إدريس السنتيسي: نعتز بالمكاسب الدبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب، بحكمة وعبقرية وبعد نظر الملك محمد السادس
قال إدريس السنتيسي رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، ان انعقاد دورة المجلس الوطني بالتزامن مع انطلاق البرلمان في ولاية تشريعية جديدة. وقد تميزت هذه الدورة كما تعلمون بالخطاب الملكي السامي في افتتاح البرلمان الذي أكد فيه جلالة الملك حفظه الله على ثلاث أبعاد رئيسية في مقدمتها تعزيز مكانة المغرب والدفاع عن مصالحه العليا، لاسيما في ظرفية مشحونة بالعديد من التحديات والمخاطر والتهديدات، ويخص البعد الثاني، تدبير الأزمة الوبائية ومواصلة إنعاش الاقتصاد، أما البعد الثالث، فيتعلق بالتنزيل الفعلي للنموذج التنموي، وإطلاق مجموعة متكاملة من المشاريع والإصلاحات من الجيل الجديد.
• كما تميزت هذه الفترة بمواصلة جلالة الملك لمبادراته الاستباقية الخلاقة، بدعم كل المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.
وأضاف السنتيسي” ولابد أن نعتز بالمكاسب الدبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب، وأخرها دعم اسبانيا الواضح والصريح لمقترح الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة المغربية باعتباره الأساس الجدي والواقعي وذو المصداقية لحل الخلاف القائم حول مغربية الصحراء. وهي مناسبة للإشادة بحكمة وعبقرية وبعد نظر جلالة الملك حفظه الله، وأيضا تكوين جلالته الأكاديمي والدبلوماسي، باعتباره حائزا على شهادة الدكتوراه في الحقوق سنة 1993، إثر مناقشته أطروحة في موضوع “التعاون بين السوق الأوربية المشتركة واتحاد المغرب العربي”.
• لابد من التأكيد بأن الفريق الحركي، اختار الاصطفاف في موقع المعارضة أي المعارضة الكاملة كما أكد على ذلك الأمين العام في أول اجتماع له مع الفريق.
• هذا الموقع ليس جديدا ولا غريبا على الحركة الشعبية التي ولدت في الأصل معارضة للحزب الوحيد والفكر الوحيد، ومارست المعارضة خلال مجموعة من المحطات .
• المعارضة التي اخترناها عن قناعة وإيمان، معارضة مواطنة ومسؤولة، معارضة مؤسساتية، الأمر الذي ينسجم مع مبادئ الحركة الشعبية منذ تأسيسها، قوامها والغاية منها التشبث بالثوابت المقدسة والمصلحة العليا للبلاد من جهة، والتفاعل مع قضايا وانشغالات المواطنين من جهة أخرى، من خلال مقاربة لا تكتفي بالنقد وتشخيص المشاكل فقط، بل تقدم حلولا وبدائل حقيقية وفعالة.
• أكيد أننا نقوم بالدور المنوط بنا أحسن قيام، وهو دور سنستمر في الاضطلاع به بكل أمانة ومسؤولية، ولن نتراجع عنه مهما كانت الظروف والملابسات و الضغوطات.
• أقول من هذا المنطلق بأننا نمارس المعارضة بالتدريج وبدون تهريج أو ديماغوجية فارغة.
• فنحن لا ولن نخضع لأية مقاومات، أو إغراءات أو مساومات مهما كان نوعها، وهذا ما دأبت عليه الحركة الشعبية كقلعة مناضلة منصهرة في قضايا وهموم الشعب المغربي، لا تستمد مواقفها من المواقع التي تصطف فيها بقدر ما يحكمها دائما هاجس المصلحة العليا للبلاد.
• بالمناسبة أتقدم الى السيد الأمين العام والى أعضاء المكتب السياسي وإلى كل أعضاء المجلس الوطني بالشكر والامتنان على الثقة وعلى حسن المواكبة والدعم. كما أنوه بالأخوات والإخوة أعضاء الفريق الحركي على العمل الجبار والمجهود المتميز والحضور القوي والمشاركة الفعالة التي اثمرت حصيلة متميزة سواء على المستوى التشريعي أو الرقابي أو على مستوى تقييم السياسات العمومية والدبلوماسية البرلمانية.
• التنويه موصول كذلك إلى ممثلي الفريق في أجهزة مجلس النواب، محمد والزين نائب الرئيس،ومحمد الأعرج رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الانسان،و إلى أعضاء الفريق الحركي بمجلس المستشارين برئاسة مبارك السباعي، وإلى ممثلي الفريق في أجهزة مجلس المستشارين الاخوين المهدي عثمون نائب الرئيس ومولاي عبد الرحمان الإدريسي رئيس لجنة التعليم و الثقافة والشؤون الاجتماعية، كما أتقدم بجزيل الشكر لأطر إدارتي الفريقين الحركيين لمجلسي البرلمان على انضباطهم وتفانيهم بكل مسؤولية وجدية داخل وخارج اوقات العمل تحت إشراف كل من عدي السباعي و عبد الرحيم بوزيان.
وقال السنتيسي” لقد تميز عملنا خلال هذه الفترة بالتعاون والتنسيق مع فرق ومجموعة المعارضة بمجلس النواب، المكونة من الفريق الاشتراكي، وفريق التقدم والاشتراكية، ومجموعة العدالة والتنمية.
وأود من خلالكم أن أتوجه بالتحية لهذه المكونات السياسية والبرلمانية المحترمة.
• وأستطيع أن أقول بأن التنسيق الذي دشنته فرق ومجموعة المعارضة يعتبر تنسيقا متميزا وغير مسبوق بالمؤسسة التشريعية، حيث كانت لنا لقاءات مشتركة ومنتظمة، وقدمنا مبادرات مشتركة تجلت بالأساس في تقديم 73 تعديل على مشروع قانون المالية، وعلى باقي النصوص التشريعية المعروضة على أنظار اللجن الدائمة.
• كما تقدمنا بـ 11 طلب مشترك لعقد اجتماعات اللجن الدائمة بخصوص قضايا ذات راهنية، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
-التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجفاف.
-أزمة ندرة الموارد المائية وضمان الأمن المائي.
-غلاء الأسعار.
-المشاكل التي تعترض الطلبة الذين يدرسون بأوكرانيا.
-الارتفاعات المتتالية لأسعار.
-الشغب في الملاعب الرياضية.
-ارتفاع أسعار المحروقات وأثره السلبي على القدرة الشرائية.
كما تم تتويج هذا التنسيق خلال الدورة التشريعية الحالية ببلاغ مشترك وعقد ندوة صحفية مشتركة كذلك بمقر البرلمان، لقيت اقبالا مكثفا من قبل وسائل الاعلام والمهتمين والمتتبعين.
• لابد من التذكير بأن الدخول السياسي الحالي استثنائي بكل المقاييس، يختلف عن جميع الولايات السابقة،حيث شهد تحالف ثلاثة هيئات حزبية فقط على مستوى الحكومة والجهات والجماعات الترابيةوغير ذلك، الأمر الذي لا يمكن تفسيره إلا بالهيمنة العددية وضرب التعددية السياسية في الصميم، هذا التحالف الثلاثي الذي صاحبه ارتباك في التدبير الحكومي منذ البداية، حيث أن السياسة الحكومية شابها التسرع وعدم الانسجام وغياب التواصل، بل غياب أية أجندة تشريعية. وهذا استنتاج يتقاسمه العديد من المتتبعين.