما يعني أن شركة التجمع الوطني للأحرار، تستعمل منشطات انتخابية واهية، جعلت الخبراء والعارفين بحال بيت الأحرار يؤكدون أن الحزب من الصعب أن يحافظ على المرتبة الرابعة التي حصل عليها سنة 2016.
كل هذه معطيات حقيقية عن حال حزب مزوق من برا… يعيش أزمات، صراعات، وهم، أحلام، إغراءات، يقدم للمغاربة التزامات شبه مستحيلة، والواضح أن هذه الشركة تحب الركوب على الأمواج وتستحمر المغاربة في حين أن المغاربة « ما عندهم بو الوقت » لمثل هذه التفاهات.