في إطار أنشطته الإشعاعية، نظم منتدى طلبة الأصالة و المعاصرة، بتنسيق مع منتدى الأصالة و المعاصرة لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي و قطب الشباب بمكناس، ندوة وطنية في موضوع “أزمة الطالب المغربي و آفاق الإصلاح الجامعي البديل”، من تأطير سعيد الوهلية، أستاذ القانون بكلية الحقوق بتازة و عضو المكتب التنفيذي لمنتدى الأصالة و المعاصرة لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي، و بحضور و مشاركة د. المصطفى المريزق الأمين العام الجهوي و رئيس ذات المنتدى، و ذة. نادية العشيري رئيسة منتدى الأصالة و المعاصرة لأساتذة التعليم العالي و البحث العلمي بالجهة، و ذ. ادريس محتات رئيس قطب التنظيم للمنتدى و رئيس قطب الإعلام و التواصل، و الطالب محمد عمراني المنسق الوطني و الجهوي لمنتدى طلبة الأصالة و المعاصرة ، و ذ. رشيد بولة رئيس قطب الشباب، و عدد من أعضاء المكتب التنفيذي لمنتدى الطلبة، و ذلك يوم الجمعة 10 يوليوز 2015 على الساعة العاشرة مساء بقاعة مجلس الجهة بمكناس. في كلمته الإفتتاحية،
رحب الأمين العام الجهوي د. المصطفى المريزق بالأساتذة المتدخلين في الندوة و بالطلبة و الشباب الحاضرين من تازة و تاونات و فاس و الرباط، و بمختلف المسؤولين الحزبيين الحاضرين. بعد ذلك، تدخل الأخ ياسين الحساني عضو المكتب التنفيذي لمنتدى الطلبة، ليتطرق لأوضاع الجامعات المغربية، و معانا ة الطلبة جراء ذلك، كما وقف على بعض أهداف المنتدى الوطني للطلبة من أجل فتح نقاش عمومي حول القضايا الراهنة للشريحة الطلابية، و صون الحقوق و المكتسبات.
أما د. ادريس محتات فقد تطرق في معرض كلمته لأهم المحطات التي عرفها التعليم العالي بالمغرب، و انتقل إلى استعراض بعض المشاكل الأساسية التي تشكل أزمة التعليم العالي بالمغرب، و التي تتمثل في سياسات الإصلاح الفاشلة المستوردة من دول أجنبية و اعتبر أن الحل الأمثل لهذه الأزمة يتمثل في إشراك جميع الفرقاء و وضع استراتيجية شاملة وفق الخصوصية المغربية.
فيما اعتبرت ذة نادية العشيري في معرض كلمتها أن إقصاء الطالب و عدم إشراكه في التدبير و اتخاذ القرارات الكبرى بخصوص المؤسسات الجامعية، باعتباره شريكا أساسيا و مركز العملية برمتها، من بين العوامل الأساسية لتكريس هذه الأزمة، و تساءلت كيف يمكن للقطاع أن يتجاوز ما يعيشه من أزمات و نحن نجد الوزير المكلف بتدبير القطاع يصرح بوجوب إغلاق كليات الآداب لكونها غير ذات نفع” و صرحت بهذا الخصوص أن “هذا كلام لامسؤول من شخص مسؤول على القطاع”. و خلص رئيس قطب الشباب الأخ رشيد بولة، الذي قارب الموضوع من وجهة نظر الشاب و الطالب، أن التعليم العالي بالمغرب يعيش أزمة بنيوية شاملة متعدد الأبعاد و لها امتداد مجالي و زمني، و لا يحتاج إلى مخططات جاهزة مستوردة، بل يحتاج إلى تعبئة وطنية شاملة و إرادة حقيقية لصناع القرار في النهوض بالمنظمومة التعليمية عامة و بالتعليم العالي خاصة.
و اعتبر أن أزمة الطالب المغربي لا تبدأ مع ولوجه الجامعة بل تبتدئ منذ سنوات دراسته الأولى بالمدرسة الإبتدائية التي تفتقد لمبدأ الجودة و تكافؤ الفرص. و تعرض الأستاذ سعيد الوهلية لتجربة حية عاشها على مدى إثنى عشر سنة، بكلية الحقوق بتازة التابعة لجامعة المولى عبد الله بفاس، رصد خلالها العديد من الإختلالات و الخروقات في تدبير القطاع و اعتبر من خلال مداخلته إلى أن السياسات المتعاقبة التي تدبر القطاع لا تمتلك رؤية أو استراتيجية بعيدة المدى، و تساءل كيف للطالب المغربي أن يتفوق في دراسته في غياب أبسط الشروط الضرورية للعيش و البحث. و تساءل في إطار تطبيق الإصلاح، إن كنا نملك سلطة القرار لذلك، و أكد أن الإصلاح لن ينجح إلا دون جعل الطالب في قلب العملية كشريك أساسي، و أن يكون الهاجس الأول و الأخير في هذه العملية هو الطالب. و اعتبر د. المصطفى المريزق الذي قارب الموضوع من شقين أن الجامعة كوظيفة تنتج الفوارق الطبيقية و تعمقها، و تنتج البطالة، و تخلق الهوة بين الناس، لأن المغرب الآن يتوفر على جامعات خاصة بالفقراء و معاهد و جامعات خاصة بأبناء الأغنياء، و الضحية هو المدرسة العمومية و هو تشويه سمعة الجامعة المغربية أمام الرأي العام الدولي. و اقترح عددا من البدائل التي يمكن الإنكباب على دراستها و إعدادها في إطار ورقة شاملة لتشخيص الإختلالات و اقتراح الحلول البديلة. و طالب (المريزق) بتنظيم مناظرة و طنية في القريب العاجل لإصلاح منظومة التعليم في المغرب.
و اقترح بالمناسبة تشكيل لجنة ثلاثية تضم أساتذة جامعيين و أساتذة لمختلف الأسلاك التعليمية الأخرى إلى جانب عدد من الطلبة ستعمل على إعداد هذه الورقة البديلة التي ستقدم للمكتب السياسي مستقبلا.
Get real time updates directly on you device, subscribe now.
المقال السابق