كتبها الصحافي محسن بنتاج
إلى عادل بنحمزة :
تسعفني الذاكرة للحديث إليك بتقدير ، لازالت صور المشاهد التي جمعتنا في مواقف متناثرة و أحيانا متباعدة ، نعرف بعضنا البعض ، يجمعنا الزمان والمكان والتاريخ أحيانا ، كنت مناضلا جمعويا وحزبيا صاعدا ، تتقن الحديث كعادتك ، وتعيش وتتعايش مع واقعك الذي يشبه واقعنا جميعا ، الفقر و الهشاشة والنضال ،
ورغم كل ذلك كنت تسجل مواقف الحضور ، بأحياء هامشية بمدينة الرباط ،كنا نلتقي ، يجمعنا حديث المبدع سعيد وزان ، والمشاغبان عمر سبويه وساعد عزيز ، والحكيمان لحسن فلاح ومحمد الأطرش …،
فارقنا الزمن بحثا عن رغيف شريف لنلتقي مرة أخرى في طريق الحياة .
عادل ، كنت دائما من صميم إهتماماتي المهنية ، أعتذر عن قبح التعبير ، لأن الحياة تحول الفاعل السياسي للأسف لخبر ، أو موضوع ، أو ضربة مهنية في حالة إنزلاق سياسي أو أخلاقي … اليوم أقنعتني بمرورك البهي في بلاطو الأولى ، أنك مازلت تحتفظ على رشاقة الحديث والإعتزاز بالإنتماء الإجتماعي …
لا أخفيك القول ، تألمت كثيرا لغيابك الغير المبرر عن النقاش الدائر حول تقاعد النواب و الوزراء ، صمت مريب فتح باب الشك لطرح ألاف الأسئلة ، قلتها في قرارة نفسي ، وكتبتها في تدوينات أعني بها العديد من الأصدقاء النواب ، وأنت أحدهم … كتبتها بألم وأنا أعنيك ياجارة ، بواضح الكلام ، كيف تقبل بريع تقاعد ؟ و أنت أدرى الناس بعدم قانونيته و إنتاجه ؟ كيف تقبل و أنت تعلم بفقر منطقة تيداس وولماس والحرشة و الخميسات وضاية رومي ؟ مناطق تقطعها يوميا وترى حقيقة البؤس؟
اليوم ، أجبت عن تساؤلاتي ،و أكدت أن مساهمة البرلمان غير مبررة ، وتحدث بمنطق الأخلاق ، و أعتبرت أن الفاعل السياسي مدعو لإعطاء النموذج في تزيار السمطة .
صديقي عادل ، اليوم فقط يمكنني أن أقول ، أن الحياة السياسية تنتج وجوها تشبهنا و نشبهها ، تنتج لغة نتقنها ، وتناضل من أجل قضايانا ، أعجبني إعترافك بسلطة الفيس بوك ، وأعجبني أكثر تجاوبك مع فضاء أنت جزء من مناضليه .
مودتي ، صديقي.