وهبي: إنتخابات 8 شتنبر أفرزت بوضوح أغلبية سياسية مكونة من ثلاثة أحزاب فقط، قد تشكل في حالة نجاح المشاورات، أرضية مواتية وغير مسبوقة لتشكيل تحالف سياسي مشروع و منسجم، اختارته الصناديق بكل ديمقراطية وحرية وشفافية.

قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي في لقاء تشاوري مع برلماني حزبه الجدد، اليوم الاربعاء، “يشكل يوم 8 شتنبر الأخير نقلة نوعية في ترسيخ المسار الديمقراطي لبلادنا وتعزيز صورته الديمقراطية، وترسيخ اختياراته في السير قدما وبتبات نحو مصاف الدول الديمقراطية فحسب؛ بل كذلك وجه رسائل ديمقراطية داخلية، واختار بوضوح أغلبية سياسية مكونة من ثلاثة أحزاب فقط، قد تشكل في حالة نجاح المشاورات، أرضية مواتية وغير مسبوقة لتشكيل تحالف سياسي مشروع و منسجم، اختارته الصناديق بكل ديمقراطية وحرية وشفافية.”

وأضاف وهبي” واستنادا على ما أفرزته هذه العملية الانتخابية ، وما يقتضيه الأمر من التحلي بالمسؤولية التاريخية، فإننا في حزب الأصالة والمعاصرة نتوجه اليوم إلى جميع الأحزاب الوطنية من أجل الحوار والتعاون، وتغليب المصلحة العامة لبناء مرحلة ديمقراطية جديدة، ستعمل لا محالة على تطوير المشهد السياسي ببلادنا، والدفع بالأحزاب السياسية إلى المزيد من الأدوار الطلائعية داخل المجتمع.”

وقال وهبي ” لقد فرضت علينا العملية الانتخابية الأخيرة ضرورة احترام اختيارات الشعب المغربي وضرورة التحلي بالحس الديمقراطي، والعمل على تدشين مرحلة سياسية جديدة تخضع للنتائج الانتخابية إعلاء للقيم الديمقراطية، ومن تم نؤكد بكل شجاعة، أنه مع إعلان نتائج الانتخابات تكون المواقع داخل المؤسسات المنتخبة للولاية السابقة قد انتهت، وانطلقنا في تأسيس مرحلة جديدة، بمواقع جديدة، وخريطة سياسية جديدة، حددها الناخب المغربي، ومن تم نؤكد أننا تجاوزنا صراع المواقع مع حزب التجمع الوطني للأحرار، ودشنا مرحلة جديدة برسائل إيجابية جيدة من هذا الحزب المتصدر لنتائج الانتخابات والمكلف بتشكيل الحكومة، ونعمل حاليا على دراستها والتفاعل معها بإيجابية أكبر، خدمة للصالح العام وترسيخا للاختيار الديمقراطي ببلادنا.
وفي نفس السياق نود أن نشكر وبحرارة، أصدقائنا في حزب التقدم و الاشتراكية و حزب الاستقلال اللذان اشتغلنا معهما في المعارضة خلال الولاية السابقة، وكان التنسيق بيننا مثمرا، بفضل تصرفاتهما النبيلة التي لا يمكن نكرانها، وسنحتفظ لهما بهذا الرصيد الهام في ممارسة معارضة جماعية مسؤولة، استثمرت كل الوسائل والإمكانيات الدستورية المتاحة لمراقبة الحكومة واقتراح الحلول البديلة، واليوم سنواصل العمل من أي موقع لنا مع جميع الأحزاب وبروح وطنية مسؤولة، خدمة لقضايا المواطنين والوطن.
من جهة أخرى، وبعيدا عن المنطق الضيق لمعنى الخسارة على مستوى نتائج الانتخابات الأخيرة، فإننا نؤكد أن الأحزاب السياسية الجادة والمسؤولة تظل مكانتها متميزة داخل المجتمع وداخل المشهد السياسي. لهذا فان تراجع عدد مقاعد حزب العدالة و التنمية خلال الاستحقاقات الأخيرة لم ولن ينقص أبدا من وطنيته و جدية أدواره التي جسد فيها غيرته على الثوابت الدستورية و مراجع الأمة المغربية طيلة الولايتين الحكوميتين السابقتين. إنه سيظل حزبا هاما في التاريخ السياسي المغربي، وسنظل حريصين على التعاون معه، لحاجة بلادنا له و لكل أحزابنا الوطنية، و لنواصل بنائنا الديمقراطي، لذلك نحن متأكدون أن شرعية وجوده ستعيد له قوته للمساهمة من جديد في العملية الديمقراطية علما أنه ليس هناك موت دائم في السياسة ولا انتصار دائم فيها.”

