الذكرى ال46 للمسيرة الخضراء .. الخطاب الملكي السامي “خطاب قائد تاریخي باستراتيجية نهضوية وطنية
أكد الكاتب الصحفي طالع السعود الأطلسي أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء أمس السبت، إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال46 للمسيرة الخضراء المظفرة، “خطاب قائد تاریخي باستراتيجية نهضوية وطنية، ممتلكة الوعي بأهدافها ودقيقة التخطيط لتحقيقها وحريصة على ترصيد منجزاتها ومكتسباتها بكل ثقة، وواقعية وأناة ودون مبالغات ولا غرور”.
وأضاف السيد السعود الأطلسي، في مقال تحت عنوان “سمو الوطنية المغربية وصرامتها”، تنشره يومية (الاتحاد الاشتراكي) في عددها ليوم غد الاثنين، أن خطاب جلالة الملك بهذه المناسبة، “التي وحدت المغرب شعبا وأرضا، حين حررت الأقاليم الجنوبية الصحراوية من الاستعمار الإسباني، زاخر بالمعاني فيما عبرت عنه كلماته، وفيما تحاشت الإفصاح عنه، إنه متن شاسع بدلالات في المبنى والمعنى”.
وسجل الكاتب، في هذا المقال، أن “هذا القائد التاريخي لا تتيح له انشغالاته الاستراتيجية، وهو يقود شعبه لرفع تحديات وطنية وتنموية تاريخية … لا تتيح له أن يكترث للشوشرات والمشاغبات الصادرة من رصيف أولئك الخاملين في هوامش التاريخ … خطابه يسمو بالسياسة إلى مستواها الرفيع، النبيل والعميق”.
وقال “إنه الملك الذي يقود هذه الإرادة الوطنية المغربية المنتصرة والواصلة، إرادة كل المغاربة وضمنهم مواطنون في الأقاليم الصحراوية، وهي الإرادة التي استقطبت لها دعما دوليا معتبرا في المحافل الدولية، ومن خلال العلاقات الثنائية الخارجية المغربية، الخطاب صدر من تلك الإرادة الوطنية معبرا عن سموها ومعليا صوت صرامتها”.
وتابع قائلا “متتبعون المغرب ومنشغلون به، داهمهم الخطاب الملكي وهو صادر من جهة المستقبل … لأن ملك المغرب يهمه مستقبل شعبه ومستقبل هذا المغرب في دائرة تفاعلاته الخارجية”.
وأضاف أنه “ومن أجل ذلك المستقبل فقد أبرز الخطاب الملكي منطلقات جديدة في التفاعل الدولي معه، منطلقات جيدة مدخلها الصحراء المغربية … باتت هذه القضية المغربية وتلك الأرض شرطا مركزيا في علاقات التعاون المغربي الدولي وفي شراكاته”، مسجلا أن “البعض دأب على التعامل مع المغرب في شراكة تقيده ويتحرك داخلها على هواه”.
وأكد أن “مركزية قضية الصحراء المغربية في البنيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمغرب، وبكل هذه الانتصارات التي حققتها، تستحق أن ترقى إلى الاشتراط الأول في نوعية جديدة من الشركات الاقتصادية المغربية … الخطاب الملكي كان واضحا وصارما في إشعار الشركاء الذين يعرفون أنفسهم … كما سيفهم المحللون، بأن مرجعا جديدا سيقع في مرکز مرجعيات التعامل مع المغرب”.
واعتبر الكاتب أن “هذه المستجدات الجيو-استراتيجية التي أنتجها الانتصار المغربي في الذود عن وحدته الوطنية، لا يمكن أن تظل جزئية ومعطلة المفعول في عموم العلاقات الخارجية المغربية”، مشيرا إلى أن “الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، ولم يكن فقط تصرفا مزاجيا للرئيس الأمريكي السابق”، بل “نتاج لقراءة أمريكية متراكمة لفعالية المغرب وممكناته الاستراتيجية والاقتصادية في موقعه الإفريقي وفي بعده العربي”.
وأضاف أن تلك ‘الممكنات والفعاليات تتغذى من وطنتيه التي أنتجت ليس فقط وحدة ترابه وشعبه، بل أيضا أنتجت له و عيا مواطنا فاعلا في التقدم وفي الاستقرار. إنها العوامل التي ولدت انتصارات الدبلوماسية النوعية في الأمم المتحدة وفي الصحراء نفسها بغزارة القنصليات المفتوحة فيها. والأولى أن يكون من يعتبرون أنفسهم أصدقاء ومنتفعين من شراكتهم مع المغرب تاريخيا .. أن يكونوا في مقدمة المحتفين بالمغرب الجديد ومتفاعلين مع أوضاعه النوعية وحاجاتها”.
وسجل أن “أولئك الشركاء الذين تألفوا مع ازدواجية الخطاب في تعاملهم مع المغرب، وأدمنوا رقصات مواقف وأهازيج تطيب الخواطر بين المغرب صاحب الحق وبين الجار الذي يفتعل الشق … عليهم أن يغيروا هذا السلوك الانتفاعي والمريح لهم … إنهم اليوم أمام مغرب ما عاد يطيق استهباله أو استصغاره”.
وتابع أن “المغرب لديه اليوم من عناصر القوة في شعبه وذكائه الجمعي وفي إرادته وفي خيرات أرضه وفي طاقات وعقول وسواعد أبنائه وبناته ما يجعله قويا وغنيا عن مجاملات دبلوماسية باتت فاقدة للجدوى”.
وأكد أن “الخطاب الملكي كان خطاب القوة و الصرامة ساميا بالقضية الوطنية عن أي مزايدات أو مساجلات بلا طعم. ذهب الخطاب إلى الجوهر في اهتمامات المغرب، وتعالى في إعلان عما يشبه انطلاقة جديدة للمسيرة الوطنية … مسيرة تحصن شرعيتها القرارات الدولية ويذود عنها الشعب المغربي بكل فئاته وفي كل جهاته … إنها الشق الوطني من المسار التنموي المغربي والذي سيغذي النموذج التنموي الجديد قيد التفعيل …”.
وخلص إلى القول إن “الخطاب الملكي توجه لشعب بادله الاعتزاز بمكتسباتنا الوطنية ومعليا مؤذيتها في مستقبل المغرب. وتوجه للكبار في السياسة الدولية في العالم. العالم الذي المغرب هو اليوم فيه من الكبار بقوة وطنيته وبممکناته وبصرامته في الدفاع عن كرامته وحقوقه وإصراره على الإسهام الفاعل في التقدم وفي السلم في قارتنا و في العالم”.
ومع