أشاد أحمد زهيري رئيس جمعية لا للحوادث بخريبكة، بأهمية جمعيات المجتمع المدني في المساهمة من الحد من حرب الطرق، والتحسيس بمخاطر الحوادث، وما تخلفه من آفات اجتماعية كاليتم والتشرد والعاهات المستديمة، ومن شأن التربية على السلامة الطرقية أن تضع حدا لهذا النزيف الذي يخلف ضياعا للأرواح والمال، ومن خلال هذا الحوار سيلقي الضوء على عدد مهم من الجوانب التي تهم هذا المجال.
بداية، ما هو الدور الذي تلعبه الجمعية في الحد من حوادث السير؟
الجمعية المغربية ” لا للحوادث” من أول الجمعيات المهتمة بمجال السلامة الطرقية على الصعيد الوطني موازاة مع جمعية فاس، إذ تأسست سنة 2005، وقامت بأعمال ومجهودات هامة، وقد تكللت سنة 2014 بانخفاض كبير في حوادث السير بخريبكة مقارنة مع السنوات السابقة، ونتمنى أن تعرف سنة 2015 كذلك انخفاضا في الحوادث.
ما هي أهداف جمعية “لا للحوادث”؟
هناك أهداف متعددة، كالمساهمة في الحد من مخاطر السير بالتنسيق مع جميع القطاعات والفعاليات المرتبطة بهذا القطاع لتحسيس وتوعية مستعملي الطريق لتجنب حوادث السير، ونشر ثقافة الاستعمال السليم للطريق، وتكوين الأطر التربوية ومنشطي الأندية والجمعيات في مجال التربية الطرقية، وتنظيم أيام تحسيسية وحملات للتوعية، وتنظيم حملات بالشوارع والطرقات، وتنشيط لقاءات تربوية في مجال السير بالمؤسسات التعليمية، والقيام بندوات ومحاضرات حول السلامة الطرقية.
ما هي إستراتيجية الجمعية للحد من مخاطر السير ومخلفاتها المادية والبشرية؟
قام أعضاء الجمعية ومتطوعيها بوضع ورقة عمل من خلال تجارب راكموها، وعبر تشخيص الواقع، وجرد المعطيات، والوقوف على الصعوبات والمعيقات، حيث انتهى المشاركون لوضع استراتيجية مع باقي الشركاء من عمالة الإقليم ، ومندوبية النقل، والتجهيز، والصحة، والمجمع الشريف للفوسفاط، والهلال الأحمر المغربي، وجمعيات المجتمع المدني، وذلك من خلال التضحية، ونكران الذات كوازع يبعث عليه الضمير الوفي، والحس الحضاري، والإنساني، وتشتمل ورقة العمل على 25 نقطة تتضمن جميع المجالات الخاصة بالسير والجولان والقوانين المنظمة للسير.
ماذا عن مشاركتك بالمؤتمر الدولي الأول المرأة والسلامة الطرقية؟
لقد أتيحت لي الفرصة للمشاركة في المؤتمر الدولي الأول تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم رئيسة الاتحاد الوطني للمغرب، وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة من تنظيم الاتحاد الوطني للنساء بالغرب، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بالمملكة المغربية بالمركز الدولي للندوات محمد السادس بالصخيرات، تحت عنوان: “المرأة والسلامة الطرقية: مشروع مجتمعي”، والذي يكتسي بعدا عالميا بتعاون مع العديد من المنظمات الدولية ذات الصلة بالسلامة الطرقية، كمنظمة الصحة العالمية، والمنظمة الدولية للوقاية الطرقية، ومؤسسة العمل الدولية من أجل السلامة الطرقية، والمنتدى الدولي للنقل، والفيدرالية الدولية للسيارات، والمنظمة العربية للسلامة المرورية، ويندرج هذا المؤتمر في إطار تفعيل الشراكة بين كل الفاعلين، وطنيين، إقليميين، ودوليين، المعنيين بالسلامة الطرقية من مؤسسات حكومية، ومهنيين، ومكونات المجتمع المدني من أجل محاربة آفة حوادث السير.
إذن ما هي الخلاصة:
من هذا المنطلق يجسد اختيار موضوع “المرأة والسلامة الطرقية ” مشروع مجتمع مقاربة جديدة للتغاضي من هذه الإشكالية، بالنظر إلى المكانة المتميزة للمرأة داخل المجتمع، ولدورها المحوري المتعدد الأوجه باعتبارها عنصرا فاعلا في محيطها ومساهما في التأثير الإيجابي في السلوكات الاجتماعية وبالتالي في تحسين شروط السلامة الطرقي ، وقد اشتغلنا داخل مجموعات العمل التي كانت تجسد أهداف المؤتمر الخمسة، وقد أتيحت لي الفرصة للقاء وزير النقل والتجهيز الذي عرضت عليه مشكل تعاني منه خريبكة، ويعتبر نقطة سوداء بالنسبة للمنطقة، وهو غياب حلبة طرقية لتدريس السياقة واجتياز امتحانات الحصول على رخصة القيادة، إذ طلب الوزير أن توافيه عمالة إقليم خريبكة بالملف التقني حتى تتكفل الوزارة ببنائه وتجهيزيه، وقد سبق ل”جمعية لا للحوادث” أن تقدمت بهذا الملف الذي يشمل تقريرا مفصلا، وتصاميم، وصور حول المشروع لعامل إقليم خريبكة الذي هو مطالب الآن ببعثه إلى وزارة النقل والتجهيز حتى يعرف طريقه للوجود خصوصا أن الملف يتوفر على جميع المعطيات اللازمة.
ترى ما هي مطالب الجمعية الآنية؟
بالإضافة إلى بناء حلبة طرقية هناك تقارير سلمت إلى المسؤولين بخريبكة حول بعض النقط السوداء، تشمل مدارات طرقية تستحق التدخل العاجل، ونقط تحسيسية حول دور السياسات الوقائية في مواجهة العنف الطرقي، بالإضافة إلى إصلاح عدد من الشوارع والطرق، ووضع علامات التشوير، مع وضع حد للجمعيات الوهمية التي لا تسعى سوى لجمع الدعم المادي، ولا أثر لها على الساحة، كما أن الجمعية تحتاج إلى الدعم من أجل القيام بالأعمال المنوطة بها، لأنها تعتمد حاليا على إمكانياتها الخاصة والضعيفة والتي لا تلبي المتطلبات الضرورية لتنفيذ برنامجها الطموح.
ختاما، ماذا أعددتم لليوم الوطني للسلامة الطرقية هذه السنة؟
بالنسبة لنا اليوم الوطني للسلامة الطرقية هو محطة لتقييم عمل السنة التي نشتغل على طولها، علما أننا أعددنا له أسبوعا كاملا للاحتفال به عبر أنشطة متنوعة، تشمل حملة للتبرع بالدم، ودروس تربوية تحسيسية، وزيارات ميدانية، وورشات تكوينية، وأنشطة إشعاعية، ومسابقات، وأروقة للسلامة الطرقية.