تونس تعلن حالة الطوارئ
أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي حالة الطواريء اليوم السبت ليمنح حكومته المزيد من الصلاحيات بعد أسبوع من هجوم نفذه إسلامي متشدد على فندق بمدينة سوسة قتل خلاله 38 سائحا معظمهم بريطانيون.
يأتي اعلان حالة الطوارى تحسبا لمزيد من الهجمات في ظل استمرار التهديدات التي تواجهها الديمقراطية الوليدة في تونس من جماعات إسلامية متشددة.
وتمنح حالة الطوارىء لفترة مؤقتة صلاحيات أكثر للحكومة ونفوذا أكبر للجيش والشرطة وتمنع اي تجمعات او مظاهرات واحتجاجات. وتسمح حالة الطوارىء للجيش بالانتشار في المدن.
وقال السبسي في كلمة وجهها للشعب عبر التلفزيون الرسمي “استمرار وجود تهديدات يجعل البلاد في حالة حرب من نوع خاص يتعين تسخير كافة امكانيات الدولة والاجراءات اللازمة”.
واضاف ان تمدد الارهاب في دول المنطقة والوضع الاقليمي والمخاطر الحقيقية المحدقة بالبلاد دفعت لاتخاذ قرار اعلان حالة الطوارىء.
وجاء الهجوم على فندق سوسة يوم الجمعة الماضي بعد أشهر من هجوم على متحف باردو بالعاصمة تونس في مارس آذار وهما من أسوأ الهجمات المسلحة في التاريخ التونسي المعاصر وتمثلان تهديدا حقيقيا لصناعة السياحة الحيوية.
ويقول مسؤولون تونسيون إن المسلحين الثلاثة الذين نفذوا الهجومين تدربوا في نفس الوقت في معسكرات لجهاديين بليبيا المجاورة حيث أدى نزاع بين حكومتين على السلطة لاتاحة الفرصة أمام مجموعات إسلامية متشددة لتحقيق المزيد من المكاسب.
وحذر الرئيس التونسي من أن “الدولة ستنهار اذا حصلت هجمات اخرى مشابهة لهجوم سوسة”.
وقال “تونس العزيزة تعيش ظروفا صعبة وظروفا استثنائية.. والظروف الاستثنائية تستدعي اجراءات استثنائية” داعيا التونسيين الى “رص الصفوف ونبذ الخلافات في هذا الوقت الحساس الذي تواجه فيه البلاد خطرا داهما”.
ورفعت تونس العام الماضي حالة الطوارىء بعد ثلاث سنوات من اعلانها أثناء الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 .
وللسيطرة على عمليات تجنيد متشددين قالت الحكومة إنها ستغلق 80 مسجدا تدار بشكل مخالف للقانون أو تصدر منها رسائل متطرفة.
وتعتقد السلطات التونسية أن جماعة أنصار الشريعة المسلحة مسؤولة عن التخطيط للهجوم على فندق إمبريال مرحبا في سوسة. ودفع الهجوم آلاف السائحين إلى مغادرة تونس ويتوقع أن يسبب خسائر بقطاع السياحة تصل إلى نصف مليار دولار.
غير أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن المذبحة التي أطلق فيها مسلح واحد النار على سائحين وهو مستلقون على الشاطيء وحمام السباحة.
وألقي باللوم على جماعة أنصار الشريعة المتصلة بتنظيم القاعدة في اقتحام السفارة الأمريكية بتونس في 2012 واغتيال اثنين من قادة المعارضة التونسية. لكن الجماعة تفككت وسافر المتشددون من أعضائها إلى العراق وسوريا وليبيا للقتال هناك.
وقال مسؤول حكومي لرويترز “المؤكد في هذه اللحظة.. أنصار الشريعة هي من يقف وراء ذلك.”
وأضاف المسؤول إن المهاجم سيف الرزقي “الذي قتل السياح تلقى تدريبات في معسكر صبراتة الذي تشرف عليه قيادات من انصار الشريعة الذين فروا من تونس الى ليبيا مستفيدين من تفشي الفوضى وغياب الامن”.
وانشق كثير من قادة أنصار الشريعة عن التنظيم وبايعوا تنظيم الدولة الاسلامية.
وأعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن الهجوم على متحف باردو لكن الحكومة اتهمت مجموعة محلية تدعى كتيبة عقبة بن نافع.
وبينما ترتبط أنصار الشرعية وكتيبة عقبة بن نافع بالقاعدة فإن خبراء يقولون إن مقاتلين أصغر سنا وحديثي التجنيد ربما ينفصلون عن الجماعتين مدفوعين بانتصارات كبيرة للدولة الإسلامية في الفترة الأخيرة.