واقعة الزفزافي في المسجد…تعيدنا بالزمن الى ما قبل دستور 2011، والى ما قبل بناء الدولة والادارة، حيث تدبر “القبيلة”
سياسي: الرباط
كتب الباحث والحقوقي عزيز ادمين تدوينة مما جاء فيها:
في واقعة “مسجد الحسيمة”.
لا يخفى على احد ان المساجد تعتبر من الدعامات الايدليوجية الاساسية للنظام السياسي المغربي، بل وعموده الفقري بارتباطها العضوي ب”أمير المؤمنين”، لهذا انجزت عشرات الدراسات والابحاث حولها لتفكيك بنية الدولة المغربية.
…
اختلاط السياسي بالدين، جعل من مجموعة من المدافعين عن الديمقراطية المطالبة بالغاء أو تعديل الفصل 19 سابقا، والذي كان تجسيدا لهذا التداخل، باعتبار ان الدين يخص علاقة الفرد بخالقه، أما السياسة هي مجال التدافع والصراع من اجل خدمة المصلحة العليا (بتعريفها المثالي).
دستور 2011، قدم خطوة للامام فيما يتعلق بهذا النقاش، على الاقل من الشكلية لاول مرة يتم زعزعت موقع الفصل 19 من الهندسة الدستورية، حيث ظل الفصل 19 طليت التعديلات الدستورية في مكانه، واليوم تم تجزيئه الى فصيل، 41 و 42، الاول مرتبط بامير المؤمنين ومجاله الديني، والثاني الملك كرئيس دولة في مجاله الدنيوي.
…
القوانين الانتخابية أصبححت تمنع وتجرم الحملات الانتخابية في المساجد، بل عدم استعمال الرموز الدينية في الاعلانات الانتخابية.
….
وهي عوامل في بناء الاسس الاولى للدولة المدنية والتي لازال الاشتغال عليها طويلا
…..
عودة النقاش اليوم الى دور المسجد في تدبير الشأن العام، أو اعلان الخطب من داخله يعيدنا بالزمن الى ما قبل دستور 2011،
بل والى ما قبل بناء الدولة والادارة، حيث تدبر “القبيلة” شؤونها من خلال “الجماعة” داخل المسجد، في انقلاب على كل ما حققه البشرية من تطور وتقدم من مؤسسات منتخبة واليات وساطة واحزاب وجمعيات…
….
فتح باب المسجد للنقاش والاحتجاج مهما كان موضوعه يفتح المستقبل على المجهول.
…
بخصوص مضمون التصريح الذي ادلى به ناصر الزفزافي داخل المسجد:
استشهاده بمقولة عمر بن الخطاب “من رأى منكم من اعوجاجا فقوموني”، مبالغ فيها، في سياقها في عهد عمر وفي سياقنا الحالي، كما انها مرتبط ب”من رأى منكم منكرا فليغيير…” واتمنى العودة للتفاسير وما عبر عنه مجموعة من الفقهاء حتى لا اقول اجماعهم.
اما بخصوص العري على القنوات العمومية والمهرجانات، فهي غير ذي موضوع وغير ذي جدوى في أجندة المطالب الاجتماعية والحقوقية للساكنة بالريف.
فمضمون التصريح منحرف عن الغايات
……
أماكن العبادة: للعبادة في علاقة الفرد بربه؛
والشارع: للسياسي والمدني والحقوقي والنقابي والمواطن والحركات الاحتجاجية ….