صلاح الوديع: عزيزي التافه المتقلب الفاشل، سي عبد الوهاب رفيقي…
صلاح الوديع
عزيزي التافه المتقلب الفاشل، سي عبد الوهاب رفيقي…
قرأت بعض ما كُتب عن اجتهاداتك في برنامج الأمس. وصدقني إن صارحتك باغتباطي.
فكمْ هو جميلٌ أن يخرج المرءُ عن صوابه في بعض الحالات، إذ كمْ من غضبٍ كشفَ زيغاً لا يحدُّ وكمْ من فَوْرةٍ عرَّتْ على روحِ الاستبدادِ في الناس.
ومناسبةُ القولِ ما قرأتُه من “تفاعلاتٍ” مع تدخلك التلفزي الأخير.
هناك من يعتقد أنه محامي الله. هناك من يظن أنه أقرب منا إلى ملائكته.
هناك من يقرر بينه وبين نفسه على هواهُ وحسَب فهمه وقناعته وإيمانه، بأنه هوَ ذو الإيمان الأقوى والاعتقاد الأمْكن،
لهؤلاءِ لا بد من قولٍ رزينٍ صادق. لا بد من قولٍ فصل.
بدءا، للمؤمنين المتسامحين لا نقول إلا زادكم الله إيمانا على إيمان.
وللمتوترين المتوثبين المتأهبين لمهاجمة من يخالفهم أو يختلف عنهم نقول: إذا كان من حقكم أن تعتبروا إيمانكم إيمانا مكينا لا يتحملُ قُلاَمَةَ ظُفْرٍ من الشك، فهذا حقكم ونحن معكم فيه وفي الدفاع عنه.
أما إذا كان إيمانكم وطريقةُ تصوُّركم له وعيشكُمْ إياه، يعني بالنسبة لكم أنكم أحسن الخلق إيمانا وأقربكم من الله خشية وأقدركم على ترجمة معانيه، لا يجاريكم أو ينافسكم فيه إلا هالك، فلا وألف لا. أنتم – بكل احترام – على خطأ
لماذا؟ لأن الجهة الوحيدة التي بيَدِكهَا الحكمُ على إيمانِ أي شخصٍ هو الخالقُ، بالضبط، لا غيرُه. فلا تنازعوه في ذلك ولا تعتقدوا أنكم تدافعون عنه، فهو غني ليس عن شخصكم الفاني والمتواضع فحسب، بل هو غني عن العالمين… أليس هو صاحب هذا القول؟
لا شيء فوق الأرض، لا اليوم ولا غدا، يسمحُ لكم بالحكمِ على إيمان أحدٍ أو نعتِهِ بنعتٍ، أكانَ مسلما أو غير مسلم…
أكان على دين المسيح (وعددهم 2 مليار شخص) أو من المسلمين (وعددهم يتجاوز 1,3 مليار شخص) أو من الهندوس (وقد تجاوزوا مليار شخص)، أو من أتباع بوذا (وعددهم لا يقل عن 360 مليون شخص) أو من اليهود (15 مليون شخص) أو زرادشتيين أو براهمانيين أو لاأدريين أو غير ذلك، ناهيك عن عشرات الديانات ذات الأقليات…
شيئا من الحِلم من فضلكم. دافعوا عن تصوركم دون شتم الآخرين أو محاولة النيل منهم،
شيئا من التواضع واحترام الآخرين المختلفين عنكم،
هدوءاً…
اِسْتَوُوا تقبَّل الله منكم.
أما صديقي التافه، فعليه السلام وله عميق التقدير والاحترام.