آمنة ماء العينين ترد على وهبي: ليس بمقدورك اثبات سعي بنكيران لتحقيق مصالحه الذاتية أو مصالح حزبه
كتبت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية امنة ماء العينين تدوينة عبارة عن رسالة الى القيادي في حزب الاصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي، ومما جاء فيها:
رسالة الى زميلي ذ.عبد اللطيف وهبي.
زميلي العزيز،
رغم كل المناوشات التي جمعتنا معا داخل لجنة العدل و التشريع و حقوق الانسان،تدرك قدر الاحترام الذي نكنه لبعضنا البعض و نبل العلاقة الانسانية التي بنيناها مع زملاء آخرين بغض النظر عن اختلافاتنا السياسية و الحزبية.
ساءني زميلي أن تهاجم رجلا طالما تحدثت عنه باعجاب،رجلا أقررت علنا (لست هنا أفشي أمانات المجالس فذلك ليس من أخلاقي) أنه وطني صادق رغم ما يمكن أن تسجل عليه من ملاحظات.
ساءني أن تتهم الاستاذ عبد الاله بنكيران بكونه يسعى لتحقيق منافع ذاتية،و ساءني أن تحاول توظيف ورقة التمييز بين عبد الاله بنكيران و حزب العدالة و التنمية و هي ورقة مكشوفة النوايا و المخططات.
تعلم زميلي أنه ليس بمقدورك اثبات سعي بنكيران لتحقيق مصالحه الذاتية أو مصالح حزبه،فهو من أثبت تجرده و قدرته على الاستيعاب و التنازل في تشكيل الحكومتين الأولى و الثانية و في انتخابات مجلس المستشارين حيث لم يجد حرجا في الأخذ من مقاعد حزبه لمنحها لأحزاب أخرى في الأغلبية و المعارضة على السواء،هو زعيم سياسي استثنائي قبل بقوانين انتخابية يعتبر حزبه المتضرر الأول منها تعبيرا عن نبذه للهيمنة و اقصاء الآخر مهما كان صغيرا(أذكرك بخفض العتبة الانتخابية)،هو رجل وطني تنازل كثيرا لمصلحة الوطن و الآخرين،و هو ما عشناه و عشته معنا في محطات تشريعية تجرعنا فيها الاحباطات و تعلمنا فيها معنى المعاناة لأجل الوطن كما هو بتعدده و تناقضاته و مفارقاته…
زميلي،لقد آخذنا على بنكيران داخل حزبنا سعيه المبالغ للاستيعاب و الانفتاح على الآخرين و تجاهل مواقف حزبنا و مصالحه(و الأمثلة على ذلك لا حصر لها) فكيف تتهمه بعد كل ما علمت بتغليب مصلحته و مصلحة حزبه؟
زميلي،ليس بنكيران قديسا و لا ملاكا معصوما،هو سياسي له عيوبه و تقديراته في تدبير الاكراهات الصعبة التي عاشها(تلك التي اطلعنا عليها و الله اعلم بما لم نطلع عليه) لكنه قطعا ليس سياسيا يعرف معنى لما يسمونه (مصلحة خاصة).بنكيران هو ذلك الكائن السياسي الناذر الذي لا مصلحة خاصة له،غير مصالح الوطن و مصالح الشعب خاصة تلك الفئات التي لا صوت لها،فوجدت آهاتها مسكنا في فؤاده قديما لا حديثا.و لولا صدقه لما اخترق قلوبها.
زميلي العزيز، لا تنخرط رجاء في جوقة الذين يميزون بين بنكيران و حزبه.فهو أمين عام لم يتم فرضه بل اختارته قواعد حزبه طواعية كما اختارته جماهير الشعب في 2011 و 2015،فلا تكن من الذين غاظهم و هالهم ذلك الاحتضان الاستثنائي.
لم أكن لاكتب ما كتبت حتى لا يحسب تملقا لقائد أو محاباة لزعيم،و هي ممارسة أمقتها و لم استطع يوما احترام أصحابها،غير أن ما يجمعنا من صداقة دفعني الى الرد التلقائي على كلام حاولت تفهم سياقه الانتخابي فلم أفلح.
و لك مني كامل التقدير و المودة.