واعتبر وهبي” إن انتخابات يوم 8 شتنبر الأخير لم تصنع حدثا سياسيا تاريخيا في مسارنا الديمقراطي الوطني فحسب، بل شكل هذا اليوم محطة مفصلية في تاريخ حزبنا حزب الأصالة والمعاصرة، إذ برهنا للجميع على أن اختياراتنا الفاصلة والحاسمة التي دافعنا عنها باستماتة وشجاعة كبيرتين مند المؤتمر الوطني الرابع خلال فبراير 2020 بالجديدة، كانت اختيارات صائبة، وشكلت بوصلة واضحة لخطنا السياسي، عقب نقذ ذاتي شجاع، صححنا من خلاله المسار، وتوجهنا بعده بنفس تصالحي جماعي مسؤول نحو هذه المحطة، ولم يخب ظننا وثقتنا فيكم وفي جميع المناضلات والمناضلين، فكانت الحصيلة كما ترونها اليوم، كسب الرهان بشرف وتنويه كبيرين من خصوم حزبنا قبل أصدقائه ومناضليه.لقد برهن حزبكم اليوم بما لا يدع مجالا للشك، أنه حزب متجدر بالمجتمع، له مكانته الريادية بالمشهد السياسي والمؤسساتي، تعكسها اليوم تلك المشاركة الكبيرة في مكاتب تسيير الجماعات والجهات، وسنحرص على أن تتبلور بشكل قوي في باقي المؤسسات الدستورية المنتخبة.”
وأضاف وهبي” إن ما حققناه اليوم من نتائج انتخابية باهرة، لن يكون دافعا للغرور أو الاتكال، بل يجب أن يتحول إلى مسؤولية وأمانة ثقيلة على عاتقنا اتجاه وطننا واتجاه مواطنينا، من موقعنا في المعارضة أو موقعنا في الحكومة في حالة ما نجحت المفاوضات مع السيد رئيس الحكومة المعين وفق التوافقات الضرورية والمشاورات السياسية الجارية. لذلك سنلعب دورنا كاملا من موقعنا الجديد داخل الوطن الذي تتطلب تحدياته نكران الذات، فالبام من رحم الوطن، خدم الوطن من موقع المعارضة وسيظل كذلك في حالة ما دخل موقع تدبير الشأن العام.
السيدات والسادة البرلمانيين المحترمين
إنه بالقدر الذي نعبر فيه عن ارتياحنا للنتائج الانتخابية الهامة على جميع المستويات، بالقدر نفسه نريدها أن تكون حافزا قويا لتحمل المسؤولية الكاملة في إعادة بناء تنظيمنا الحزبي على جميع المستويات وعلى جميع الواجهات، بناء تنظيماته الجهوية والإقليمية والمحلية على أسس الديمقراطية، إن محطة انتخابات 2026 قد انطلقت من الآن ولن نكون حاضرين بقوة أكبر مما حققناه اليوم إلا إذا شيدنا تنظيما حزبيا مؤسساتيا، ديمقراطيا قويا.”

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*