أصدر الكاتب المغربي الأستاذ محمد بنلحسن مجموعته قصصية: “حُب فَايْس بُوكِي، الطبعة الأولى دجنبر2015، تتألف من تسع وثلاثين نصا؛ متنوعا بين القصة القصيرة، والقصة القصيرة جدا.
المجموعة تناول جديد لأحداث وقضايا مختلفة عن تلك التي عهدها الناس في حياة الواقع، واستغوار مغاير لأمزجة وسلوكات شخصيات وهمية ذات أسماء مستعارة، وهويات غامضة، يعرضها السارد على القارئ مستعملا قلما كالعاكس الضوئي، من أجل تسجيل شرائح بوحها في لحظات انفلات من رقابة العقل، والسلط المحايثة في عالم الحس والمحاسبة.
إنه ببساطة ما يشبه النقل غير المباشر لبعض ما يقع بين الرجل والمرأة، على ركح العالم الافتراضي، خلال الدردشة الحميمية؛ التي تحتضنها شبكات التواصل الاجتماعي، خلف الحواسيب الغارقة بين الخيوط الملتبسة والمتشابكة للشابكة العنكبوتية …
إنه نمط من الكتابة التسجيلية للعلاقات الثنائية الافتراضية على مساحات غامضة في محيط الفضاء الأزرق؛ حيث تتعدد الأصوات والأصداء، وتلتبس الهويات البيضاء الشفافة، بالهويات المقنعة ذات الوجوه المترعة بالزرقة الحالمة !! حيث لا مكان للالتزام والمسؤولية المباشرة..
كما أن المجموعة انفتحت على معاينة علاقات الذكر والأنثى؛ كما تتبدى ظلالها ومخلفاتها في مسرح الحياة، وعرج على مخاضات الربيع العربي موثقة الشخوص التي قدحت شراراته الأولى، مع الانخراط في استكشاف التحولات التي شهدها الوطن، ورصد المواقف والمواقع التي أثثها تموجات الفاعلين الجدد….دون السهو عن إسدال الستار عن الأقاصي الحميمية للذات الساردة، وتدوين ما يعتمل في دروب الباطن وشعابه زمن التفاعل مع نوع حرج من الأخبار والأحداث والوقائع…
والمجموعة الجديدة محاولة لالتقاط صورة معبرة ودالة عن حقيقة الذات الإنسانية في تموجاتها النفسية والاجتماعية؛ لاسيما حين تورطها في شبكة العلاقات البينية والغيرية حيث تحضر النرجسية والأنانية بثقل مضاعف ….
Get real time updates directly on you device, subscribe now.
المقال السابق
جمعية الواحة ببوذنيب تنظم دورة تكوينية في موضوع : الآليات الدستورية للديمقراطية التشاركية
المقال التالي