نظم مركز تنبكتو للدراسات والابحاث بالشراكة مع مؤسسة محمود عرشان للتضامن والعدالة الاجتماعية، ندوة فكرية حول العلاقات المغربية الافريقية، ساهم فيها كلا من الاساتذة زين الدين الحسيني استاذ جامعي متخصص في التاريخ ، والذي ركز في مداخلته على ابراز الوثائق الشواهد التاريخية والعلمية التي تتحدث عن تلك العلاقات المتميزة التي ربط السلاطين المغاربة بسكان منطقة الازواد خاصة وعدة بلدان افريقية عامة، وكيف لعبت القوافل التجارية دورا مهما في نشر القيم الاسلامية السمحة ودور الزوايا الدينية، وهما اغ محمد وهو الكاتب العام لجمعية شيوخ قبائل الطوارق، وقد تناول في مداخلته ثورات الطوارق منذ الاستعمار الفرنسي الى عهد ما يسمى بالاستقلال، واسباب ذلك الحراك ومألات الاتفاقيات الموقعة بما فيها الاتفاقية الاخيرة، واختتم مداخلاته بالدور الذي قام به ملك المغرب في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء في مالي. وكانت الندوة الفكرية قد افتتحت بكلمة لمركز تنبكتو للدراسات ،جاء فيها:
السيدات والسادة الذين شرفونا بحضورهم
ازول فلاون
لقد فتحت الزيارة الملكية الكريمة لعدة بلدان افريقيا أفاقا جديدة في العلاقات البينية في كل المجالات، واعادت المغرب الى امتداده الافريقي العريق والمتين.
وما الاستراتيجية الملكية في افريقيا الا امتدادا لتاريخ طويل من العلاقات التي ارساءها السلاطين المغاربة عبر التاريخ والتي جعلت للمغرب مكانة خاصة في قلوب الأفارقة.
ايها الحضور الكريم، ان المكانة الرفيعة التي يحظى بها ملك المغرب، سليل السلاطين المغاربة ، لتؤهله للعب دور مهما في الرقي بالعلاقات الافريقية -الافريقية، وتوجيه الفرقاء فيها الى الاصطفاف في صف واحد من اجل مصلحة شعوب و نهضة افريقيا، وهو دور يدركه أعداء المغرب، ويتحملون المشاق لعرقلته.
ورغم ما نسمعه من إطراء وأمداحجوفاء في جوارنا، في تحقيق النجاح في اعادة السلم الى شمال مالي ” الازواد”، فان ما تحقق والمتسم بهشاشة واضحة بسبب التسلط الجزائري، ما كان ليتحقق لولا الدور المتميز والحكيم لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، حين اقنع الازواديين بالتخلي عن الانفصال والأخذ بفضيلة الحوار والنضال السلمي كأسس لنيل الحقوق والحفاظ على الكرامة، وهي المبادئ التي اسست للمفاوضات والاتفاقية المسماة السلم والمصالحة في مالي.
وفي هذا الاطار، بقدر ما يمتن الأزواديون اليوم لملك المغرب هذا الدور الكبير، والذي عرف به أجداده العظام، فإنهم يلتمسون من جلالته الاستمرار في دعم هذا المسار لتقوية بنيان سلم أريد له ان يلد هشا، وهم على ثقة بأن الحضور القوي لملك المغرب كقائد ديني ،سليل الدوحة النبوية الشريفة ، في قلوب الأفارقة عامة ، والأزواديين خاصة، ليؤهله للعب الدور الاهم في هذا الاطار.
وفي الختام، نسجل تضامننا مع اخواننا أمازيغ مزاب بمدينةغرداية
الذين يتعرضون لتصفية عرقية من قبل النظام الجزائري.
السادة المنظمين، الحضور الكريم، اشكركم على سعة صدركم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته